لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
في زمن تتسارع فيه صيحات الموضة، وتتنوّع الألوان والتصاميم الجريئة، ومع اشتداد المنافسة بين أبرز المصممين، يحرص مصمم الأزياء السوري علاء سركيس على تقديم رؤيته الخاصة من خلال فساتين تحمل بصمته وتعكس إلهامه الفني.
وقد ارتدت تصاميمه نخبة من النجمات، ونالت إعجابًا واسعًا، كان آخرها إطلالة لافتة للفنانة نظلي الرواس في إحدى الحفلات، والتي حصدت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
علاء سركيس... قصة نجاح ورؤية مستقبلية
في حوار خاص مع 'فوشيا'، يكشف المصمم علاء سركيس عن تفاصيل مسيرته، ومصادر إلهامه، وأبرز المحطات التي شكّلت هويته في عالم الأزياء.
ما الذي يشكّل مصدر إلهامك الحقيقي؛ الأشخاص، المدن، التفاصيل الصغيرة، أم حالتك النفسية؟
مصدر إلهامي الحقيقي يتغيّر ويتجدّد باستمرار. أحيانًا، تكون التفاصيل الصغيرة كفيلة بتحريك فكرة كاملة داخلي أو لحظة مزاجية، أو نغمة موسيقية.
الإلهام بالنسبة لي هو شعور قبل أي شيء آخر. التفاصيل الدقيقة تأسرني، لكنها غالبًا ما ترتبط بحالة نفسية عميقة أو بلحظة إنسانية صادقة. قد تكون مدينة، شخصًا، أو حتى ضوء معين في لحظة غروب، كلها يمكن أن تولد فكرة. لكن ما يحدد طريقة ترجمتها إلى تصميم، هو كيف أرى الحياة من خلالها.
ما أكثر لحظة غير متوقعة ألهمتك لتصميم مجموعة كاملة؟
في بداياتي، كنت أتجوّل كثيرًا في أزقّة الشام القديمة، أراقب التفاصيل المحيطة بي، من القناطر، إلى الشبابيك الخشبية، والألوان الهادئة التي تزين بيوت دمشق.
وفي لحظة معيّنة، وقفت أمام واجهة بيت قديم، كان كل ما فيه أنيقًا من دون مبالغة... بسيط، لكن يحمل هيبة وأنوثة من نوع مختلف.
حينها شعرت برغبة عميقة في تصميم أول مجموعة تجسّد المرأة الشرقية، القوية، المليئة بالأنوثة والكلاسيكية في آنٍ معًا. كانت دمشق هي الشرارة الأولى، وكل ما جاء بعدها كان امتدادًا لتلك الروح.
هل تصمّم للمرأة كما تراها في الواقع، أم كما تحب أن تراها؟
أنا أصمّم للمرأة كما أحب أن أُبرزها... بكل قوتها، نعومتها، وتناقضاتها. أراها أشبه بلوحة فنية متحرّكة، ومن خلال تصاميمي أحاول أن أجعل كل قطعة تعبّر عن جزء من هويتها العميقة، لا عن شكلها الخارجي فقط.
من النجمات اللواتي يرتدين تصاميمك وتشعر أنهن يُجسدن روح علامتك؟ ولماذا؟
هناك العديد من النجمات المبدعات في التعبير عن شخصيتهن من خلال الأزياء، لكن على سبيل المثال، نسرين طافش وأمل بوشوشة تملكان روحًا تجمع بين الأنوثة القوية واللمسة الشرقية الراقية، وهذا تمامًا ما يُجسّد جوهر علامتي.
هل تختلف طريقة تصميمك عندما تعرف أن الإطلالة ستكون لنجمة على السجادة الحمراء؟
بالتأكيد. السجادة الحمراء هي مسرح بصري، وكل تفصيلة فيها محسوبة بدقّة. أحرص على أن يعكس التصميم شخصية النجمة، ويترك بصمة واضحة، ويكون فيه عنصر لا يُنسى... سواء من خلال قصة الفستان، حركته، أو تطريزٍ غير تقليدي.
ما الإطلالة التي صمّمتها وشكّلت قفزة في مسيرتك؟
كانت إطلالة لفنانة عربية شهيرة خلال مهرجان دولي. استوحيت الفستان من الأرابيسك الدمشقي، لكن بروح معاصرة تواكب الزمن. الانتشار الواسع الذي حققته الإطلالة على مواقع التواصل الاجتماعي كان لحظة مفصلية في مسيرتي... الكل بدأ يتساءل: 'من صمّمه؟'
في ظل التركيز الإعلامي الكبير على ما ترتديه النجمات، هل يربكك هذا الضغط أم يحفزك؟
بالعكس، هذا النوع من الضغط يُشعل الحماس بداخلي. عندما تعلم أن ملايين الأشخاص سيرون قطعة من تصميمك، تشعر بمسؤولية أجمل تدفعك لأن تكون أكثر صدقًا، وأكثر إبداعًا، وأكثر دقة.
من النجمة التي تحلم بأن ترتدي من تصاميمك ولم تتحقق الفرصة بعد؟
أحلم بأن ترتدي سلمى حايك تصاميمي. فهي تملك مزيجًا رائعًا من الجذور، والجاذبية، والثقافة... وأشعر بأنها تُجسّد العديد من العناصر التي تعبّر عنها علامتي.
كيف تنظر إلى مسؤولية المصمم تجاه البيئة والاستدامة؟
الاستدامة اليوم لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة. كوني مصممًا يعني أنني أتحمّل مسؤولية الحد من الأثر البيئي لصناعتي. أحرص على استخدام خامات طبيعية، وتقليل الهدر ، وأمنح التطريز اليدوي مكانته الحقيقية؛ لأنه يحمل في طيّاته فنًا ووعيًا في آنٍ معًا.
في زمن الانفتاح والجرأة، هل ما زال هناك ما يُسمى “خط أحمر” في الموضة؟
الخط الأحمر اليوم هو الذوق، لا الجرأة بحد ذاتها. أنا مع حرية التعبير في الأزياء، لكن ضمن إطار يحترم الجمال، والفن، والهوية الثقافية.
لو طُلب منك تلخيص موضة صيف 2025 في ثلاث كلمات، ماذا تقول؟
هواء، حرية، وهُدوء لوني.
مؤخرًا كان لك تعاون مع لبلبة، كيف كانت كواليس هذا التعاون؟ وما خصوصية التعاون مع اسم فني عريق؟
لبلبة أيقونة بحد ذاتها. تعاملها كان يجمع بين التواضع الجميل والاحترافية العالية. كواليس التعاون كانت مليئة بالطاقة الإيجابية، وكانت تعرف تمامًا ما يناسبها؛ ما سهّل عليّ كمصمم المزج بين الكلاسيكية والعصرية في إطلالتها.
هل من الممكن أن نرى تعاونات مستقبلية تجمعك بفنانين من الزمن الجميل؟
بكل تأكيد. أنا مؤمن بأن فنانين الزمن الجميل هم كنوز من الإلهام. هناك مشاريع قيد النقاش حاليًا، وآمل أن تبصر النور قريبًا، لتكون بمثابة تحية وفاء لتلك الأسماء التي صنعت المجد الفني.