قطر في طليعة الدول التي نصرت لبنان

الدوحة – جنان الصباغ:

أكّدت سعادةُ السيدة فرح بري سفيرة الجمهورية اللبنانية لدى الدولة أن قطر كانت في طليعة الدول المُساهمة في نصرة لبنان ومُساعدته والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني بكامل مكوناته، لافتة إلى أن الأزمة الاقتصادية في لبنان حرمت الكثيرين من مُتطلبات المائدة الرمضانية، كما أن وباء كورونا حرم الناس من الكثير من العادات الرمضانية، وقالت في تصريحات خاصة ل  الراية الرمضانية: إن شهر رمضان فرصة للتكاتف في مُواجهة وباء كورونا، مُشيدة بالعادات الرمضانية في قطر ومدى تكاتف وتعاضد الشعب القطري وحبه للخير، مُضيفة: إن رمضان شهر مبارك ومنحة من رب العالمين وفُرصة للمسلمين لتطهير النفس وتزكيتها، وهو شهر الرحمة والمُحبّة والتضامن والتكاتف بين الناس، حيث يتشارك الجميع في مشاعر الصيام وجهاد النفس وكبحها عن ترف الحياة حيث يتساوى الغني والفقير والكبير والصغير في حرمان النفس من الطعام والشراب خلال ساعات الصيام.. وإلى نصّ الحوار:

لقد غيّرت جائحة كورونا الكثير من أسلوب الحياة في جميع المُجتمعات العربية والعالمية، وانعكس ذلك بشكل كبير على الأجواء الرمضانية، حيث غابت أبرز العادات الرمضانية المُتعارف عليها في جميع الدول العربية والإسلامية وهي موائد الإفطار الرمضانية الجماعية التي كانت تقام في الساحات العامة وتوقفت خيم إفطار الصائم وكذلك الإفطارات الأسرية التي كانت تجمع الأقارب والأصدقاء وتقام بشكل مُتبادل بما يُعزز أواصر القربى والصداقة بين الناس، حيث تعتبر من أبرز العادات الرمضانية. وفي لبنان تزامنت الجائحة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية واشتداد الأزمة المعيشية التي حالت دون تمكن شريحة كبيرة من شراء مُتطلبات المائدة الرمضانية.

رمضان شهر مبارك ومنحة من رب العالمين وفُرصة للمسلمين لتطهير النفس وتزكيتها. رمضان شهر الرحمة والمحبّة والتضامن والتكاتف بين الناس، حيث يتشارك الجميع في مشاعر الصيام وجهاد النفس وكبحها عن ترف الحياة حيث يتساوى الغني والفقير والكبير والصغير في حرمان النفس من الطعام والشراب خلال ساعات الصيام. كما يتسابق الجميع إلى فعل الخير وتقديم المُساعدات لكسب الأجر والثواب. رمضان شهر الطاعة والعبادات وصالح الأعمال وأسأل الله أن يتقبّل من الجميع.

أجواء رمضان في الدوحة من الأجمل في العالم، حيث يشعر جميع من يعيش في قطر بأجواء رمضان في كل التفاصيل في تعامل الناس وسلوكيات رمضان والأجواء الروحانية والدينية والزينة الرمضانية المميزة والمُحبّبة، وهناك عادة رائعة توقفت بسبب جائحة كورونا وهي خيم إفطار الصائمين، وهي تعكس مدى التكاتف والتعاضد في المُجتمع القطري ومدى حبه للخير. كما تشهد الأسواق أجواءً رمضانية من حيث طريقة عرض البضائع وعروضها المُناسبة لجميع الطبقات والفئات، تحت إشراف الجهات المُختصة لحماية المُستهلك والحفاظ على جودة المُنتجات.

ومن العادات الرمضانية المُحبّبة في قطر، التراث القطري، الذي يتجلى بإحياء ليلة القرنقعوه، وهي عادة شعبية تقليدية، حيث يخرج الأطفال في مجموعات بعد الإفطار إلى الأحياء، ويطوفون على المنازل القريبة وهم يغنون، فيطرقون الأبواب بغية ملء أكياسهم بأنواع الحلوى والمكسرات.

