لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
في دراسة نُشرت في مجلة 'فيزيكال ريفيو دي' (Physical Review D)، طرح فريق من جامعة بورتسموث فرضية جديدة وجريئة تُعرف باسم 'كون الثقب الأسود'، تفيد بأن كوننا قد يكون موجودًا داخل ثقب أسود.
وتختلف هذه النظرية عن نظرية الانفجار العظيم التي تفترض أن الكون بدأ من نقطة ذات كثافة لا متناهية، حيث تشير الدراسة إلى أن الكون نشأ نتيجة انهيار جاذبي هائل أدى إلى تكوين ثقب أسود، ثم انضغطت المادة داخله بشدة قبل أن ترتد إلى الخارج كالزنبرك ، مما أدى إلى ولادة الكون كما نعرفه اليوم.
وبدلًا من أن يكون الكون قد خُلق من العدم، تقترح هذه النظرية أنه جزء من دورة كونية مستمرة من الانهيار والارتداد، ما يشكل تحديًا جوهريًا للنماذج التقليدية لولادة الكون.
يشرح البروفيسور إنريكي غازتاناغا أن الجاذبية لا تؤدي بالضرورة إلى نقطة نهائية بكثافة لا متناهية، بل قد تؤدي إلى ارتداد مادي يُنتج كونًا جديدًا. ويؤكد أن 'أفق الحدث' للثقب الأسود يمثل حدود كوننا، وهو ما يمنعنا من رؤية ما خلفه.
ويتميّز هذا النموذج بدمجه بين النسبية العامة وميكانيكا الكم، دون الحاجة إلى أبعاد إضافية أو نظريات فيزيائية غير مثبتة. وتفيد قوانين الكم بأن المادة لا يمكن ضغطها بلا نهاية، وهو ما يجعل الارتداد أمرًا حتميًا في ظروف معينة.
وقال البروفيسور إنريكي غازتاناغا في تصريح لقناة 'GB News': 'لسنا مميزين، ولا نعيش بداية كل شيء من العدم، بل نحن جزء مندورة كونية دائمة، تشكلها قوى الجاذبية وميكانيكا الكم وتفاعلهما العميق'.
وقد أظهرت صور جديدة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي أن عددًا من المجرات الأولى تدور في اتجاه واحد أكثر من الاتجاه المعاكس، ما يشير إلى أن الكون ربما وُلد وهو يدور. ويدعم هذا الاكتشاف فرضية نشوء الكون داخل ثقب أسود.
ويعتقد علماء أن ' علم كونيات الثقوب السوداء ' قد يقدم أيضًا تفسيرًا لألغاز كبرى، مثل المادة المظلمة والثقوب السوداء العملاقة.
ما هي نظرية الانفجار العظيم؟
تفترض هذه النظرية أن الكون بدأ قبل نحو 14 مليار سنة من نقطة صغيرة شديدة الكثافة، ثم انفجرت وبدأ الكون في التمدد. في ذلك الوقت لم تكن هناك أرض ولا سماء، بل فقط طاقة وجسيمات أولية. وبمرور مئات الملايين من السنين ، بدأت النجوم والمجرات والكواكب، ومنها الأرض، في التشكل.النموذج الجديد يشرح كيف يمكن لسحابة من المادة، عند انهيارها، أن تصل إلى حالة كثافة عالية ثم 'ترتد' إلى الخارج، مما يولّد كونًا جديدًا.
لماذا تتعارض هذه الفكرة مع نظريات روجر بنروز؟
السبب هو 'مبدأ الاستبعاد الكمومي'، الذي يمنع جسيمين متطابقين من نوع 'الفرميونات' من شغل الحالة الكمومية نفسها. ووفقًا للدراسة، فإن هذا المبدأ يمنع ضغط المادة إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى توقف الانهيار وحدوث ارتداد.
المذهل أن هذا الارتداد لا يتطلب نظريات غريبة، بل يحدث ضمن قوانين الفيزياء المعروفة. والأكثر إثارة أن هذا الارتداد يُنتج مرحلتين من التمدد المتسارع: مرحلة تشبه التضخم الكوني المبكر، وأخرى تُشبه تأثير الطاقة المظلمة – وكل ذلك نتيجة طبيعية للفيزياء الكمية والنسبية.