لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٢
عندما قبضتُ راتبي الأوّل، شعرتُ ولأوّل مرّة في حياتي، أنّني حيّة ومُنتِجة وصاحبة قراري. فلَم يعُد أحد مسؤول عن إطعامي وإلباسي أو عليّ أن أكون مُدينة له أو مُتعلّقة بمزاجه. لا بل صِرتُ أخيرًا سيّدة نفسي. أعطَيتُ بعض المال لأهلي الذين توقّفوا فجأة عن ممانعة عمَلي بل صاروا يُشجعّوني على المثابرة. ضحكتُ في سرّي، فلِلمال قوّة شبه سحريّة تستطيع تغيير النفوس بلحظة. وكان السيّد مجد جادًّا حين قال إنّ الراتب جيّد، فهو كان يدري أنّ عليه أن يُدلِّل خيّاطاته ليحصل على النتيجة المرجوّة وإلا توقّفَ عمله وخسِرَ شهرته.
بعد أشهر، زفَّيتُ لأهلي خبَر إيجادي شقّة صغيرة ونيّتي الإنتقال وأولادي إليها. فكان دوام عمَلي نهاريًّا، أيّ أنّني أتركُ المشغل في الوقت المُناسب لأكون في البيت عندما يعود أولادي مِن المدرسة. كنتُ قادرة على الإعتناء بهم مِن دون مُساعدة أحد، وهذا ما كنتُ مُصرّة عليه. فيُمكنُ للمرأة أن تكون أمًّا ورّبة منزل ويكون لها في الوقت نفسه عمل. كفى استهزاءً بقدراتنا!
الشقّة لَم تكن بعيدة عن بيت أهلي أو مدارس الأولاد... أو عن ميرفَت التي صارَت عزيزة وُمهّمّة للغاية بالنسبة لي. كنتُ أستمدُّ منها قوّتي وفرَحي وآمالي ويا ليتَ أمثالها كثيرات!
خبَر خروجي مِن البيت الأهليّ وصَلَ إلى أذنَي وائل، زوجي السابق، ولَم يُسَرّ كثيرًا. لِذا، جاء يدقّ بابي بعد عودتي مِن عمَلي وقبل وصول الأولاد. تفاجأتُ به كثيرًا، فلَم أرَ وجه الخائن منذ حوالي السنتَين. هو قال لي ولا يزال واقفًا عند الباب:
ـ جئتُ أرى أولادي.
ـ ليسوا هنا. الآن تذكَّرتَهم؟ فأنتَ لَم تسأل عنهم ولو مرّة واحدة!
ـ ألا أبعثُ لهم المال؟
ـ أنتَ لستَ فقط زوجًا سيّئًا، بل أب فاشل.
ـ هذا ليس حديث زوجتي الجديدة! فهي ممنمّة منّي كثيرًا. إنّها حامل الآن.
ـ بالطبع هي حامل، فالمرأة بالنسبة لك هي مكنة تفقيس.