قواسم مُشتركة

معظم العادات الرمضانية مُتشابهة في الدول العربية والإسلامية، وهذا ما نجده في قطر ولبنان حيث توجد قواسم مشتركة عديدة، ومنها الأجواء الرمضانية التي تعم الأحياء والمناطق وأبرزها الإفطارات الجماعية وتبادل الزيارات الأسرية التي كانت تجمع الأقارب والأصدقاء وإحياء الشعائر والليالي الرمضانية قبل كورونا.

لعل ما يُميز رمضان في لبنان عن بعض الدول العربية والإسلامية هو الموائد المُشتركة التي يقيمها المسلمون والمسيحيون. وتحرص العائلات اللبنانية على الزيارات وتبادل الدعوات على موائد الإفطار ما يجعل الشهر الفضيل في رمضان فرصة للتعايش بأبعاد روحية. في لبنان تستعد العائلات قبل أيام من شهر رمضان وكثير من الشوارع والأحياء تتزين استقبالًا للشهر الفضيل. ومن العادات المُميزة المُحبّبة لقلوب اللبنانيين «المسحّراتي» وهو الرجل الذي يطوف الشوارع والأحياء وهو يردّد الأناشيد الدينية ويدق على الشبابيك والأبواب ويُنادي لإيقاظ الصائمين، ومازال موجودًا في المدن والقُرى والبلدات اللبنانية، وهو من الأشياء التي ننتظرها في شهر رمضان. وقديمًا قبل الحرب كان المدفع الرمضاني من أهم العادات اللبنانية التي يُشرف عليها «الميقاتي»، وهو الشخص المسؤول عن ضرب المدفع في الماضي وتأتي تسميته من الساعة التي يلبسها وتشير للوقت، وكان في بيروت قديمًا الحكواتي و هو رجل يقوم بسرد الحكاية والقصص في المقاهي. أما المسحراتي فهو من العادات المُميزة المُحبّبة وهو الرجل الذي يطوف الشوارع والأحياء وهو يردد الأناشيد الدينية ويدق على الشبابيك والأبواب ويُنادي لإيقاظ الصائمين، ومازال موجودًا في المدن والقرى والبلدات اللبنانية وتختلف العادات في لبنان بين المُحافظات.

قيم التعاون

رمضان يُعلّمنا التكاتف والتضامن والشعور بالآخر والمُبادرة للمُساعدة وفعل الخير بأنواعه وتقديم المُساعدات المعنوية والمادية والإنسانية والطبية. فالوباء يُصيب الجميع بدون تفرقة بين غني أو فقير أو موظف ومدير أو صغير أو كبير ، فهذا يفرض علينا في هذا الشهر المبارك أن تتكاتف الجهود لمُواجهة هذا الوباء الذي يغزو العالم.

شكرًا قطر

العلاقات اللبنانية القطرية عريقة ومُتجذّرة وتستند إلى تاريخ عريق لا يمكن اختصارها بكلمات ولا يتسع المجال للحديث عنها بسطور ويكفي استعراض العقدين الأخيرين لنجد أن قطر كانت في طليعة الدول المُساهمة في نصرة لبنان ومُساعدته والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني بكامل مكوناته. كما أن مواقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يخص لبنان وشعبه بدعمه ورعايته تجعلني أردد أن لبنان سيبقى بألف خير في ظل رعاية سمو الأمير.

وفي الأشهر الأخير قدّمت قطر نموذجًا على العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، حيث كانت سبّاقة في تقديم المُساعدة المادية والمعنوية والإغاثية والطبية بعد انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، وهي مُساعدات لا يمكن تعدادها لكنها موجودة في الوجدان اللبناني بعبارة «شكرًا قطر».

أسأل الله أن يزول وباء كورونا وأن نحتفل برمضان القادم خاليًا من وباء كورونا ومن جميع الأوبئة. وبهذه المناسبة أتقدم بأسمى آيات التهنئة وأطيب التبريكات للشعب القطري وللجالية اللبنانية في الدوحة وللمُسلمين في العالم بمناسبة حلول الشهر الكريم.