اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٣
وطن- يُواصل جدل تشييد السلطات الجزائرية لتمثال ضخم يُخلّد ذكرى الأمير عبد القادر، إثارةَ الرأي العام في البلاد بين مَن يرى في الأمير الراحل (1808-1883) مُقاوماً شرساً للاستعمار الفرنسي يجب تخليد ذكراه. وبين جزء آخر يرى فيه خائناً لوطنه وعبره استطاعت فرنسا تمكين قواتها من فرض هيمنتها على ربوع الجزائر.
الجزائر تعلن عن تمثال ضخم للأمير عبد القادر
وأوضح 'سعيود' في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنّ التمثال سيرتكز على 5 دعائم تدل على أركان الإسلام الخمسة، وسيف الأمير سيكون مزوداً بأشعة ليزر تشير إلى اتجاه قبلة الصلاة.
سيكون التمثال، حسب المسؤول الجزائري، قريباً من مسجد رباط الطلبة، وسيكلّف نحو 9.5 ملايين دولار. وتعتبر هذه المبادرة تأكيداً على احترام وتقدير الجزائر لشخصية الأمير عبد القادر، التي تجسّد روح المقاومة والإصلاح والتسامح في التاريخ الجزائري، على حدّ قول حاكم ولاية وهران، السعيد سعيود.
ونوّه والي وهران إلى أن التمثال سيُبنى فوق قمة جبل مرجاجو، وهو أعلى جبل بالمدينة الغربية للبلاد، وقد شيّدت فيه عدة معالم تاريخية، منها قلعة سانتا كروز الإسبانية (1577-1604)، وبقربها كنيسة سانتا كروز (1850)، ويعلوها تمثال كبير للسيدة مريم العذراء.
هل الأمير عبد القادر خائن أم وطني مُخلص للجزائر؟
وأكد 'شنقريحة'، دعمه 'لتشييد تمثال يخلد تاريخ البطل الفذ الأمير عبد القادر، كرمز من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد قوى الاستعمار والظلم وكرجل كرّس حياته لإعلاء كلمة الحق وخدمة أمته الجزائرية'، على حدّ قوله في كلمة ألقاها أمام عدد من العسكريين نقلتها وسائل إعلام محلية.
الدعم للأمير عبد القادر أيضاً، تواصل ليشمل إعلاميين من الصف الأول ولهم وزن وتأثير على الجماهير وأبرزهم 'حفيظ دراجي'، الذي عبّر بصراحته المعهودة عن دعمه اللامشروط لفكرة تشييد تمثال للأمير الراحل عبد القادر.
وتابع: 'رحم الله من ما زال وهو ميت ينغّص على أحفاد من خانوه في حياته.. رحم الله كل شهداء الجزائر عبر التاريخ'.
أصوات رافضة للمشروع
فيما اعتبر الإعلامي والمعارض الجزائري المقيم في فرنسا 'وليد كبير'، أن الأمير عبد القادر هو الذي سلّم 'وهران لفرنسا بمقتضى معاهدة تافنة 30 ماي 1837'.
واستشهد كبير بـ'مقتطف من وثائقي لقناة الجزيرة يؤكد على لسان مؤرخين جزائريين خيانة عبد القادر لأحمد باي'، على حدّ قوله.
بعد أن سلم وهران لفرنسا بمقتضى معاهدة تافنة 30 ماي 1837⬇️
تسبب الامير عبد القادر في سقوط قسنطينة بعد ان حولت فرنسا مجهودها الحربي شرق الجزائر
وبعيداً عن كونه خائناً أو وطنياً صرفاً، أعرب آخرون عن رفضهم لهذا القرار واعتبروه تبديداً للمال العام في وقت يحتاج فيه البلد للإنفاق في قضايا أخرى ملحّة.
وأشار هذا الفريق إلى أن بناء تمثال ضخم يتطلب تكاليف باهظة يمكن استثمارها في مشاريع تنموية تعود بالفائدة على المواطنين بشكل أكبر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجدل لا يزال قائمًا ومستمرًا، حيث يتواصل التفاعل والمناقشات حول هذا الموضوع في المجتمع الجزائري وخارجه.
نبذة عن الأمير عبد القادر الجزائري
الأمير عبد القادر الجزائري هو قائد ومجاهد وعالم وشاعر جزائري، ولد في 6 سبتمبر 1808 في القيطنة بالقرب من مدينة المعسكر بالغرب الجزائري.
Emir Abdelkader an Algerian ???????? religious and military leader resisted French colonization of Algeria for 15 years and SAVED 10,000 Christians from GENOCIDE.
حقّق الأمير عبد القادر الجزائري انتصارات عديدة ضد الفرنسيين وأجبرهم على التفاوض معه وإبرام 'اتفاقية تافنا' في عام 1838، التي اعترفت بسيادته على غرب ووسط الجزائر.
لكن فرنسا خانت الاتفاقية واستأنفت الحرب ضدّه، فواصل المقاومة حتى استسلم للجنرال لامورسي في عام 1847 بشرط أن يغادر إلى مصر أو عكا. لكنه تم نقله إلى فرنسا كأسير حرب حتى أطلق سراحه في عام 1852 بأمر من نابليون الثالث.
انتقل الأمير الذي اشتهر بـ“قاهر الاستعمار” إلى تركيا، ثم إلى دمشق حيث استقرّ حتى وفاته في 26 مايو 1883.