اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٦ أذار ٢٠٢٣
بن علوي يكشف كواليس غزو العراق
وقال بن علوي، وهو الدبلوماسي العماني المخضرم، الذي قاد السياسة الخارجية للسلطنة لما يقرب عن أربعة عقود، أن بلاده قد عملت بقوة في مجلس الأمن الدولي ومع الولايات المتحدة على إصدار القرار الأممي 'النفط مقابل الغذاء'، ليتمكن العراقيون بإدارة وزير التجارة آنذاك مهدي محمد صالح الفعالة، من عبور المجاعة التي سعت واشنطن وحليفاتها لمعاقبة الشعب العراقي من خلالها.
وأضاف يوسف بن علوي، في مقابلة مع برنامج 'قصارى القول التوثيقية' ضمن سلسلة برامج بمناسبة مرور 20 عاما على غزو العراق، إن الغزو الأمريكي كان في الواقع مقارعة رؤساء البيت الأبيض المتعاقبين مع صدام حسين، والتي انتهت كما يعبر بن علوي 'باصطياده أخيرا'، على حد تعبيره.
كذبة القرن.. غزو العراق
انتهكت واشنطن القوانين الدولية خلال غزوها العراق عام 2003، واعتمدت في ذريعة الحرب التي ابتكرتها بشكل خاص تماشيا مع النظام العراقي بقيادة صدام حسين، على حقها 'المشروع' في الدفاع عن النفس، على اعتبار أن النظام العراقي يُخفي ويُطور 'أسلحة للدمار الشامل'.
'كذبة القرن' كما يصفها الإعلام حول العالم، كانت نواتها الأساسية عبارات من الخزي والعار السياسي قالها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، أمام مجلس الأمن وهو يشير بأنبوب اختبار صغير يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم أدلة وصفها بـ 'الدامغة' آنذاك عن إخفاء نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، وأنه يواصل خروقاته المادية لقرار مجلس الأمن 1441 (2002).
'ما نقدمه لكم هي حقائق واستنتاجات مبنية على استخبارات قوية تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل' كانت تلك العبارات هي التي بررت لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، إعلان الحرب على العراق في مارس آذار 2003.
حربٌ، مزقت أوصال العراق وشتت تماسكه السياسي إلى دون رجعة، على الأقل اليوم وبعد 20 عاما حيث أصبحت الطائفية والمذهبية هي سيدة الموقف على حساب محاولات إصلاج مجهربة تتحكم في كل مرة أمام عصف التدخلات الأجنبية المستمرة من إيران والولايات المتحدة الأمريكية.