لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٢
يوم زفافي كنتُ سعيدة للغاية، فلقد ارتدَيتُ فستانًا أبيض جميلاً وتزيَّنَ البيت بِسِلال الزهور والورود وسط زغاريد الفرَح. أليس ذلك المشهد حلم كلّ فتاة؟ لقد صوّروا لنا الزواج وكأنّه غاية يجب الوصول إليها، بعد تحضير يدوم سنوات. فعلى الفتاة أن تجد عريسًا وتُنجِب، وبأسرع وقت طبعًا، لهذا يضعون بين يدَينا العرائس الجميلة ويطلبون منّا الإهتمام بها: تمرين للإنجاب وليس أكثر. لكن ما مِن أحد قال لي ماذا يحدث بعد يوم الزفاف، وكيف سأقضي عشرات السنوات بِـ'العمَل' لدى رجل إسمه زوجي ومِن أجل أولادي. أين أنا وسط هذه المُعادلة؟ أين الشخص الذي قد يكون له أحلام وطموحات؟ هل عليّ أن أتخلّى عن كياني كي يُتابِع المجتمع مسيرته العمياء، ويكون مُمتنّا منّي وإلا... وإلا ماذا؟!؟ إنّ إيجاد النفس أغلى مِن أيّ شيء آخر وقد يكون الثمن باهظًا.
هل أحبَبتُ زوجي؟ لستُ أدري، فقد قيل لي إنّه إنسان جيّد وخلوق وابن عائلة مُحترمة، وإنّه سيُؤمّن لي حياة مُريحة. كان وائل لطيف الملامح والقوام، أيّ أنّني لَم أجِد صعوبة بقبول الزواج منه، خاصّة أنّ الكّل مِن حولي كان يُريدُني أنّ أقبَل به.
ليلتنا الأولى كانت مِن دون طعم أو لون. ففعلتُ كالعديد مِن النساء وادّعَيتُ أنّني استمتعتُ للغاية، الأمر الذي كرّرتُه مدى زواجي. فلقد علّمونا أيضًا أنّ على الرجل أن يصِلَ إلى الذروة خلال ممارسته الجنس، أمّا بالنسبة للمرأة، فعلى ذلك أن يكون كافيًا لها إذ أنّها قامَت بواجباتها كما يجب. واجبات زوجيّة... كلمة تحمل معناها.
عادَ وائل إلى نمَط حياته المُعتاد بعد شهر عسلنا، وأنا بدأتُ مرحلة جديدة، إذ كان عليّ الاهتمام بالطهو والتنظيف واستقبال الأهل والجيران الجدد، وذلك حتى يعود زوجي مساءً ليجد كلّ شيء حاضرًا له وينعَم بجسدي ليلاً... ثمّ يغفو. حياة لَم تجلِبَ لي شيئًا سوى التعَب والملَل، فقلتُ لنفسي إنّ طفلاً سيُضفي على حياتي بعض الإثارة والحنان، فزوجي لَم يكن مِن الذين يُظهرون عواطفهم. حمِلتُ وأنجبتُ وصرتُ أمًّا، وأعترفُ أنّ ولادة إبني شغلَتني وأعطَتني ما كنتُ أنتظرُه، فلَم يعُد يهمّني أن أكون عاملة منزل/طبّاخة/ أداة مُتعة/ لرجل لَم أكن أعلَم بوجوده قبل سنة، وصبَبتُ إهتمامي كلّه على ذلك المخلوق الصغير. بعد سنة، حمِلتُ مِن جديد، فكان على إبني أن يكون له أخ أو أخت كي لا يشعر بالوحدة. إلا أنّ زوجي كان يُريدُ عائلة كبيرة، ولَم يهمّه أنّ على جسدي أن يرتاح وعليّ أنا أيضًا أن أرتاح. بعد أربعة أولاد وقفتُ أخيرًا في وجه وائل، وهدّدتُه بمَنعه مِن لمسي نهائيًّا إن لَم يكفّ عن التخطيط للإنجاب. وكانت هذه الخطوة بالذات هي التي فتحَت الباب لباقي الأحداث.