يوم الطعام المصري.. تعرف على أشهر 10 أطباق في المطبخ المصري

في الخامس عشر من شهر أبريل من كل عام، تحتفي مصر بيوم خاص يجسد جوهر هويتها الثقافية وثرائها الحضاري، ألا وهو اليوم الوطني للطعام المصري. هذه المناسبة السنوية هي احتفاء بالنكهات الأصيلة والتقاليد العريقة التي تميز المطبخ المصري المتنوع، حيث يجتمع المصريون على اختلاف مشاربهم للتعبير عن حبهم العميق للأطباق التي تناقلتها الأجيال عبر السنين.

في هذا اليوم المميز، تتصدر موائد الطعام المصرية ألوان ونكهات تعكس تاريخا طويلا من التفاعل الثقافي والاجتماعي. سواء كان الطبق الرئيسي هو الكشري الغني بمكوناته، أو الملوخية بعبقها الفريد، أو حتى حلاوة البسبوسة الشرقية، فإن هذه الأطعمة تمثل الروابط التي تجمع العائلات والأصدقاء على مائدة واحدة.

إن الروائح الزكية والمذاق الأصيل لهذه الوجبات تخلق ذكريات دافئة، وتوطد صلة الأفراد بتراثهم بطريقة ملموسة ومبهجة للحواس. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أشهر أطباق المطبخ المصري، خصائصها وطرق تحضيرها.

أشهر الأطباق المصرية

تعود فكرة الاحتفال باليوم الوطني للطعام المصري إلى عام 2017، عندما بادرت مجموعة من المتحمسين لفنون الطهي إلى تكريم التراث الغذائي الغني لمصر. كان الدافع وراء هذه المبادرة هو الرغبة في إبراز قيمة أشهر الوجبات المصرية ومنحها التقدير الذي تستحقه على الصعيدين المحلي والدولي.

وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أشهر الأطباق المصرية؟

الفول المدمس

يعتبر الفول المدمس بحق ملك وجبات الإفطار الشعبية في مصر، بل وأكثر من ذلك، فهو يمثل جوهر ثقافة طعام الشارع. يبدأ يوم المصريين غالبا بهذا الطبق المتواضع المكون من حبوب الفول المدمسة بعناية حتى تصبح طرية وكريمية، ثم تتبل بلمسة من الثوم العطري وزيت الزيتون البكر الممتاز.

يقدم الفول ساخنا مع الخبز الطازج، ليمنح من يتناوله دفعة قوية من الطاقة والنشاط لبدء يوم حافل. تتعدد طرق تقديمه وتزيينه، فقد يضاف إليه الليمون الطازج، أو الكمون، أو الشطة الحارة، أو حتى الطماطم والبصل المفروم، ليضفي كل إضافة نكهة مميزة.

الطعمية (الفلافل المصرية)

تختلف الطعمية المصرية عن الفلافل الشامي المعروفة بالحمص، حيث تعتمد في مكونها الأساسي على الفول المصري. يمنحها هذا الاختلاف نكهة فريدة ومميزة، وقواما أكثر هشاشة.

تشكل الطعمية على هيئة أقراص مسطحة صغيرة وتقلى في زيت غزير حتى تكتسب لونا ذهبيا جذابا وقرمشة لا تقاوم. تعتبر الطعمية وجبة خفيفة شهيرة أو جزءا أساسيا من وجبة الإفطار، وتقدم عادة في ساندويتشات داخل الخبز البلدي الطازج مع مجموعة متنوعة من الخضروات الطازجة مثل الطماطم والخيار والبقدونس، بالإضافة إلى صلصة الطحينة.

الكشري

يعتبر الكشري بحق احتفالا بمحبي الكربوهيدرات، فهو طبق مصري أصيل يجمع بين مكونات متنوعة ليخلق مزيجا فريدا من النكهات والقوام. يتكون الكشري من الأرز المصري الأبيض، والعدس البني، وأنواع مختلفة من المعكرونة (عادة الصغيرة والمقصوصة)، والبصل المقلي المقرمش الذي يزين الطبق من الأعلى.

تتويج هذه المكونات يكون بصلصة طماطم حارة ومميزة، غالبا ما تحتوي على الخل والثوم والشطة. يقدم الكشري في مطاعم متخصصة تنتشر في جميع أنحاء مصر، ويعتبر تجربة طعام لا بد منها لكل زائر يتوق إلى تذوق النكهات المحلية الأصيلة.

الكباب والكفتة

يمثل الكباب والكفتة جزءا لا يتجزأ من ثقافة المشويات في مصر. يتم تحضير الكباب من قطع لحم الضأن الطرية والمتبلة بعناية، بينما تصنع الكفتة من اللحم المفروم المتبل بمزيج من البهارات والبصل والبقدونس.

يشوى كلا الطبقين على نار مفتوحة، مما يمنحهما نكهة دخانية مميزة ورائحة شهية لا تقاوم. ويقدم الكباب والكفتة عادة مع سلطات منعشة مثل سلطة الطحينة والسلطة الخضراء، بالإضافة إلى الخبز البلدي أو الخبز المسطح، ليشكلا وجبة دسمة ومشبعة.

الملوخية

كانت الملوخية في الماضي طبقا خاصا بالملوك والنخبة في مصر القديمة، ولكنها اليوم تحولت إلى عنصر أساسي ومحبوب في المطبخ المصري على اختلاف طبقاته. يحضر هذا الحساء الأخضر الغني من أوراق الملوخية الطازجة التي تفرم ناعما، وتطهى مع الثوم والكزبرة والبهارات.

غالبا ما تقدم الملوخية مع الأرز الأبيض أو قطع لحم الأرانب الطرية. يتميز هذا الطبق بنكهته العميقة والغنية، بالإضافة إلى جذوره التاريخية العريقة التي تجعله تجربة طعام فريدة تجسد بحق جوهر التقاليد الغذائية المصرية الأصيلة.

الحمام المحشي

يعتبر الحمام المحشي تحفة فنية في عالم الطهي المصري، ورمزا للكرم والاحتفال. يتم اختيار أجود أنواع الحمام بعناية فائقة، ثم يحشى بمزيج شهي ومتناغم من الأرز المصري الأصيل أو البرغل المطبوخ، والذي يعطر بمجموعة من الأعشاب والتوابل السرية التي تضفي عليه نكهة لا تنسى.

بعد الحشو الدقيق، يطهى الحمام إما بالشوي على الفحم ليمنحه رائحة دخانية مميزة وقشرة ذهبية مقرمشة، أو بالخبز في الفرن ليحتفظ برطوبته ونكهته الغنية. وغالبا ما يقدم هذا الطبق الفاخر في المناسبات الخاصة والاحتفالات العائلية الكبرى، ليعكس كرم الضيافة المصرية وأصالة المذاق.

الفطير المشلتت

يعرف الفطير المشلتت بأنه تحفة من الصناعة اليدوية التي تتطلب مهارة ودقة في التحضير. تتكون هذه المعجنات الرقيقة من طبقات لا حصر لها من العجين الخفيف والهش، المطوي والمفرود بدهن السمن البلدي الأصيل ليمنحها مذاقا فريدا وقواما لا يُقاوم.

يقدم الفطير المشلتت في نسختين شهيتين: النسخة الحلوة، حيث يرش بالعسل النقي ليصبح حلوى تقليدية لذيذة، والنسخة المالحة، حيث يحشى بأنواع مختلفة من الجبن المصري الكريمي أو اللحم المفروم المتبل، ليصبح وجبة شهية ومشبعة.

المحشي

يمثل المحشي طبقا نباتيا بامتياز، يحتفي بخيرات الأرض وتنوعها. يتم فيه حشو مجموعة متنوعة من الخضروات الطازجة، مثل الكوسة اللذيذة، والفلفل الملون بألوانه الزاهية، وأوراق العنب الطرية، بخليط من الأرز المصري المطهو مع باقة من الأعشاب العطرية الطازجة والتوابل المميزة التي تضفي عليه نكهة فريدة.

يطهى المحشي ببطء في صلصة طماطم منعشة وحامضة قليلا، مما يمنح الخضروات والأرز مذاقا غنيا ومتكاملا. ويعتبر المحشي طبقا تقليديا يقدم في التجمعات العائلية والاحتفالات، ويعكس براعة المطبخ المصري في تحويل المكونات البسيطة إلى وجبة شهية ومغذية.

الكبدة الإسكندراني

تعتبر الكبدة الإسكندراني من أشهر وألذ أطباق الشارع في مدينة الإسكندرية الساحلية، وسرعان ما انتشرت شعبيتها لتشمل مختلف أنحاء مصر. يتم تحضير هذا الطبق الحار من شرائح الكبدة الطازجة المقلية بسرعة مع كمية وفيرة من الثوم المفروم، والفلفل الحار المفروم الذي يمنحها حرارة مميزة، وعصير الليمون الطازج.

تقدم الكبدة الإسكندراني عادة في خبز بلدي طازج أو كطبق جانبي، وهي وجبة سريعة ولذيذة تعكس حيوية وثقافة الطعام في مدينة الإسكندرية.

السمبوسك

السمبوسك هو نوع من المعجنات المقلية التي تتميز بقوامها المقرمش وحشواتها المتنوعة واللذيذة. يعود أصل هذا الطبق إلى منطقة الشرق الأوسط، ولكنه سرعان ما أصبح جزءا أساسيا من المائدة المصرية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يعتبر من الأطباق الرئيسية التي تزين موائد الإفطار.

تحشى السمبوسك عادة باللحم المفروم المتبل بالبهارات الشرقية العطرية، أو بالجبن الأبيض الكريمي، مما يوفر تنوعا في النكهات والأذواق.