لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢١
لا شك أن الولادة عادة ما تنطوي على بعض الألم والوجع، لكن مع تطور تقنيات الطب الحديث، بدأت تظهر خيارات وطرق يمكن السيطرة بها على مشاعر الألم التي تصاحب الولادة، وتجعل من تلك اللحظات خالية من أي ألم حتى خروج الطفل للحياة.
وتتم السيطرة على أغلب الوجع أثناء المخاض عبر نوع من أنواع التخدير الناحي يعرف بـ 'تخدير فوق الجافية' الذي يسهل الولادة بدون ألم، وهو الإجراء الذي يعني بتخدير المنطقة من الخصر إلى أسفل. ولك أن تعلمي أن قرار الخضوع لهذا النوع من التخدير هو قرار شخصي جدا، وأن اختيارك قد يتغير حتى خلال عملية الولادة. ونستعرض فيما يلي ايجابيات وسلبيات ذلك الإجراء لمساعدتك على اتخاذ قرارك.
بينما كانت تجرى الولادات بدون هذا النوع من التدخل الطبي منذ آلاف السنين، لكن بشكل عام، يحظى هذا الإجراء بالقدرة على تغيير تجربة الولادة وتحويلها من تجربة شاقة وصعبة إلى تجربة مريحة وهادئة نسبيا. كما يفيد هذا الإجراء حال علق الطفل أثناء الولادة وكانت هناك حاجة لسحبه باستخدام ملقاط أو أدوات أخرى، حيث لن تشعر الأم بأي شيء حال تعرضها للولادة بهذا الشكل الذي يكون مؤلما.
كانت هناك بحوث في السابق تشير إلى أن الخضوع لهذا الإجراء في بداية المخاض قد تزيد من فرص خضوع المرأة لعملية قيصرية طارئة، والحقيقة، وفق ما أظهرته البحوث الجديدة، هو أن ذلك الأمر غير صحيح، وأن ذلك الإجراء لا يزيد من خطر خضوع المرأة لعمليات قيصرية طارئة، طالما تخضع المرأة لرقابة طبية جيدة.
أظهرت الدراسات أن الخضوع لهذا الإجراء يطيل مرحلة دفع الطفل خارج الرحم، لأنه يخدر المنطقة من الخصر للأسفل، مما يزيد من صعوبة الدفع بصورة فعالة.
ثبت أن ردة فعل جسم المرأة لآلية تسكين الألم قد تساعد بالفعل على دفع الطفل للخارج، إذ أن الخضوع لهذا الإجراء وسط المخاض يساعد في التخلص من كثير من التوتر، ما يساهم بالتبعية في تسريع الجزء الثاني من المخاض وخروج الطفل.
تشير بعض الأدلة البحثية إلى أن النساء اللواتي يخضعن لهذا الإجراء يكن أكثر عرضة للإصابة بحمى أثناء المخاض، وهو ما يعني في الغالب أن الطفل يعالج دون داعٍ بالمضادات الحيوية. وفي حين أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية ليس أمرا مثاليا على الإطلاق، لكن هذا لا يشكل خطورة في واقع الأمر. لكن عند الخضوع لهذا الإجراء، يجب أن يكون الطبيب مستعدا لتلك الاحتمالية كي يجيد التعامل معها، لذا لا داعي للقلق، حيث أن المخاطر هنا على طفلك تكاد تكون معدومة.
أكبر خطر يهدد الأم عند الخضوع لذلك الإجراء هو الشعور بصداع في مرحلة ما بعد الإجراء، لكن التقديرات تشير إلى أن احتمال حدوث ذلك يتراوح من 1 إلى 3 % فقط.
صحيح أن حدوث تغيرات على خطتك الأصلية المتعلقة بالولادة قد تربكك وتثير إحباطك، لكن من الضروري أن تكوني متفتحة ومتقبلة للمستجدات، لأنه لا يمكن ضمان شيء أثناء الولادة، ومن ثم من الصواب الإنصات للطبيب والأخذ برأيه في الأخير.