أشهر المعالم السياحية الإسلامية حول العالم

تستقطب المعالم السياحية الإسلامية الكثير من الزائرين من دول العالم المختلفة، لما تحمله من تاريخ ثقافيّ وحضاريّ وضعها على قائمة أهم الوجهات العالميّة.

ما قبل زيارة بعض المعالم الإسلاميّة لن يكون كما بعدها لمن يهتم باستكشاف الحضارات، وجدران وأحجار كلّ منها تشهد لذلك، وتعد بمغامرة فريدة إلى قرون عديدة على مرّ التاريخ، للتعرّف أكثر على ما تكتنزه من روايات وراء بنائها وصمودها. هي أماكن ستأخذك مخيّلتك إليها فور رؤيتك صورها، ومن هنا، سيروادك شعور قويّ بأهميّة زيارتها لتريْنها عن كثب، وتغوصين أكثر في تاريخها الثريّ، وفي الوقت نفسه تتعرّفين على إرث البلاد الموجودة فيها وثقافتها. إنّها منتشرة في أماكن مختلفة من كوكبنا، ومن بينها، اخترنا لك أكثرها شهرة، لتحجزي لها على قائمة مخطّطاتك المقبلة مكانًا.

في العام 1996، بوشِرت عمليّة بناء جامع الشيخ زايد في أبو ظبي، وبعدها بـ 11 عامًا، أي في العام 2007 تمّ افتتاحه حيث أقيمت فيه أوّل صلاة جمعة بمناسبة عيد الأضحى، رغم أنّ بناءه انتهى في العام 2008. يتميّز الجامع بهندسته المستوحاة من الطراز المعماريّ العثمانيّ والمملوكيّ والفاطميّ، وإنّه يتّسم بنظام إضاءة يعكس أطوار القمر، حيث ينشر أضواءه التي تتغيّر ليلًا وفقًا لطور القمر على الجدران الخارجيّة للمسجد. أمّا تصميمه الداخليّ، فتظهر فيه البراعة من حيث المداخل المُقَوَّسة والثريّات المُطَعَّمة بالذهب والتفاصيل الهندسيّة المستوحاة من الطراز الكلاسيكيّ لبلدان الشرق الأوسط والتصميم العصريّ وأعمدة مُطَعَّمة بالأحجار شبه الكريمة مثل اللازورد والجمشت. تطلّب بناء هذا الصرح الدينيّ جهود حوالي 3،000 عامل من 38 شركة تمّ التعاقد معها، إلى جانب حرفيّين بارعين من الهند ومصر والصين وباكستان وتركيا وألمانيا والمملكة المتّحدة، وتمّت صناعة سجّادة الصلاة، الأكبر في العالم، يدويًّا على يد 1،300 حرفيّ إيرانيّ.

الصورة من Pexels

يشهد موقع 'جانتار مانتار' على الإبداع الهندسيّ والبراعة في الاستكشافات الفلكيّة خلال عصر 'راجبوت' الذي كان في أوائل العصور الوسطى. لقد بُنيَ هذا المعلم على يد المهراجا 'جاي سانغ الثاني'، ملك 'راجبوت' ومؤسّس مدينة 'جايبور'، في العام 1724، والذي كان عالمًا مهمًّا وامتلك اهتمامًا كبيرًا بكلّ ما يتعلّق بالفلك، وأراد أن ينشر العلوم الإسلاميّة في الهند لشدّة تأثّره بها. فمن شكل هذا النصب، يمكن معرفة مدى اهتمامه بالأجرام السماويّة، وقد بنى ثلاثة مراصد أخرى مشابه له في كلّ من 'أوجاين' و'ماثورا' و'فارانسي' للمساعدة في دراسة الفضاء والوقت.

الصورة من انستغرام

رغم مرور حوالي 800 عام على بنائه، ما زال قصر الحمراء الواقع في مدينة غرناطة الإسبانيّة، واحدًا من المعالم التي تعكس الهندسة المعماريّة الفائقة الجمال، بقد بُنيَ في القرن الثالث عشر ميلاديّ على الطراز الإسلاميّ، ليكون حصنًا يدافع به شعب 'بنو الأحمر' عن مدينتهم. بدأ العمل على بناء القصر بأسواره الحصينة وأبراجه العالية في العام 1238، لكن تشييد الموقع بأكمله استمرّ على مدار 150 عامًا، حيث إنّ الأمراء الذين تولّوا الحكم أجروا تعديلات وإضافات عليه طيلة هذه المدّة. إنّه يتميّز بنوافذ مقوّسة ذي زجاج ملوّن تسمح بدخول أشعّة الشمس بأشكال خماسيّة وسداسيّة تحوّل الضوء إلى آيات، وقد صمد أمام الجيش الفرنسيّ الذي دخل المدينة في أوائل القرن التاسع عشر، وأمام الزلازل الكثيرة التي تعرّضت إليها المدينة.

استغرق بناء مسجد السلطان عمر علي سيف الدين 4 سنوات حتّى الانتهاء منه في العام 1958، وهو يمزج بين الطراز الإسلاميّ المغوليّ في الهند واللمسات الماليزيّة الإيطاليّة. يشكّل هذا المعلم رمزًا إسلاميًّا مهمًّا للبلاد، وواحدًا من أهم المعالم السياحية الإسلامية في العالم، وإنّه يتميّز بقبّة مغطاة بالذهب، وبأعمدة رخاميّة وأقواس تجسّد براعة هندسيّة استثنائيّة. وقد تمّ استيراد المواد المُستَخدَمة لتنفيذ ديكوره، من أنحاء مختلفة من العالم. فالغرانيت من شانغهاي، والزجاج الملوّن والثريّات الكريستاليّة من إنكلترا، والسجّاد الفاخر من المملكة العربيّة السعوديّة.