لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
في كل مرة تمدين يدك نحو أنبوب الواقي الشمسي قبل الخروج من المنزل، قد لا تدركين أنك تمسكين بمنتج يحمل خلفه قروناً من التطور، والتجارب، والتاريخ. لم تكن حماية البشرة من الشمس أمراً جديداً على النساء، بل هي عادة قديمة بدأت منذ الحضارات الأولى، ولكنها تطورت بشكل مذهل حتى أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من روتين العناية بالبشرة في كل بيت.
في هذا التقرير، نأخذك في رحلة شيقة عبر الزمن؛ لتتعرفي إلى بداية استخدام الواقي الشمسي، كيف كانت المرأة قديماً تحمي نفسها من الشمس، وكيف تطورت تلك الحماية؛ لتصبح اليوم علماً متقدماً مدعوماً بالتكنولوجيا والبحوث.
البداية في الحضارات القديمة: الطبيعة أول مختبر
المرأة عبر التاريخ كانت دوماً حريصة على جمالها، ولاحظت منذ أقدم العصور أن الشمس قد تترك آثاراً غير مرغوبة على بشرتها. ولذلك، بدأت في ابتكار وسائل طبيعية تحميها من أشعتها، حتى دون أن تعرف المفهوم العلمي للأشعة فوق البنفسجية.
مصر القديمة (حوالي 3000 قبل الميلاد):
في زمن كليوباترا، لم يكن هناك أنبوب 'SPF 50'، لكن النساء المصريات استخدمن مستخلصات النباتات والزيوت الطبيعية لحماية بشرتهن من الشمس. من أشهرها:
الهند القديمة وطب الأيورفيدا:
الهندوس القدماء استخدموا معاجين عشبية مكونة من خشب الصندل والكركم وبعض الزيوت النباتية. كانت هذه الخلطات لا تحمي فقط من الشمس، بل كانت تمنع أيضاً الالتهابات، وتعطي البشرة مظهراً نضراً.
الصين واليابان:
النساء في الصين القديمة واليابان كنَّ يُفضلن البشرة البيضاء كرمز للنقاء والمكانة الاجتماعية. لذا استخدمن مظلات من الحرير، وأقنعة الأرز، ومعاجين من اللؤلؤ المجفف لتفتيح البشرة وحمايتها من الشمس.
القرن التاسع عشر: بداية الاهتمام العلمي
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ العلماء يفهمون تأثير الشمس على الجلد، خاصة بعد ربطها بحروق الجلد والسرطانات. وبدأت التجارب الأولى على مواد يمكن أن تعكس أو تمتص الأشعة فوق البنفسجية.
أهم الملاحظات العلمية:
بدأت محاولات استخدام أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم كمستحضرات حاجبة للشمس، لكنها كانت بدائية جداً، وذات ملمس ثقيل ولون أبيض ظاهر على الجلد.
بدايات القرن العشرين: أول واقٍ شمسي تجاري
1930 - 1940: البداية الرسمية
1944: الجيش الأمريكي طلب تركيبة خاصة للجنود
خلال الحرب العالمية الثانية، كلف الجيش شركة لإنتاج كريم يحمي الجنود من شمس المحيط الهادئ. تم تطوير منتج يسمى Red Vet Pet، وهو عبارة عن قاعدة بترولية سميكة، ويعتبر أحد أوائل منتجات الوقاية من الشمس المنتجة على نطاق واسع.
الخمسينيات إلى السبعينيات: ولادة عامل الحماية SPF
في هذه المرحلة، بدأت مفاهيم أكثر تطوراً تظهر، مثل عامل الحماية من الشمس SPF (Sun Protection Factor)، والذي أصبح المعيار لقياس قوة الواقي الشمسي.
1962: إدخال مفهوم SPF
منتجات بارزة:
ظهور علامات تجارية مثل Coppertone، التي قدمت إعلانات شهيرة لطفلة صغيرة وكلب يسحب ملابس السباحة؛ ليظهر الفرق بين البشرة المحمية وغير المحمية.
من الثمانينيات إلى التسعينيات: التوسع والتحسين
مع زيادة الوعي حول سرطان الجلد والتعرض الطويل للشمس، بدأ الباحثون بتطوير منتجات:
أصبح الواقي الشمسي جزءاً من الحياة اليومية، وخاصة مع تزايد التحذيرات الصحية من التعرض الزائد للشمس.
الألفية الجديدة: تكنولوجيا متقدمة وصيغ مخصصة
منذ عام 2000 وحتى اليوم، شهد الواقي الشمسي تطوراً مذهلاً:
ابتكارات هائلة:
دخول مكونات فعالة مثل:
أنواع متعددة حسب الحاجة:
اليوم: الواقي الشمسي جزء أساسي من الجمال والوقاية
لم يعد الواقي الشمسي خياراً، بل ضرورة يومية. وأصبح جزءاً أساسياً في روتين العناية بالبشرة، حتى داخل المنزل بسبب الضوء الأزرق من الشاشات.
