لايف ستايل
موقع كل يوم -في فن
نشر بتاريخ: ٢٣ شباط ٢٠٢٥
'أنا مكنش عندي أحلام .. أنا اتجوزت وخلفت الراجل مات وقعدت أكبر في العيال .. ده أنا ساعات كنت اسمعكوا تقولوا إحنا سهرنا للصبح .. ياما كان نفسي الحكاية دي أعملها أسهر للصبح .. إنما بصيت لقيت الوقت فات كدة ومسهرتش للصبح ومبقاش فيه وقت لحاجة بقى'.
كانت هذه إجابة نرجس عندما سألت عن أحلامها، نرجس بطلة فيلم 'أرض الأحلام' للمخرج الرائع داود عبد السيد والتي قامت بدورها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
'نرجس' ككل سيدات مصر سيدة محافظة حياتها روتينية إلى أبعد حد، لا يكسر مللها سوى جلسة محببة للنفس مع صديقاتها من حين إلى حين، من هؤلاء السيدات الخجولات اللاتي لم يكن لديهن حلم غير الزواج وتربية الأولاد.
نست 'نرجس' أن تحلم وسط دور الأمومة الذي لعبته على مدار سنوات طويلة، حتى أمنيتها البسيطة (أن تسهر للصبح) لم تحاول تحقيقها أبدًا.
وكعادة داوود عبد السيد تتغير حياة أبطال أفلامه دائمًا بالتعرف على شخصيات استثنائية فريدة بالصدفة البحتة، وقد تعرفت نجرس على رؤوف الذي أدى دوره الفنان يحي الفخراني لتقضي يومًا مُختلفًا مليئًا بالتجارب في مطاردته والبحث عنه طوال الفيلم، وتتحقق أمنيتها البسيطة: أنها سهرت للصبح، ولكن في جو مثير لم تجربه أبدًا في حياتهاالعادية.
تحتار نرجس طوال الفيلم في قرار سفرها للخارج ونتفاجأ في نهاية الفيلم أنها تختار ألا تهاجر في جرأة غريبة تختلف عن طبيعتها، مما يجعلنا نتوقف عند التحول الذي طرأ على شخصيتها بعد أحداث سريعة موترة، ويتحقق عنصر تغير الشخصية الذي يعد من مميزات السيناريو الجيد السيناريست هاني فوزي.
التجربة هي ما شجعت نرجسو وجعلتها تتخذ قرارًا حكيمًا يرضيها بالنهاية دون التفكير في العواقب.
أول أمس سمعت إحدى الأمهات تقول لأولادها على أحد شواطىء الإسكندرية:
'نفسي بس أبل رجلي بشوية مياه من مياه البحر'
بدت السيدة وكأنها لم تر البحر في حياتها، وكأنها لم تحقق أمنية واحدة بسيطة في حياتها بعد انشغالها في قطار رحلة الحياة، حتى أولادها لم يسمعوا حديثها وانشغلوا بأولادهم مما ذكرني بقول نرجس:
'لقيت الوقت فات كدة! ومسهرتش للصبح ومبقاش فيه وقت لحاجة بقى'.
النساء في بلدنا لا يرتكن إلى أمانيهن بالسعي لتحقيقها بعد الزواج، فلا يجب أن ننتظر 'رؤوف' كما حدث مع 'نرجس' كي يغيرنا، ويجب أن نمسك بورقة وقلم ونعد أمانينا البسيطة ونقسم أن نحققها من اليوم قبل أن يخرج لنا الزمن لسانه قائلًا:
It is too late !