اخبار قطر
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢٤
إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين
أبرز المؤشرات الإيجابية حول العلاقات بين دول الخليج وسوريا الجديدة:
زيارة وفد خليجي برئاسة وزير خارجية الكويت وأمين عام مجلس التعاون إلى دمشق.
افتتاح قطر سفارتها في دمشق وزيارة وفد من وزارة الخارجية ولقاءه بالشرع.
زيارة وفد سعودي إلى دمشق، والاتصال الإيجابي بين وزيري خارجية الإمارات وسوريا.
دعوة السعودية لوزير خارجية سوريا لزيارة الرياض خلال الأيام المقبلة.
صفحة جديدة في العلاقات بين سوريا ودول مجلس التعاون الخليجي تفتحها زيارة أول وفد خليجي إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي الزيارة التي سبقها زيارات منفردة لمسؤولين خليجيين للقاء القيادة السورية الجديدة.
وفدٌ برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس المجلس الوزاري الخليجي، عبدالله اليحيا، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، وصل دمشق يوم الإثنين (30 ديسمبر)، والتقى بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، لتأكيد موقف المجلس الداعم لإرادة الشعب السوري.
الزيارة هي الأرفع والأكثر أهمية حتى اللحظة في جملة الزيارات العربية التي استقبلتها دمشق منذ سقوط الأسد، ولها بلا شك دلالة كبيرة، كونها صادرة من منظمة يُنتظر منها أن تكون السند الأكبر لسوريا خلال المرحلة المقبلة.
زيارة مهمة
زيارة الوفد الخليجي برئاسة وزير خارجية الكويت، وأمين عام مجلس التعاون، تأتي تأكيداً للتوصيات الصادرة عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون، الذي عُقد يوم 26 ديسمبر، وأكد على تمسك الدول الست بالمبادئ الأساسية التي تضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، كما أنها بمثابة 'رسالة مساندة لإرادة الشعب السوري'.
وبحث الوفد الخليجي مع قائد الإدارة السورية الجديدة، ووزير الخارجية بالحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، سُبل تعافي الاقتصاد في سوريا، بحسب تصريحات لوزير خارجية الكويت والذي أكد أن دول الخليج 'ملتزمة بدعم الشعب السوري'، كما أنها ترفض 'أي انتهاك لسيادة سوريا'.
ومن دمشق دعا رئيس الوفد الخليجي، وزير خارجية الكويت، المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا، بينما قال أمين عام مجلس التعاون، إن الزيارة تهدف لنقل رسالة بالدعم لسوريا سياسياً واقتصادياً وتنموياً، مشدداً على موقف الدول الخليجية من أن الجولان أرض سورية وتدين توسع الاستيطان الإسرائيلي فيها.
وفود سابقة
وسبق أن استقبلت دمشق وفوداً خليجية، أبرزها الوفد القطري برئاسة وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي يوم 23 ديسمبر على رأس وفد رفيع المستوى، وأجرى لقاءاً مع القيادة السورية الجديدة، لبحث احتياجات سوريا، وتأكيداً على موقف الدوحة المساند للشعب السوري.
وقبل ذلك بيوم واحد، وتحديداً في 22 ديسمبر، التقى وفد سعودي برئاسة أحد المستشارين بالديوان الملكي، بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، لبحث 'العلاقات الثنائية، وسبل التعاون الثنائي، والمستجدات على الساحة السورية'.
ويوم 28 ديسمبر، استقبل الشرع وفداً بحرينياً برئاسة رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي، الشيخ أحمد آل خليفة، وجرى بحث العلاقات الثنائية والمستجدات.
الإمارات بدورها، فتحت خط تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، ويوم 23 ديسمبر، أجرى وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مباحثات هاتفية مع نظيره بالحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، لبحث العلاقات الثنائية والمرحلة الانتقالية في سوريا.
موقف خليجي
وفي الاجتماع الوزاري المصغر المنعقد يوم 26 ديسمبر، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون على دعم كافة الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري في الاستقرار، والتنمية والحياة الكريمة.
كما أكد الوزراء على أن 'أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة'، إضافة إلى الدعوة لتغليب المصلحة العليا والتمسك بالوحدة الوطنية، وإطلاق حوار وطني شامل.
الاجتماع ندد بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الجولان المحتلة، مؤكداً أن ذلك يعتبر 'انتهاكاً جسيماً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة'، فضلاً عن الدعوة لرفع العقوبات عن سوريا وتقديم الدعم للشعب السوري.
ولا بد من الإشارة إلى أن أغلب دول مجلس التعاون إن لم تكن جميعها حافظت على وجود دبلوماسي في سوريا بعد سقوط الأسد، حيث أعادت السعودية والإمارات والأردن والبحرين وعُمان عمل بعثاتها الدبلوماسية، كما افتتحت قطر سفارتها بعد إغلاقها عام 2011، وسرعان ما انهمرت المساعدات القطرية لدعم الشعب السوري ولحقت بها الكويت بإرسال أول طائرة إغاثية.
رؤية سورية
وتولي الإدارة السورية الجديدة أولوية كبرى لدول مجلس التعاون، وتعتبر أن سقوط الأسد، هو بمثابة نصر ومكسب كبير لدول الخليج، بعد أن تحولت سوريا إلى معمل ضخم لإنتاج وتصدير الكبتاغون لها خلال حكم الرئيس المخلوع، ومنصة لتصدير الخطر الإيراني إلى المنطقة، والخليج في المقدمة.
