لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
تمكّن العلماء أخيرًا من تحديد موقع القارّة الثامنة المفقودة، والتي هي بالكاد مرئيّة فوق الأرض، والتي كانت مختبئة عن الأنظار لأكثر من 100 مليون عام. تدعى هذه القارة زيلانديا، وإنّها تغطّي حوالي 5 ملايين كيلومتر مربّع، و94٪ منها يقع تحت الماء في المحيطات، وإنّها أكبر قارّة مجهريّة نشطة معروفة على الكوكب.
لقد كانت في يوم من الأيّام جزءًا من القارة العملاقة القديمة جندوانا، ولكنّها بدأت في التصدّع منذ حوالي 100 مليون عام، والهبوط تحت الضغط التكتوكيّ، ولم يظهر منها سوى قممها، وقد قدّمت الدراسات الجيولوجيّة الحديثة أدلّة تدعم اعتبارها قارّة. وشملت هذه الدراسات أخذ عيّنات من الصخور فيها، ورسم خرائط، وتفسير البيانات الزلزاليّة، والتي تمّ التوصّل من خلالها إلى نتائج أظهرت أنّ زيلانديا تتمتّع بخصائص تجعل منها قارّة، وهي جيولوجيا مستقلّة، وقشرة سميكة، وحدود مميّزة. فبينما اعتبر العديد من الجيولوجيّين لعقود أنّ هذه المنطقة المغمورة بالمياه قارية بطبيعتها، لم يكن تصنيفها كقارة مستقلة مقبولًا على نطاق واسع، إذ أشار الكثيرون إلى أنّ هذه التلال والهضاب تحت الماء مجرد شظايا. لكن البيانات الحديثة غيّرت هذا المنظور، حيث استخدم الباحثون علم التأريخ الجيولوجي، وهو أسلوب يحدد أعمار الصخور من خلال التحلل الإشعاعي، لوضع جدول زمني لتكوين المنطقة. وقال الباحثون: «من خلال تأريخ هذه الصخور ودراسة الشذوذ المغناطيسي الذي تُمثله، تمكنا من رسم خريطة للوحدات الجيولوجية الرئيسية في شمال زيلانديا».
ما زالت أجزاء كبيرة من زيلانديا غير مُستَكشفة، ومن المُرَجَّح أن تكشف تقنيّات مثل التصوير الزلزاليّ والحفر في أعماق البحار، المزيد من التفاصيل عنها. ورغم أنّه توجد عدة مناطق على كوكب الأرض كقارات صغيرة أو شظايا مغمورة، إلا أن زيلانديا تتميز بحجمها واكتمالها.