السلوك السلبي العدواني.. كيف تكتشفينه؟

ربما يسهل علينا التعرف على الشخصيات ذات الطابع العدواني، التي تظهر عليها بعض العلامات، مثل: رفع الصوت، التلويح بأشياء مخيفة أو حتى اللجوء للعنف والاعتداء البدني.

لكن، في المقابل، يصعب علينا اكتشاف الشخصيات التي تتسم بطابعها السلبي العدواني، لأنها تقوم بمثل هذه السلوكيات في الخفاء، دون أن تُظهِرُها لأحد، وهنا مكمن الخطورة.

وعلقت على ذلك جيسيكا جريفن، عالم النفس السريري وأستاذ الطب النفسي وطب الأطفال في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة، بقولها 'من السهل استدعاء السلوك العدواني. لكن من الصعب ايجاد كلمات لوصف السلوك السلبي العدواني. ولتبسيط الصورة، يمكن القول إن السلوك السلبي العدواني يشير لسلوك غير مباشر وينتج عادة عن مشاعر سلبية يجد الفرد صعوبة في التعبير عنها مباشرة أو صراحة'.

ونستعرض معك فيما يلي خمسة أعراض تبين لك أصحاب السلوك السلبي العدواني بكل وضوح:

المجاملات المبطنة (التي يقصد بها عكس الظاهر)

هناك فارق كبير بين المجاملة التي تقول 'هذا فستان جميل' وبين الأخرى التي تقول 'هذا فستان جميل، كان لدي واحد مثله في المرحلة الثانوية'، فالمجاملة الأولى تُشعِرِك بشيء جيد، أما الثانية فتشعرك بشيء غير جيد.

وهنا عاودت جريفن لتقول إنه لا يوجد مثال أفضل من تلك المجاملات المبطنة غير الواضحة لوصف السلوك السلبي العدواني، لأنها تكون بمثابة اهانة مخفية في صورة مجاملة غير نابعة من القلب.

رفض التعبير عن المشاعر

يميل هؤلاء الأشخاص ممن تتصف شخصياتهم بالسلوك السلبي العدواني إلى كتم مشاعرهم وعدم الإفصاح عنها، وهو ما يرجع، كما ترى جريفن، إلى احتمالات إصابتهم أنفسهم بالقلق أو الاكتئاب، أو تخوفهم من مواجهة المشاعر أو العواطف السلبية، أو لعدم امتلاكهم الأدوات المناسبة أو مهارات التأقلم التي تمكنهم من القيام بذلك.

المماطلة أو تجميد الطرف الآخر

الأسوأ من شخص يتظاهر بعدم وجود شيء هو ذلك الشخص الذي يرفض التفاعل معك. إذ أن التعامل بهذا البرود يضر ويؤذي، وأصحاب السلوك السلبي العدواني يجيدون هذا الأمر تماما، ومن ثم، فإن المماطلة أو التصرف بهذا النحو من العلامات التي تميزهم.

تجنب المسؤوليات أو التصرف دائما بشكل متأخر

يتسم الأشخاص من أصحاب السلوك السلبي العدواني ببعض الأشياء التي من ضمنها نسيان تسليم المهام، تجنب المسؤوليات، افتقار القدرة على المتابعة والتأخر دوما في كل شيء.

الشعور عند التعامل معهم وكأنك تمشين على قشر بيض

من العلامات الأخرى التي تكشف لك هؤلاء الأشخاص أصحاب السلوك السلبي العدواني هو اكتشافك أنك تشعرين عند التعامل معهم وكأنك تمشين على قشر بيض لتخوفك من ردة فعلهم أو توجسك من افتقارهم للباقة التصرف معك كأنك يقوموا مثلا بتجاهلك.

كيف تكتشفين أنك قد تكونين مصابة أنت أيضا بهذا السلوك السلبي العدواني؟

عليك أن تسألي نفسك بعض الأسئلة لتتمكني من تحديد الأمر:

– هل يتوتر الناس حين تتواجدين معهم؟

– هل يتجنب زملائك في العمل التحدث معك؟

– هل يتفادى زملائك في العمل التواصل معك بلغة العيون؟

– هل تستمرين في إخبار الغير بملاحظات نابية أو سلبية؟

– هل تتعاملين مع الغير بسخرية؟

– هل تقومين بتخريب المهام والمشاريع؟

– هل تتجنبين التعبير بشكل صحي عن ذاتك؟

– هل تميلين لتجنب المواجهات؟

– هل لا تعلمين الطريقة التي تعبرين بها حال شعورك بثمة شيء سلبي؟

وبعد إجابتك بنفسك على تلك الأسئلة، ستتمكنين حينها من تحديد ما إن كنت تعانين من هذا السلوك أم لا، وحال تبين أنك تعانين منه، فمن ثم ينصح في تلك الحالة باللجوء إلى طبيب متخصص كي يقدم لك المساعدة بشكل احترافي ويعينك على تعزيز علاقتك بالآخرين.