لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
يحتضن 'معهد العالم العربي في باريس' معرض 'كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ'، الذي يستقبل زواره حتى نهاية شهر نومفبر/ تشرين الثاني المقبل، بهدف إعادة الاعتبار لتراث غزة الذي تعرض للتخريب والتدمير، بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، وهو ما أدى تالياً إلى اندثار تاريخ عمره يقارب خمسة آلاف عام.
تفاصيل معرض 'كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ'
يسعى معرض 'كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ'، بحسب مشرفته إلودي بوفار، إلى إحياء الذاكرة الثقافية للمنطقة وإبراز عمقها الحضاري الذي طمرته الحرب، ويعد الأول من نوعه في فرنسا بشهادة رئيسه جاك لانغ، وهو يعرض أكثر من 130 قطعة أثرية تشهد على تاريخ غزة الطويل الممتد على مدى ثماني حضارات مختلفة.
والمجموعات المعروضة مستمدة من التنقيبات الأثرية لفرق فرنسية وفلسطينية عملت معاً في غزة منذ 1995، بإشراف عالم الآثار الفرنسي القس الدوميناكي جان باتيست همبير (84 سنة)، يعود أقدمها إلى العهد البرونزي، أي 3200 سنة قبل الميلاد، وأحدثها من العهد العثماني في نهاية القرن التاسع عشر: منها التماثيل والأحجار والجرار والقطع النقدية، ومنها ما يحمل قيمة تاريخية كبيرة كوعاء فخاري يعود إلى أربعة آلاف عام وفسيفساء بيزنطية تعود إلى القرن السادس، وتمثال لأفروديت كشاهد على التأثيرات الهلنستية في المنطقة.
المعرض رفع النقاب أيضاً عن القصة المذهلة لهذه القطع الأثرية التي حلّت في باريس قادمة من سويسرا، حيث ظلّت عالقة في منطقة جنيف الحرة لمدة تناهز 17 عاماً في انتظار عودتها إلى موطنها الأصلي، بعد أن عُرضت في متحف جنيف في 2006. القطع التي لم يعرض منها في باريس سوى 150 من أصل 529 لم تتمكن من العودة إلى غزة بسبب الحصار وعرقلة السلطات الإسرائيلية، وكان مصممو المعرض قد اختاروا عرضها في قواعد معدنية مثبتة على عجلات وكأنها مستعدة للرجوع إلى الوطن في أي لحظة في مفارقة محزنة بين النفي القسري الذي تعرضت له هذه الكنوز الأثرية التي تنتظر في المنفى منذ 17 عاماً.
وتضمن المعرض أيضاً جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد داخل دير القديس هيلاريون، الذي شُيّد عام 329 ميلادياً، ويُعد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وقد أُدرج على قائمة الممتلكات الثقافية المحمية دولياً من قبل 'اليونيسكو' في يوليو/ تموز 2024. وإن كان من الصعب إجراء جرد دقيق لكل المعالم الأثرية التي تعرضت للدمار منذ بداية الحرب على غزة إلا أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو) رصدت استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية الأضرار التي لحقت بأكثر من 94 موقعا أثريا في القطاع.
من هذه المعالم المسجد العمري الكبير، الذي شُيّد عام 700 ميلادياً على أنقاض كنيسة بيزنطية، وتحول لاحقاً إلى كنيسة في عهد الصليبيين ثم أعيد مسجداً في زمن المماليك، قبل أن يتوسع في الحقبة العثمانية، حيث تعرض للقصف مراراً، وكان آخرها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023، حيث تعرضت مئذنته لأضرار جسيمة، إضافة إلى متحف قصر الباشا الذي يضم قطعاً من العهود: اليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي، وتعود بنيته إلى القصر المملوكي في زمن الظاهر بيبرس، ويعرف أيضا باسم 'قلعة نابليون'؛ لأن نابليون بونابرت أقام فيه ثلاثة أيام خلال رحلته لمصر. وقصفته قوات الاحتلال الإسرائيلية ودمرت أجزاء كبيرة منه في ديسمبر/ كانون الأول 2023، إضافة إلى تدمير الكنيسة البيزنطية وكنيسة القديس برفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم.