حمدي الشريف خطاط تلفزيون قطر

شهدت بدايات دخول قطر عالم الصورة المرئية بتأسيس تلفزيون قطر في عام 1970؛ الاستعانة بعدد من الخطاطين لكتابة أسماء البرامج، والمعدين والمخرجين والمذيعين وغيرهم، وذلك قبل معرفة الكمبيوترات والخطوط ذات الفونتات الجاهزة، وكان حمدي الشريف (1944-2011) واحدًا منهم، إذ كتب معظم تترات برامجه، كالمجلة الإسلامية، المدائن، الإسلام وقضايا العصر، قضايا اجتماعية، وغيرها، والتي كان يكبتها بالجواش على خلفية زرقاء أو بنية، كما استعان به عدنان الشريف، أول مدير لقناة الجزيرة الفضائية في عام 1995 ليصمم شعارًا مناسبًا لها، فكتب بالخط الديواني واحدًا من خمسة شعارات أكثر انتشارًا في العالم، ولم يكتف بذلك بل خط عناوين برامجها، مبتدعًا لها خطًا خاصًا بها.

ولد حمدي الشريف في مدينة القوصية بمحافظة أسيوط في مصر عام 1944، والتحق بكلية التجارة ثم الآداب، ولكنه ترك مقاعد الدراسة فيهما، حبًا في الحرف العربي، وعشقًا لخطوطه وفنونه، والتحق بمدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة، وتخرج منها في عام 1970، وكان الأول على دفعته على معاهد الجمهورية، وتتلمذ على أيدي الخطاطين: محمد رضوان (1884-1967)، محمد حسني (1894-1969)، سيد إبراهيم (1897-1994)، محمود الشحات (1910-1991)، محمد عبد القادر (1917-1997)، وغيرهم. وكانت الصدفة وحدها هي أن يتخرج من المدرسة؛ في نفس العام الذي يبدأ فيه تليفزيون قطر نقل صورته المرئية للجمهور؛ ليشاهدوا لأول مرة المذيع وهو يتحدث إليهم بعدما كانوا في السابق يستمعون له فقط.

ما إن تخرج الشريف من مدرسة الخطوط حتى قدم إلى الدوحة؛ ليعمل خطاطًا للمجلات والصحف إذ بدأ عمله في قطر في مطبوعتي العرب والعروبة، ثم مجلة الدوحة، حينما كان يتولى إدارة تحريرها الفنان محمد أبوطالب (ولد 1944)، ثم انتقل إلى تلفزيون قطر، حيث كتب عناوين البرامج، ورسم خلفيات فنية لها، وذلك قبل أن يظهر الكمبيوتر، والمؤثرات التصويرية الحديثة، ثم قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية، حيث نشرت القناة عددًا من الإعلانات لتصميم شعار لها، واشترك في المسابقة نحو ألف فنان من الدول العربية والإسلامية، قدموا تصاميم لم تعجب رعاة المسابقة، وحينها طلب منه الصحفي الفلسطيني عدنان الشريف مدير القناة أن يصمم شعارًا لها، فكتب خمسة مقترحات بالخط الكوفي، الذي كان يميل إليه، ثم جاءت فكرة الشعار الحالي؛ بالخط الديواني؛ بتصرف أو تركيب، أي بتجاوز عن قواعد وأسس نوع الخط.

يعتقد البعض أنه أول من وظف الكمبيوتر في كتابة الخط الكوفي والخطوط الحرة، وتصميم الفونتات، والمؤثرات الخطية في لوحات التليفزيون، فترة عمله بالجزيرة، بالإضافة لكونه خطاطًا مبدعًا فقد كان مؤذنًا وقارئًا للقرآن الكريم؛ شجي الصوت، ومصورًا فوتوغرافيًا، ورسامًا تشكيليًا، ومصورًا على القماش والسجاد، وموسيقيًا يجيد العزف على عدة آلات موسيقية، وخاصة الناي، كما كان شجي الصوت في الغناء، وأدى دور البطولة في عدد من المسرحيات المدرسية في مصر وقطر.