بعد عرضه على منصة شاهد .. إشادات واسعة بأحمد المرسي وجماليات الصورة في كيرة والجن

بعد عام مثمر من النجاح الجماهيري والتجاري والعروض الدولية في عدد من المهرجانات العالمية، بدأ عرض فيلم كيرة على منصة شاهد الرقمية ليشهد موجة جديدة من التفاعل الجماهيري والمناقشات والتعليقات التي ركزت بشكل كبير على ضخامة الإنتاج والإبهار البصري الذي يظهر في الكثير من التفاصيل الخاصة بتجسيد السياق التاريخي والحقبة الزمنية بمزيج من الدقة والعمق الفني، وغيرها من الجماليات البصرية التي يرتبط حضورها باسم مدير التصوير المبدع أحمد المرسي.

يدور فيلم كيرة والجن حول مجموعة من أبطال المقاومة الشعبية للاحتلال الإنجليزي في النصف الأول من القرن العشرين وبالتزامن مع أحداث ثورة 1919، ويتناول واقع المجتمع المصري في تلك الفترة التاريخية الساخنة والمليئة بالأحداث. مثلت المعالجة السينمائية للفترة التاريخية القديمة أول وأهم التحديات التي واجهها صناع الفيلم، ولا سيما على المستوى البصري الذي يستهدف إعادة خلق هذا العالم والسياق التاريخي عبر صورة الفيلم.

ملحمية القصة وضخامة الإنتاج فرضت مسؤولية وتحدي أكبر للوصول إلى الصورة المثالية، فهناك التنوع الشديد في مواقع التصوير ما بين المواقع الحية أو التي صممها فريق الإنتاج، وهناك التنوع في الإيقاع ما بين مشاهد المواجهات والحركة والأكشن، وبين المشاهد الرومانسية أو الإنسانية البسيطة، أو المشاهد الملحمية التي تطلبت عدد ضخم من المجاميع في مشاهد ثورة 1919 وخلافه، وهناك المزج بين المشاهد الحية والمؤثرات والخدع البصرية، وأخيرا هناك العمق الدرامي للشخصيات والأحداث.

نجح أحمد المرسي في أن يوازن بين الجماليات البصرية والمتطلبات الوظيفية والإنتاجية لكل مشهد والخصوصية التي يفرضها إيقاع المشهد أو طبيعة الشخصية، خاصة مع وجود عدد كبير من الأبطال والشخصيات، وأن يحافظ على درجة مبهرة من الدقة على المستوى التقني إلى الحد الذي يصعب معه التفريق بين الصورة الحية والمؤثرات البصرية، والجمع بين الجماليات الفنية والواقعية التي تفرضها القصة والأحداث والحقبة التاريخية.

شكل أحمد المرسي ثنائية فنية ناجحة مع المخرج مروان حامد في خمسة أفلام بدأت بفيلم الفيل الأزرق عام 2014 مرورا بأفلام الأصليين وتراب الماس والفيل الأزرق 2 وانتهاءًا بفيلم كيرة والجن. تجارب شديدة الاختلاف والتنوع أطلق المرسي خلالها العنان لقدراته الفنية والإبداعية واستطاع أن يترجم رؤية المخرج مروان حامد إلى صور مذهلة ومميزة تقينا وفنيا. كما أن ميل المرسي إلى التجريب والابتكار فتح الباب أمام احتمالات وفرص هائلة للتطوير مع كل تجربة جديدة يخوضها الثنائي ويسجل من خلالها خطوة إضافية للسينما المصرية ككل نحو مواكبة أحدث التقنيات وتقديم أعمال لها القدرة على الإبهار والمنافسة على مستوى عالمي.

عبر أكثر من 20 سنة في صناعة السينما، شارك مدير التصوير والمخرج أحمد المرسي في أكثر من 50 فيلم، وقدم ما يتجاوز 2000 إعلان فيديو تجاري كمدير تصوير ومؤخراً كمخرج أيضاً، ونال 26 جائزة محلية ودولية عن مجمل أعماله، من بينها جائزتين عن فيلم كيرة والجن؛ الجائزة الذهبية من الجمعية الأسترالية للمصورين، والثانية جائزة مهرجان جمعية الفيلم. وهو حالياً عضو معتمد في الجمعية الكندية للمصورين (CSC) إضافة لانتسابه إلى الجمعية الأسترالية للمصورين (ACS) التي منحته منها 11 جائزة منذ انضمامه لها في 2018.

وخارج حدود السينما، حقق المرسي نجاحاً كبيراً على المستوى العالمي من خلال مشاركته في إخراج وتصوير الحملات الترويجية التي ترعاها وزارة السياحة والآثار، وحصل من خلالها على الكثير من الجوائز ويأتي على رأس تلك الأعمال مشاركته في تصوير وإخراج الموكب الذهبي لنقل المومياوات الملكية، وإخراج وتصوير موكب افتتاح طريق الكباش بالأقصر، والذي نال عنه الجائزة الفضية من الجمعية الأسترالية للمصورين.

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)