حلّ وقت الرّحيل.. فأين من رحلوا بتوقيتِ الوجع؟

أكتب في هذا القسم بعض الأبيات والخواطر الشعرية، والقصائد والقصص المستخلصة من الواقع، كما بإمكانكم مشاركتنا بمختلف كتاباتكم، لنشرها عبر موقع 'الفن'، وذلك من خلال التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني akhbar@elnashrafan.com

سالي عبادي

حلّ وقت الرّحيل ؛

راقبتُ أصدقائي جيّداً ، تأمّلت ُبملامحهم كثيراً ،

حينما أداروا ظهرهم لي ، لم أذرف دمعةً واحدة ، حتّى أنّي لم أترجاهُم للبقاء..!

و كأنّي دونَ قَلبْ ، لا أشعر حيالَ شيء أبدا..

صمتي كانَ مُخيفٌ للكثير ، لذا لم يكُن بقدرة أحد على سؤالي 'هل أنتِ بخير..؟'

حتّى هذه الجملة كانتْ صعبة على من حولي.

أنا لم أذرف دمعةً واحدة بالفعل ، لكنْ منذُ ذلك الحين و أنا إنسان حسّاس جداً ، أبكي عندما أرى عجوز يمشي وحيداً في الشّارع ، أبكي إذْ فشلتُ في إعدادِ حلوتي الخاصّة ، و إنْ أسقطتُ كوبَ الماء من يدي دونَ قصدٍ أبكي..

بقيتُ على هذه الحالة طويلاً ، لم يكُن بيدي حيلة ، كنتُ أمسَح دمعي بمفردي ، لم أحتَج لمن يسندني حتّى..

فراق أصدقائي حطّمَ قلبي لا أنكُر ، لكنّه ُبنى داخلي القوّة و العزيمة و الكثير الكثير من القدرة على تجاوزِ كلّ شيء...

عموماً ، أنا لم أذكُر التّوقيت في بداية نصّي لأنّه مُخيف ،

فالسّاعة كانتْ ، أنا إلاّ من رحلوا بتوقيتِ الوجع..