لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
يعد تسمم الحمل حالة صحية حرجة، يجب تثقيف الجمهور وتوعيتهم بمخاطرها. كما يجب تشجيع النساء الحوامل على مراقبة ضغط الدم بانتظام والانتباه لأي علامات تحذيرية قد تشير إلى الإصابة بتسمم الحمل.
يتطلب ذلك ضرورة الفحص المبكر وتطبيق استراتيجيات الإدارة الفعالة لتسمم الحمل. ومن خلال نشر المعرفة، يمكن أن نساهم في تقليل عدد الإصابات وإنقاذ الأرواح. يمكن أن تحدث التوعية فرقا كبيرا وإيجابيا في نتائج الحمل لكل من الأمهات وأطفالهن.
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل، المعروف بالإنجليزية باسم Pre-eclampsia، هو حالة صحية خطيرة تصيب بعض النساء الحوامل، خصوصا في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل. يتميز هذا المرض بارتفاع ضغط الدم لدى الأم وزيادة مستويات البروتين في البول. يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى مضاعفات صحية خطيرة على الأم والجنين إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب.
ويصنف تسمم الحمل ضمن اضطرابات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، وقد يصاحبه في بعض الحالات تورم في الأطراف أو الوجه نتيجة احتباس السوائل. يعتبر الكشف المبكر عن هذه الحالة أمرًا بالغ الأهمية لتجنب الأضرار.
عادة ما تبدأ الأعراض بشكل تدريجي، ولهذا السبب يطلق على المرض أحيانا اسم 'القاتل الصامت'، نظرا لصعوبة التعرف عليه خلال مراحله الأولى. التوعية بالحالة وتاريخها الطبي يساعد على تحسين نتائج الحمل وخفض نسبة المضاعفات.
أسباب تسمم الحمل
الأسباب وراء حدوث تسمم الحمل متعددة ومعقدة، وقد تكون مرتبطة بعوامل وراثية، بيئية، أو عوامل صحية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب تسمم الحمل؟
مشاكل المشيمة
قد يكون خلل في تكوين أو وظيفة المشيمة أحد الأسباب الرئيسية لتطور تسمم الحمل. المشيمة هي العضو المسؤول عن نقل المغذيات والأكسجين من الأم إلى الجنين.
ارتفاع ضغط الدم المزمن
النساء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن أكثر عرضة لتطور تسمم الحمل خلال فترة الحمل.
عوامل وراثية
يظهر تسمم الحمل بشكل أكبر لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لهذه الحالة.
عمر الأم
يكون تسمم الحمل أكثر شيوعا لدى النساء دون سن العشرين أو فوق سن الأربعين.
أسباب أخرى
تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين من السمنة، أو المصابات بأمراض مثل السكري، يعانين من مخاطر أعلى لتطور تسمم الحمل.
في أي شهر يبدأ تسمم الحمل؟
يتساءل كثيرون: متى يحدث تسمم الحمل؟ وتشير الأبحاث إلى أن عادة ما يبدأ تسمم الحمل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، أي بعد الأسبوع العشرين. ومع ذلك، نادرا ما يحدث في وقت مبكر من الحمل. وفقا للإحصائيات الطبية، تكون ذروة فترة تطور تسمم الحمل في الأسابيع الأخيرة من الحمل، أي بين الأسبوع 32 والأسبوع 36.
في الحالات النادرة، يمكن أن يتطور تسمم الحمل بعد الولادة مباشرة. هذه الحالة تعرف باسم 'ما بعد الولادة'. يمكن أن تكون خطيرة للغاية إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل سريع.
ويعتمد توقيت ظهور تسمم الحمل على صحة الأم وعوامل خطرها، ولهذا السبب يوصى بإجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم وتحليل البول خلال زيارات الحمل الطبية.
كما تشير الإرشادات الطبية إلى أن المراقبة الدقيقة خلال الثلث الثاني من الحمل مهمة لتحديد علامات مبكرة لتسمم الحمل. تشمل هذه الإجراءات قياس ضغط الدم بانتظام وتحليل البروتين في البول.
ما هي أعراض تسمم الحمل؟
تتنوع أعراض تسمم الحمل حسب شدتها ومرحلة الحمل. من بين الأعراض الأكثر شيوعا:
ضغط الدم
يرتفع ضغط الدم بشكل ملحوظ، عادة فوق 140/90.
بروتين البول
وجود بروتين في البول في اختبارات متكررة.
تورم
يمكن أن تلاحظ الحامل وجود تورم في اليدين، القدمين، أو الوجه.
الصداع
صداع شديد ومستمر لا يستجيب للعلاجات التقليدية.
مشاكل في الرؤية
يمكن أن تعاني الحامل من مشاكل في النظر مثل زغللة العين أو رؤية بقع.
آلام الضلوع
تعاني الحامل من ألم تحت الضلوع، في الجانب الأيمن خاصة.
أعراض أخرى
قد تظهر أعراض أخرى مثل الغثيان أو القيء، خاصة عند تطور الحالة إلى مرحلة أكثر خطورة تسمى 'الإكلامسيا'. وقد يشير وجود أكثر من عرض واحد إلى تطور الحالة بسرعة. لذلك، فإن النساء الحوامل اللاتي يعانين من هذه الأعراض يجب عليهن استشارة الطبيب فورا لتجنب المضاعفات.
تشخيص تسمم الحمل
تشخيص تسمم الحمل يعتمد على مجموعة من الاختبارات الطبية. وفي السطور التالية، نساعدك على إجابة سؤال: كيف أعرف أني مصابة بتسمم الحمل؟
قياس ضغط الدم
يتم قياس ضغط الدم بانتظام للتأكد من عدم وجود ارتفاع غير طبيعي.
تحليل البول
يتم فحص مستويات البروتين في البول لتحديد أي علامات على تلف الكلى.
اختبارات الدم
تشمل تقييم وظائف الكلى والكبد ومستوى الصفائح الدموية.
فحص نمو الجنين
باستخدام الأشعة فوق الصوتية لتقييم صحة وحجم نمو الجنين.
من المهم التنويه إلى أن التشخيص المبكر يلعب دورا رئيسيا في تقليل المخاطر على الأم والجنين.
أضرار تسمم الحمل على الجنين
تسمم الحمل ليس فقط تهديدا لصحة الأم، بل أيضا لصحة الجنين. وفي السطور التالية، نستعرض ما هي أضرار تسمم الحمل على الجنين؟
توقف النمو
توقف نمو الجنين بسبب انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة.
الولادة المبكرة
يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر الصحية على الطفل.
تأخر النمو
تأخر نمو الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والرئة.
مشاكل بعد الولادة
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يولدون بسبب مضاعفات تسمم الحمل قد يواجهون مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل انخفاض الوزن عند الولادة وصعوبات في التطور العصبي.
كما وجدت دراسة ندشرت في مجلة 'لانسيت' الطبية أن الأطفال الذين تعرضوا لتسمم الحمل في الرحم قد يعانون من مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم في مراحل لاحقة من الحياة.
علاج تسمم الحمل
علاج تسمم الحمل يعتمد على شدة الحالة ومرحلة الحمل.وفي السطور التالية، نستعرض ما هو علاج تسمم الحمل؟
الراحة التامة
ينصح الأطباء بالراحة في المنزل مع مراقبة دقيقة.
أدوية خفض ضغط الدم
تساعد هذه الأدوية على ضبط ضغط الدم لديها.
المراقبة المستمرة للجنين
تشمل اختبارات نمو الجنين وحركاته.
الولادة
في الحالات الشديدة، قد يكون الحل الأمثل هو تحقيق الولادة في أسرع وقت ممكن لضمان سلامة الأم والجنين.
وفي الحالات الحرجة، قد تتطلب الأم الإقامة في المستشفى لتلقي علاج مكثف مثل المراقبة المستمرة وضبط وظائف الكلى والكبد.
الوقاية من تسمم الحمل
التقليل من مخاطر الإصابة بتسمم الحمل يتطلب اهتماما مستمرا بصحة الأم الحامل. من بين الخطوات الوقائية:
الزيارات المنتظمة للطبيب
لمراقبة ضغط الدم ومستويات البروتين في البول، يجب زيارة الطبيب بشكل منتظم.
اتباع نظام غذائي صحي
يشمل تناول طعام غني بالمغذيات والابتعاد عن الأملاح الزائدة.
ممارسة الرياضة
من المهم ممارسة الحامل للرياضة مثل المشي اليومي لتحسين الدورة الدموية.
تجنب السمنة
يجب الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل.
التحكم في الحالات المزمنة
يجب المتابعة في حالات الحمل المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
المكملات الغذائية
يمكن أن تكون المكملات الغذائية مثل الكالسيوم والفوليك أسيد مفيدة للحد من المخاطر.
دور التوعية والاستشارات الصحية
تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يشاركن في برامج التوعية الطبية للحمل أكثر قدرة على الوقاية من تسمم الحمل. التدريب على رصد الأعراض المبكرة يساعد في تحسين نتائج الحمل وتقليل المخاطر.