اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
الفنان رضوان الحسيني:
- المؤسسات الفنية الكبرى من متاحف إلى مقتنين ومؤسسات بحثية تبحث دائماً عن بيئة آمنة لنقل وتخزين أعمالاً ثمينة.
- هذا النوع من البنى التحتية يعزز صورة البلاد بوصفها مدينة يمكن التعامل معها على قدم المساواة مع العواصم الفنية العالمية.
تخطو قطر خطوة جديدة لتعزيز موقعها منصة إقليمية ودولية للفنون والثقافة، من خلال إعلان إنشاء أكبر مركز لوجستي في الخليج العربي لتخزين الأعمال الفنية بمعايير عالمية.
المشروع، الذي يأتي بشراكة بين شركة 'جي دبليو سي' (GWC) وشركة 'كيو سي+' (QC+) القطريتين، يعكس التوجه المستمر للدولة نحو تطوير الصناعات الإبداعية والثقافية عالية القيمة وربطها بالرؤية الوطنية طويلة المدى، وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030.
وأعلنت الشركتان، الأربعاء (12 نوفمبر 2025)، المشروع الذي سيتخذ من المنطقة الحرة برأس بوفنطاس مركزاً له، بحسب وكالة الأنباء القطرية 'قنا'.
يهدف المشروع إلى:
تلبية الطلب الإقليمي المتزايد على خدمات التخزين واللوجستيات الفنية.
دعم رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية عالية القيمة.
تطوير البنية التحتية
الرئيس التنفيذي بالإنابة لمجموعة 'GWC' ماثيو كيرنز، قال إن المشروع يأتي امتداداً لخبرة الشركة التي تجاوزت 15 عاماً في لوجستيات الأعمال الفنية.
وأشار إلى أن 'GWC' كانت أول شركة في الشرق الأوسط تحصل على اعتماد من الاتحاد الدولي لشركات نقل المعارض والأعمال الفنية (ICEFAT).
كيرنز لفت إلى أن المركز الجديد 'يمثل خطوة استراتيجية لتطوير بنية تحتية متكاملة للأعمال الفنية تسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي في قطر والمنطقة'.
كيرستين ميرنز، الرئيسة التنفيذية لشركة 'كيو سي+'، أكدت بدورها أن السوق الفني في الخليج أصبح لاعباً عالمياً مؤثراً، مشيرة إلى أن الشراكة ستوفر حلولاً مبتكرة في لوجستيات الفن، وتعزز مكانة قطر كمركز عالمي للثقافة والإبداع.
موقع المشروع بقربه من مطار حمد الدولي، ما يسهم في تسهيل نقل الأعمال الفنية دولياً.
يضم خدمات تخزين ورعاية احترافية بمعايير المتاحف العالمية، تشمل:
- مختبراً للحفظ والترميم.
- غرف عرض.
- مساحات تخزين خاصة.
- مناطق جمركية مخصصة للأعمال الفنية.
- مرافق تعليمية وتعاونية لتطوير الكفاءات المحلية.
ويجسّد المشروع الدور المتنامي لقطر في دعم الاقتصاد الإبداعي، استعداداً لاستضافة معرض 'آرت بازل قطر'، في فبراير 2026، الذي سيعزز ارتباط قطر بشبكة الفنون العالمية.
وتشهد قطر اليوم تحوّلاً ملموساً في دورها كداعم رئيسي للفنون والثقافة، حيث أصبحت استراتيجياتها الوطنية تركز على تعزيز الاقتصاد الإبداعي وتطوير الصناعات الثقافية عالية القيمة.
ويعكس هذا التحول التزام الدولة بتوسيع نطاق تأثيرها الفني والثقافي على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال مشاريع ومبادرات تهدف إلى خلق بيئة حاضنة للفنانين والمبدعين وربطهم بالشبكات العالمية للفنون.
يُسهم هذا الدور المتنامي في تعزيز مكانة القطاع الثقافي الخليجي، إذ توفر قطر منصة حيوية للفنانين والمؤسسات الثقافية في المنطقة، ما يسمح لهم بالوصول إلى جمهور عالمي، وتبادل الخبرات، وتطوير مشاريع مشتركة.
ويمثل المشروع الجديد خطوة مهمة تدعم رؤية أوسع لتحويل الخليج إلى مركز إبداعي متكامل، حيث يصبح الابتكار الفني ركيزة أساسية في الاقتصاد والثقافة معاً.
وتتمثل أهمية هذا التحول في امتلاك قطر لبنية تحتية متطورة تسمح لها بالارتقاء بمعايير تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية.
من معارض فنية ومتاحف ومراكز لوجستية متقدمة، إلى مختبرات للحفظ والترميم ومساحات عرض عالمية، توفر هذه البنية التحتية الأساس اللازم لاستضافة أكبر المناسبات الفنية والثقافية، بما في ذلك المعارض الدولية الكبرى التي تجذب اهتمام صناع القرار والجمهور العالمي على حد سواء.
وتمثل هذه الاستثمارات في البنية التحتية الثقافية خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات الدولة على دمج الاقتصاد الإبداعي في التنمية الوطنية، وتأكيد دورها كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة.
فهي لا تقتصر على تقديم مساحة للأعمال الفنية، بل توفر منظومة متكاملة تربط الابتكار الفني بالتعليم وتنمية الكفاءات المحلية، ما يعكس رؤية قطر طويلة المدى في جعل الفنون والثقافة دعامة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
انفتاح على العالم
الخطاط والفنان التشكيلي رضوان الحسيني يؤكد في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن إطلاق قطر للمركز اللوجستي يفتح الباب أمام مرحلة مختلفة تماماً في التعامل مع الفن بوصفه صناعة كاملة الأركان.
الحسيني الذي يرأس مجموعة فنية تدعى 'أفق الفن العربي'، يقول: 'طوال سنوات كان الاهتمام يتركز على بناء المتاحف وإقامة المعارض الكبرى، لكن وجود بنية لوجستية متخصصة من تخزين آمن إلى نقل احترافي، يعني أن المنطقة بدأت تتعامل مع الأعمال الفنية بالطريقة ذاتها التي تعتمدها الأسواق العالمية الناضجة'.
وحول أهمية هذه الخطوة أوضح أنها تعمل على:
وحول الأثر المتوقع لهذه الخطوة على مكانة قطر، أشار الحسيني إلى أنها تجعل المنظومةالثقافية القطرية مكتملة الأركان، بعد أن دشنت الدوحة سلسلة من المتاحف والفعاليات ذات الطابع الدولي.
وأضاف: 'المؤسسات الفنية الكبرى من متاحف إلى مقتنين ومؤسسات بحثية، تبحث دائماً عن بيئة آمنة لنقل وتخزين أعمال ثمينة، وهذا النوع من البنى التحتية يعزز صورة البلاد بوصفها مدينة يمكن التعامل معها على قدم المساواة مع العواصم الفنية العالمية، لا كمركز إقليمي فحسب'.























