لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
بعد أعوامٍ من سيطرة البساطة المُتمثّلة في 'المينيماليست ستايل' على ديكور المنزل، ها هي الأنماط الأكثر جرأةً، والأقمشة مُتعدّدة الطبقات، والألوان المُعبّرة والبارزة تطلّ برأسها؛ للتعبير أكثر فأكثر عن شخصيات الناس من خلال مساكنهم. تندرج نقشة البولكا دوت، أو النقشة المنقّطة، ضمن هذا الاتجاه؛ حيث تُضفي جماليةً بصريةً من دون أن تطغى على المساحة الداخلية. وسواء تعلُّق الأمر بوسادة منقوشة بالبولكا دوت، مرمية على الأريكة أو سجادة أو لوحة مطبوعة أو مفروشات السرير أو الستائر، تُضفي النقشة لمسةً أنيقةً ورُقياً أو مرحاً أو كلاسيكية أو حداثة، باختلاف الألوان المستخدَمة في تصميمها والأقمشة وأحجام النقاط.
لمحة تاريخية عن نقشة البولكا دوت
يرجع تاريخ نقشة البولكا دوت أو النقشة المنقطة إلى ما قبل تسميتها بهذا الاسم، أو استخدامها على نطاق واسع في الأزياء وديكور المنزل والمطبوعات؛ فهي واضحة في الطبيعة على الحيوانات والنباتات، مثل: ريش دجاج غينيا، والفهود، والخنافس، والفراشات، والضفادع، وحتى سماء الليل.
من جهةٍ ثانيةٍ، في اليابان، ومع تطوير صباغة شيبوري حوالي عام 756 ميلادياً، أدّى ذلك إلى إنشاء أنماط نقاط معقدة، أصبحت فيما بعد مرتبطة بأقمشة الكيمونو الراقية. وفي أفريقيا، تم صُنع القماش الطيني الذي يتميّز بأنماط منقّطة ومتعرجة مذهلة في وقت مبكّر من القرن الثاني عشر، بينما استخدم الباتيك الإندونيسي أساليب مقاومة الشمع لإنتاج تصاميم منقّطة. كما ابتكر الفنانون الأُستراليون الأصليون لوحات منقطة لعدة قرون؛ مما أدّى إلى إنشاء شكل فني فريد من نوعه.
إذن، على مَر التاريخ، ظهرت النقاط في رسومات الكهوف، وفنون الجسد القبلية، والوشوم المصرية؛ مما يدل على أهميتها الراسخة عبْر الثقافات.
لم تبدأ أوروبا باعتماد البولكا دوت كأنماط زخرفية إلا بعد انحسار أمراض العصور الوسطى. في هذا الإطار، جدير بالذكر أنه في أوروبا العصور الوسطى، حينما كانت الأمراض متفشية، والتدهور الاجتماعي منتشراً، كانت البولكا دوت تُذكّر الناس بالمرض، وتُثير مشاعر سلبية. عليكِ أن تتخيلي بقع الدم على منديل (في حال الإصابة بالطاعون الدبلي)، أو طفحاً جلدياً مُرقّطاً (أحد أعراض الجدري). ارتبطت النقاط في أوروبا في تلك الأيام بالظروف غير النظيفة والمَرضية. ولكن، مع الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، أصبح إنتاج البولكا دوت المتناظرة تماماً والمتباعدة بالتساوي ممكناً؛ مما أدى إلى ظهور الأنماط المألوفة والخالية من العيوب التي نعرفها اليوم.
لماذا ترجع نقشة البولكا دوت إلى الواجهة مجدداً؟
كانت نقشة البولكا دوت شائعة على مدار عقودٍ عديدة، ومنها أربعينيات القرن الماضي، وخمسينياته وستينياته. وفي الوقت الراهن، يبدو أن هناك حنيناً إلى هذه النقشة، التي تكتسب زخماً جديداً، وذلك في عروض مصممي الأزياء؛ فقد أصبحت النقشة راهناً، وكثيرة الحضور على الأزياء، وقطع الديكور أكثر جرأةً؛ فهي عبارة عن نقاط كبيرة على طبقات شفافة، أو مزيج من نقاط متعددة الأحجام في إطلالة واحدة، أو مدمجة بطبعات غير متوقعة (نقشة زهور رقيقة أو نقشة جلد الفهد). إشارة إلى أن موضوع الحنين مؤثّر في عالم الموضة، سواء تعلّق الأمر بالأزياء أو الديكور. لذلك، نلاحظ إعادة إحياء تصميمات قديمة بصورة دائمة، مع تحديث الأساليب، وجعلها مواكبة للعصر.
نقشة البولكا دوت وديكور المنزل
تُناسب نقشة البولكا دوت كلّ الغرف المنزلية، وهي قد تحلّ من خلال عناصر مختلفة الأحجام والاستخدامات، من أكسسوارات غرفة المعيشة إلى ستائر الحمام، مروراً بـأثاث المنزل، كالكراسي بذراعين المنجدة، التي أصبحت أقمشتها مزيّنة بنقاط صغيرة. وهذه الأخيرة تستطيع إضفاء لمسة من المرح، أو الأناقة تبعاً لطريقة توظيفها؛ فهي يمكن أن تكون رقيقةً أو جريئة. فمع توظيف النقشة المصممة باستخدام نقاط صغيرة ذات ألوان هادئة، يمكن إضفاء لمسة مميزة على الديكور. بالمقابل، يمكن إضفاء لمسةٍ قوية من خلال نقاط كبيرة بألوان متباينة.
وإذا كان ذوق صاحبة المنزل عصرياً أنيقاً أو متأثراً بالطراز القديم، يُمكنها إيجاد طريقة لاستخدام النقشة المذكورة. إليكِ مجموعة من أفكار الديكور تتقدّمها نقشة البولكا دوت:
أنماط رائجة من نقاط البولكا