وخلال الأسابيع الأولى من عمر الدولة السورية الجديدة، انطلقت تصريحات إيجابية من القادة في دمشق، تجاه دول الخليج، بينما ذهب الشرع للتأكيد على أن سوريا بحاجة لدول الخليج والسعودية وقطر تحديداً.
ويوم الإثنين، 30 ديسمبر، تلقى وزير الخارجية بالحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية، وهي أول دعوة خارجية يتلقاها.
ويبدو أن قدرة القيادة السورية الجديدة على تطمين دول مجلس التعاون الخليجي ستكون المحطة الأكثر أهمية في طريق بناء الدولة، ففي الوقت الذي تحتاج دمشق للدعم الخليجي، تطمح دول المجلس لسوريا آمنة وموحدة وخالية من المليشيات، وهو ما أكده قادة سوريا ما بعد الأسد.
ويُنتظر من دول الخليج مواقف ومساندة لسوريا في مجالات عدة، أبرزها الاقتصاد والتنمية والطاقة وإعادة الإعمار، وأيضاً السياسة، من خلال الضغط لرفع العقوبات عن دمشق، ووقف التوغلات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي السورية.
رسائل إيجابية
ويرى رئيس جمعية الصحفيين العُمانية الدكتور محمد العريمي، أن هناك العديد من الرسائل المتبادلة بين دمشق والعواصم الخليجي خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكداً أن جميع هذه 'مؤشرات إيجابية'، وتعكس نوايا صادقة للعمل والشراكة مستقبلاً.
وقال العريمي في تصريح لموقع 'الخليج أونلاين': 'تابعنا الرسائل الإيجابية التي صدرت من دمشق، تجاه العواصم الخليجية في المجموع، والرسائل الإيجابية أيضاً من عموم دول الخليج تجاه ما حدث في سوريا، وكذلك الزيارة التي قام بها أمين عام مجلس التعاون برفقة وزير الخارجية الكويتي إلى دمشق، والتقائهم بالشرع، وتأكيدهم بأن مجلس التعاون ودولة الكويت داعمين للأمن والاستقرار ولدولة حديثة تعمها التشاركية السياسية، والتشارك مع العالم العربي والخليجي'.
ولفت إلى أن هذه الزيارة، والرسائل الإيجابية المتبادلة، وكذلك نية وزير خارجية سوريا التوجه إلى الرياض، في أول زيارة خارجية، جميعها 'مؤشرات إيجابية، وتدل بأن هناك نوايا صادقة، للعمل مستقلاً لتعزيز العلاقة سواء كانت السياسية أو غير السياسية بين دمشق والعواصم الخليجية في المجموع'.
تلقيت دعوة رسمية من معالي وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية السيد فيصل بن فرحان آل سعود لزيارة المملكة، أقبل هذه الدعوة بكل حب وسرور وأتشرف بتمثيل بلدي بأول زيارة رسمية، ونتطلع لبناء علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات.
اقتناص الفرصة
وأضاف العريمي، أن دول الخليج 'سوف تقتنص الفرصة، خاصة بعد خروج النظام الإيراني ومؤسساته من دمشق، ورجوع سوريا ودمشق إلى الحضن العربي والخليجي، وإلى جامعة الدول العربية'، مؤكداً أن هذا المطلب لم يكن ليتحقق خلال 13 سنة مضت.
واستطرد قائلاً: 'أعتقد أنه من المناسب الآن أن يُبنى على هذه المعطيات الإيجابية، سواء بالنسبة لسوريا أو دول الخليج، سوريا هي عمق الأمة العربية، ومن المناسب، ومن الجيد الآن وخلال الفترة القادمة، تعزيز هذه العلاقة في كل المجالات'.
وتابع: 'أرى أن المعطيات إيجابية، وإيجابية جداً، وما نتمناه لسوريا الآن هو الاستقرار وهو بناء الدولة الحديثة، كما أعلن عنها الشرع، الأسبوع الماضي، وبالتالي هذه الرسائل الإيجابية حقيقة، رسائل لم تكن موجودة خلال السنوات الماضية'.
وأشار العريمي إلى المبادرات الخليجية، كالمساعدات القطرية والكويتية التي وصلت إلى دمشق، مؤكداً أن هذه المبادرات 'يمكن البناء عليها لعلاقات جيدة، مبنية على الاحترام المتبادل بين دمشق والعواصم الخليجية'، مؤكداً أن 'المطلوب الآن هو أن يعم الاستقرار والأمن في عموم سوريا، وأن تنجح الإدارة السورية الجديدة في مهمتها لبسط الأمن'.
وأكد أن 'ما نتمناه في دول الخليج هو التوفيق للسوريين وقيادتهم الجديدة، وللمؤسسات السورية، وأن تصل إلى ما تصبوا إليه خلال المرحلة المقبلة، سيما بعد ما حدث خلال السنوات الماضية من تمزيق وتدهور وانهيار في كل المجالات'، مبيناً أن سوريا الآن 'تحتاج إلىجهد كبير وإلى لململة هذه الأمور وصياغتها من جديد، خاصة فيما يخص الدستور السوري، والمؤسسات السورية المعنية بالشأن الخارجي'.