فيتامينات الشعر التي يروج لها المشاهير.. هل تعمل فعلا؟

ربما إن سألتِ أي من المهتمات بعالم الموضة والجمال عن فيتامينات الشعر التي يروج لها المشاهير على السوشال ميديا، فسيؤكدن لك أن هناك بالفعل كثير من المؤثرين والمشاهير الذين يروجون لهذا النوع من الفيتامينات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم جيمس تشارلز، فانيسا هادجنز وأفراد عائلة كارداشيان.

ومع ذلك، فإن الجدل ما يزال مثارا حول تلك الفئة من الفيتامينات التي يروج لها المشاهير، وثبت على سبيل المثال أن مكملات البيوتين تحظى ببعض التأثير على صحة نمو الشعر والأظافر، طبقا لدراسة نشرت في 2017 باحدى الدوريات الطبية.

لكن الدراسة تحدثت عن 18 حالة فقط تعرضت لبعض التغيرات عند استخدام البيوتين، بما يعني أنه من الضروري تذكر أن البحوث حول تلك الفيتامينات لا تزال محدودة.

كما خلص الباحثون عبر تلك الدراسة إلى نتيجة مفادها أنه لا توجد أدلة كافية تبين ضرورة قيام الأشخاص الأصحاء بتناول مكملات البيوتين. ونستعرض فيما يلي آراء الخبراء المتخصصين في تلك فيتامينات الشعر وكل ما يتعلق بايجابياتها وسلبياتها.

نعلم جميعا أن تلك الفيتامينات يتم تعبئتها في علب وعبوات جميلة الشكل، لكن سامانتا كوغان، مدير البرنامج التعليمي في التغذية وعلم التغذية بجامعة نيفادا في لاس فيغاس، أوضحت أن المكونات الموجودة بالداخل تفوق في الأهمية التعبئة والتغليف.

ونوه الخبراء إلى أن معظم أشكال فيتامينات الشعر تحتوي على بيوتين وسيليكون باعتبارهما المكونات الأساسية ، ومعروف أن البيوتين عنصر غذائي رئيسي في الأطعمة ومكملات الفيتامينات، وهو أحد فيتامينات بي، ويحظى بأهمية بالنسبة لتعديلات هيستون، تنظيم الجينات وإشارات الخلايا.

وبينما يوجد عدد محدود من الدراسات التي تقول إن بمقدوره البيوتين تعزيز صحة الشعر والأظافر، فإنه لا تزال هناك حاجة لاجراء المزيد من البحوث. وبعيدا عن البيوتين، تضاف فيتامينات أخرى لتلك المنتجات على أمل تعزيز صحة الشعر والأظافر، ومنها فيتامينات سي، إيه، إي، بي 12 والثيامين، الذي يعرف أيضا بفيتامين بي 1، ويلعب دورا رئيسيا في دعم نمو الأظافر وتعزيز وظائفها، كما أنه آمن بالنسبة للاستهلاك الآدمي في الأخير.

عاودت هنا دكتور كوغان لتقول إنه من الضروري أيضا البحث عن مكونات الفيلر التي يمكن اضافتها بمنتجات تعزيز صحة الشعر، ومن هذه المكونات دقيق الأرز، والمنتجات التي تستخدم مصطلحات مثل 'مزيج خاص'، ولا تفعل شيئا لجسمك في الغالب. ولفتت كوغان إلى أن دقيق الأرز ما هو إلا فيلر لا يحظى بفوائد صحية، كما أن مصطلح 'مزيج خاص' ما هو إلا مصطلح فضفاض للغاية لا يوضح ما يحتويه المنتج، كما أنه طريقة يستخدمها المصنعون لحماية أنفسهم من الناحية القانونية.

تلك الفيتامينات تقابل إشكالية أخرى متعلقة بموثوقيتها، حيث أوضحت دكتور كوغان أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية غير مصرح لها بمراجعة المكملات الغذائية للتأكد من سلامتها وفعاليتها. وبدلا من ذلك، تكون الجهات المصنعة والموزعة هي المسؤولة عن سلامة منتجاتها قبل أن يتم طرحها للمستهلك في الأسواق.

حتى وإن كانت هناك شهادات عضوية ملصقة على عبوات تلك الفيتامينات، فهي في الحقيقة لا تعني أن تلك الفيتامينات ستساعدك على تعزيز نمو شعرك في نهاية المطاف.

والحقيقة التي يجب أن تعرفيها أن فيتامينات الشعر لن تعمل بين عشية وضحاها، فعملية نمو الشعر تأخذ وقتا طويلا بالفعل، ويتراوح النمو من ربع لنصف بوصة في الشهر.

ما تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات للوقوف على حقيقة فعالية البيوتين في تعزيز صحة الشعر، وما يجب معرفته كذلك هو أن ليس كل الماركات يمكنها أن تعمل بشكل جيد مع جسمك، فضلا عن أهمية التركيز على تناول حمية متوازنة مليئة بالأطعمة الكاملة، لأن تناول الأطعمة الغنية بالبيوتين (مثل البيض، الجبن، اللوز) يمكن أن يساعد على تعزيز صحة الشعر، البشرة والأظافر، بالإضافة للتركيز على الأطعمة الغنية بالكولاجين مثل مرق العظام الذي يدعم صحة الجلد والمفاصل.

رغم أن فيتامينات الشعر قد تحظى بأفضلية لدى المشاهير، لكن لا توجد سوى قليل من الدراسات المنشورة التي تبين أن المكونات التي تشملها تلك الفيتامينات (وهي البيوتين والكولاجين وغيرهما) تحظى بأي تأثيرات ايجابية على نمو الشعر، لذا ينصح الخبراء بأهمية الحصول على العناصر المغذية من الأطعمة الكاملة بدلا من ذلك، خاصة وأنها أرخص أيضا من المكملات، التي تحوي إضافات غير مرغوب فيها.