توجهات حديثة في 2025:
كيف تختارين واقي الشمس المثالي لبشرتك؟
بعد أن عرفت التاريخ الطويل والتطور العلمي المذهل للواقي الشمسي، تبقى الخطوة الأهم: أيُّ نوع يناسبك أنتِ؟
الاختيار لا يكون عشوائياً، بل يجب أن يستند إلى:
للبشرة الدهنية:
إذا كانت بشرتك دهنية أو معرضة للحبوب، فأنت بحاجة إلى واقي شمس لا يثقل الجلد ولا يسد المسام. اختاري واقياً شمسياً بتركيبة خفيفة الوزن، ويفضل أن يكون بصيغة الجل أو الفلويد (fluid). من المهم أن يحمل العبوة عبارة 'خالٍ من الزيوت' و'غير كوميدوجينيك'، أي لا يسبب انسداد المسام. ابتعدي تماماً عن التركيبات الكريمية الثقيلة، فهي قد تزيد اللمعان وتفاقم الحبوب.
مثال على المكونات المفيدة: النياسيناميد، الزنك، والماء الحراري.
أفضلية: تركيبة مطفية (matte) تقلل اللمعان.
للبشرة الجافة:
البشرة الجافة تحتاج إلى حماية، ولكن أيضاً إلى ترطيب عميق يدوم لساعات. اختاري واقي شمس بصيغة كريمية أو لوشن يحتوي على مرطبات قوية مثل حمض الهيالورونيك، الغليسيرين، أو السيراميدات. ستشعرين بترطيب ناعم على الفور، وستلاحظين أن المكياج يبدو أفضل عندما تكون البشرة مرتوية تحته.
ابتعدي عن: التركيبات الجافة أو المطفية لأنها ستزيد من الجفاف أو قد تظهر القشور.
للبشرة الحساسة:
إذا كنتِ تعانين من احمرار، أو تحسس سريع من المنتجات، فاختاري واقياً شمسياً فيزيائياً (معدنياً) وليس كيميائياً. الواقي الفيزيائي يحتوي عادة على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، وهما مكونان لطيفان على البشرة الحساسة ويوفران حماية ممتازة دون التسبب في تحسس.
احرصي على أن يكون الواقي خالياً من العطور والكحول والبارابين. وتجنبي التركيبات التي تحتوي على مكونات نشطة كيميائية معقدة أو أحماض قوية.
للبشرة المختلطة:
البشرة المختلطة تحتاج توازناً ذكياً بين ترطيب المناطق الجافة، وتقليل لمعان المناطق الدهنية. أنسب خيار هو واقٍ شمسي بتركيبة خفيفة غير دهنية، لكنها مرطبة بشكل خفيف. اختاري المنتجات المصنفة بأنها 'للبشرة العادية إلى المختلطة' أو 'لجميع أنواع البشرة'، ويفضل أن تكون بملمس فلويد أو جل كريمي، لا هو ثقيل ولا هو مائي بحت.
نصيحة: ضعي طبقة أرق على منطقة الـT-zone (الجبين والأنف والذقن)، وطبقة أكثر ترطيباً على الوجنتين.
للبشرة الداكنة أو المتوسطة:
أنت بحاجة إلى واقٍ لا يترك أثراً رمادياً أو أبيض بعد التطبيق، وهو خطأ شائع في بعض التركيبات المعدنية. اختاري واقي شمس شفافاً أو ملوناً بلون الجلد (tinted sunscreen) خاصة إذا كانت بشرتك زيتونية أو سمراء. التركيبات الجديدة تعتمد على جزيئات نانوية دقيقة تختفي عند الامتصاص، فلا تترك أي طبقة بيضاء مزعجة.
الأفضلية هنا: التركيبات الهجينة أو الكيميائية الشفافة.
للبشرة المعرضة للكلف أو التصبغات:
في هذه الحالة، الحماية من الشمس ليست فقط ضرورية، بل إلزامية للحفاظ على نتائج العلاج أو منع البقع من التفاقم. اختاري واقياً بدرجة SPF 50 أو أكثر، ويفضل أن يكون واسع الطيف (Broad Spectrum) لحمايتك من الأشعة UVA وUVB. ابحثي عن تركيبات تحتوي على فيتامين C أو مضادات أكسدة، فهي تعزز الدفاعات الطبيعية للبشرة وتحمي من التجدد المتكرر للبقع الداكنة.
نصيحة إضافية: استخدمي قبعة ونظارات شمسية، ولا تعتمدي فقط على الواقي وحده.
للبشرة العادية:
أنتِ محظوظة، إذ يمكن للبشرة العادية استخدام أغلب أنواع الواقيات بسهولة. لكن الأفضل أن تختاري تركيبة مريحة لا تشعرك بالثقل أو اللزوجة. الفلويدات الكريمية أو السيرومات الخفيفة ستكون مثالية لك. ابحثي عن واقٍ يقدم حماية + ترطيب + مضادات أكسدة لتكملي روتينك اليومي بسهولة.
يمكنك الاطلاع أيضاً على كريمات واقي الشمس: دليلك لاختيار الحماية المثالية لبشرتك هذا الصيف
أشهر الأخطاء عند استخدام الواقي الشمسي
رغم أن الكثير من النساء يستخدمن الواقي، إلا أن كثيراً منهن يقعن في أخطاء تفقد المنتج فعاليته. إليك الأخطاء الأشهر: