هذه الأقنعة المرهقة نُخفي أنفسنا خلفها.. لكننا لسنا بحاجة لها

طالما أبلغنا علماءُ النفس بنظريات أو حقائق من نوع أن الواحد منا يرتدي عدة أقنعة في حياته العامة. وأكثر من ذلك قالوا لنا إن أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لارتداء الأقنعة، هو الخوف من أن العالم سيكتشف حقيقتنا وكيف نشعر في لحظة ما. قد يكون شعورا لا تنتمين إليه حقاً، كونه مجرد تظاهر ربما يساعدكِ على التأقلم والاختباء.

ويقولون إن ارتداء هذه الاقنعة قد يكون بمثابة آلية لحماية نفسكِ من الأذى. لكنه في أغلب الأحيان مرهق ويسبب ضغوطاً ربما لا داعي لها، كونها تسبب القلق والاكتئاب.

أنواع أقنعة الشخصية

موقع 'سايكولوجي توداي' وهو ينطلق من هذه النظرية أو القضية، أضاف إليها أن خبراء علم النفس يتعاملون مع هذا الموضوع المثير للانتباه، بقناعة أن إخفاء شخصيتك يعني أنك تتخذين خطوات للتستر على من أنت حقًا حيث تخفين شخصيتك بالكلمات وتعابير الوجه ولغة الجسد وبعض التصرفات.

الجديد في الموضوع هو أن التقرير عرض رزمة من الاقنعة قال إننا نتناوب على ارتدائها، كالتالي:

قناعا الضحية والتنمر

يقول التقرير إن الواحدة منا تلجأ إلى قناع الضحية للوم العالم الخارجي على ما تعانينه من مشاكل وإخفاقات، وذلك لحماية احترامها لذاتها.

كما تستخدم قناع التنمر عندما تشعر أنها تعرضت لسوء معاملة. تستخدمه كوسيلة لوضع حاجز حماية. وقد تضطر هنا للتصرف جسدياً أو إجبار الآخرين على قبول رأيها لتعويض نفسها عن محاولتهم الإساءة لها.

قناعا الفكاهة والهدوء

قد تستخدمين قناع الفكاهة إما لتلافي السخرية حيث إنكِ لن تتعرضي لها إن كنتِ أنتِ نفسك تتندرين على نفسكِ بالفعل، أو لإخفاء مشاعر الحزن حتى لا يشعر به الآخرون مثلما تشعرين به حقاً.

وأما قناع الهدوء فهو يُستخدم في محاولة لإظهار رباطة الجأش والصبر. لكن ما يحصل هو أن الواحد منا قد ينفجر بأي لحظة في النهاية إن خرج الموقف من يديه.

قناعا الإنجاز المُفرط والمُتحكّم

في الأول قد تسعين جاهدة لتحقيق الكمال والحصول على الثناء. وهنا، كما يقول التقرير، عليكِ أن تكوني مثالية وقادرة على استيعاب أي خطأ. علما أنه قد يتسبب لكِ بحالة من القلق.

وأما قناع المُتحكم، فإن ارتديه فأنت تحاولين التحكم في كل شيء حولكِ حتى تشعري بالأمان.

قناعا التجنّب وإرضاء الناس

في الأول، تنسحبين خوفاً من الرفض والحكم على أخطائك. وهذا القناع إن ارتديته مراراً سيتسبب في عزلكِ اجتماعياً. وفي المقابل، هناك قناع إرضاء الناس. فغالباً ما تبذلين قصارى جهدكِ لإرضائهم والتأكد من سعادتهم. صحيح أنه قد يمنحكِ إحساساً بقيمة الذات، لكنه في نفس الوقت قد يجعلكِ تعيشين في قلق مستمر. فإرضاء الناس كما يقول المثل الشائع، غايةٌ لا تُدرك.

قناعا المتابعة والتواصل الاجتماعي

إذا كنتِ ترتدين قناع المتابعة، فأنت بينما تسعين إلى متابعة ما يفعله أي شخص آخر من حولكِ، إلا أنكِ يائسة من القبول. وستتبعين إشارات الآخرين في الفئات الاجتماعية التي تريدين الانتماء إليها.

وأما بالنسبة للتواصل الاجتماعي، فأنتِ تستخدمين قدراتكِ على التحدث لإخفاء شعوركِ بانعدام الأمان حيث على الرغم من كثرة معارفكِ، قد لا يكون لديكِ أصدقاء مقربين تتحدثين معهم من العمق.

قناع تفريغ الذات

بين هذه التي نرتديها لحماية النفس، قناعٌ أسماه علماء النفس 'تفريغ الذات'.

فيه كما يقولون أنكِ عندما تتحدثين عن نفسكِ، حتى لو مازحة، فإنها آلية دفاعية عن الذات من السخرية. أو قد نستخدمها كوسيلة لإحباط أنفسنا قبل أن يفعلها بنا شخص آخر.

ما السبب في ارتداء قناع الشخصية؟

بغض النظر عن السبب المباشر أو الدافع المتمثل في الضغوط الاجتماعية والتنمر والخوف، فإن القناع غير المنظور يساعد في إخفاء المزيد من الأذى العاطفي وانخفاض احترام الذات.

ويشدد التقرير على حقيقة أن هذه العادة مرهقة وتستهلك الكثير من الطاقة الإضافية لإخفاء نفسكِ الحقيقية و مساعدة الآخرين على الاقتراب منك.

لكن التقرير يحميكِ بالقول أن عليكِ دوما أن تتقبلي الرفض وان تعلمي أن التغيير ليس سهلاً.

صحيح أنه قد لا يتقبلكِ البعض لما أنتِ عليه لكنكِ لست بحاجة أن تحصلي على حب الجميع. ففي النهاية، ستجدين من يحبونك حقاً وليس القناع الذي تحتمين به.