لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
لطالما ركزت الأبحاث على دور الأم في نمو الطفل، لكن دراسة جديدة نُشرت في JAMA Pediatrics تُسلّط الضوء على جانب آخر لا يقل أهمية: الصحة النفسية للأب وتأثيرها المباشر في النمو العاطفي والذهني والجسدي للأطفال، خصوصًا في السنوات الأولى من حياتهم.
عندما تتأثر نفسية الأب… يتأثر الطفل
كشفت الدراسة أن الآباء الذين يعانون من القلق، أو الاكتئاب أو التوتر قد يؤثرون سلبًا على نمو أطفالهم في مراحل حرجة، خاصة بين مرحلة الحمل وعمر السنتين.
وقد تم رصد تأثيرات واضحة على:
النمو العاطفي والاجتماعي
القدرات الذهنية واللغوية
النمو الجسدي (مثل الوزن، والطول، وجودة النوم)
ما الذي يجعل هذه الدراسة مميزة؟
اعتمد الباحثون على تحليل شامل لـ 84 دراسة عالمية شملت آلاف الآباء وأطفالهم، وهي تُعد من أوسع الدراسات من نوعها، وأظهرت النتائج أن الحالة النفسية بعد الولادة لها تأثير أكبر من تلك التي تسبق الحمل، بالإضافة إلى أن التوتر والقلق قد يضعفان علاقة الأب بطفله ويقللان من تواصله العاطفي.
ولم يُلاحظ تأثير واضح على المهارات الحركية، لكن الوظائف الذهنية والعاطفية كانت الأكثر تأثرًا.
كيف يظهر تأثير نفسية الأب على الطفل؟
الأطفال لا يعبرون دائمًا بالكلمات، لكن سلوكهم ومراحل نموهم تعكس الكثير مما يتأثرون به نفسيًا وعاطفيًا.
النمو العاطفي: ضعف في بناء العلاقات، وصعوبة في ضبط المشاعر.
التطور الذهني: مشكلات في الانتباه والذاكرة واتخاذ القرار.
النمو الجسدي: مشاكل في النوم، وبطء في النمو، أو حتى احتمالية الولادة المبكرة.
هل كل الآباء معرضون لذلك؟
نعم، فالفترة التي تسبق أو تلي الولادة تُعد من أكثر المراحل التي يتعرض فيها الآباء لضغوط نفسية شديدة.
وتشير التقديرات إلى أن:
8% من الآباء يعانون من اكتئاب سريري.
11% يواجهون نوبات قلق.
6% إلى 9% يعانون من توتر نفسي مرتفع.
خطوات بسيطة لدعم الصحة النفسية للآباء
التدخل المبكر والدعم العاطفي يمكن أن يصنعا فارقًا كبيرًا في حياة الأب وطفله معًا.
شجّعي شريكك على الحديث عن مشاعره وتجربته كأب جديد.
الصحة النفسية ليست حكرًا على الأمهات، الأسرة كلها تستفيد عندما يكون الأب بصحة جيدة.
لا تتردد في طلب الدعم النفسي أو الحديث مع مختص في حال الشعور بالإرهاق أو التقلب المزاجي.
يمكن استخدام تطبيقات التأمل أو الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة للآباء.
لم يفت الأوان قطُّ
دعم الصحة النفسية لا يرتبط بمرحلة عمرية محددة، فكل وقت مناسب للبدء من جديد.
حتى لو كان أطفالك قد كبروا، لا يزال الوقت مناسبًا للاهتمام بالصحة النفسية، سواء لنفسك أم لشريكك، فكل مرحلة من حياة الطفل تحتاج إلى والدين متوازنين نفسيًا وعاطفيًا.