لايف ستايل
موقع كل يوم -في فن
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢١
كرسي حديد و'طشت' نحاس وجردل بلاستيكي وعصا خشبية يقرع بها، أدوات بسطية عندما تراها لا تظن أبدا أن يخرج منها لحنا وكأن العازف عليها تدرب لسنوات طويلة.
سيد قناوي رجل بسيط كغيرة المئات من المصريين الذين يركضون وراء أكل عيشهم نهارا، متحملين كل الصعاب بابتسامه وأغنية، ومع وجود مواقع التواصل الاجتماعي استطاع أن يلفت سيد قناوي أنظار الجمهور بصوته وعزفه المتمكن على الآلات البسيطة، ويحصد 5 ملايين مشاهدة عبر TikTok.
حلم الغناء يطارد سيد قناوي 'طرب الغلابة' وهو العنوان الذي انتشرت به فيديوهاته، منذ 35 عاما، كان يذهب إلى الأفراح ويقدم 'النقطة' حتى يتمكن من إمساك الميكروفون، أو 'الحديدة' كما يطلق عليه ويغني، ينتظر لساعات طويلة لكن لا أحد يهتم به، فيعود حزينا إلى منزله.
لكن القدر خبأ له شهرة أكبر، فبعد سنوات طوية أصبح سيد قناوي مشهورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن كان ينساه بالأمس أصبح يركض ورائه اليوم ويريده أن يشارك في الأفراح.
بدأت قصة 'سيد قناوي' في يوم بعد انتهاء عمله، وكعادته أمسك بقطعتي الخشب وبدأ يدق على آلاته التي أجاد تزيينها، ويغني لأشرف المصري واحد من ضمن المطربين الشعبيين الذي يفضلهم، فقام صاحب العمل 'المعلم أحمد أبو حمادة' باقتراح أن يصوره فيديو وينشره، لم يفكر 'عم قناوي' أن هذا الفيديو سيلتقى هذا الانتشار ويكون فاتحة خير عليه.
ويقول 'سيد قناوي' إن حلمه تحقق بعد انتشار الفيديو الذي وصلت مشاهداته لأكثر من 5 ملايين مشاهدة، فهو لم يتوقع حدوث كل ذلك، ولم يتوقع في يوم من الأيام أن يدخل إلى التليفزيون المصري ويتم استضافته وإجراء حوار معه.
'سيد قناوي' رجل بسيط لا يجيد القراءة والكتابة، أب لـ3 أبناء، أكبرهم عمره 19 عاما يدعى 'محمود' يساعده في العمل، و'كريم' 14 عام يساعد والدته في قيادة العربة التي تعمل عليها، 'وهاجر' 6 سنوات يحلم بأن تتعلم ويكون مصيرها مختلفا، يستيقظ 'قناوي' في الصباح ويستأجر عربة 'كارو' بحصانها، يسير في الشوارع حتى يجمع بعض الخردوات ويبعها وفي آخر اليوم يدفع 70 جنيها ثمن تأجير العربة، وقد يتبقى معه 80 أو 100 جنيه.
ويقول سيد قناوي عن حياته في لقائه مع شافكي المنيري ببرنامج 'التاسعة': 'من رضي بقليله عاش أحنا لو ركنا 20 جنيه كل يوم هنيجي آخر الشهر نلاقي، وأحنا بنمشي على قدنا والحمد لله على كل حال'.
ويتمنى 'سيد قناوي' أن يدخل بأدواته البسيطة التي لا يجيد إلا العزف عليها، مع فرقة ليعزف ويغني ويحقق الحلم الذي طالما حلم به.
