لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
هل تساءلتِ يوماً عن أفضل الوجهات العالمية التي تقدم لكِ تجربة طعام لا تُنسى؛ تأخذكِ في رحلة عبر نكهات وأطباق لا مثيل لها؟ من أين تبدئين رحلتكِ عندما تبحثين عن تجربة طهي تجمع بين الثقافة والتقاليد والابتكار؟ هل تفضلين الأطباق التقليدية التي تعكس روح المكان، أم تميلين إلى المأكولات التي تدمج بين فن الطهي العصري والتقنيات الحديثة؟ في عالم مليء بالخيارات، كيف تختارين أفضل الأماكن التي تستحق زيارتكِ كعاشقة للطعام حول العالم؟ تقدم المدن الكبرى تجارب طهي مختلفة؛ تجمع بين التنوع والغنى الثقافي.
سان سيباستيان
سيجد المسافرون المتجهون إلى سان سيباستيان في إسبانيا مدينة تنبض بالثقافة الباسكية، وتحيط بها الشواطئ الذهبية والتلال الخضراء الوارفة. لكنَّ هناك سبباً واحداً مقنعاً لزيارتها يتفوق على كل الأسباب الأخرى؛ البينتشوس، هذه اللقيمات الصغيرة المعروفة خارج بلاد الباسك باسم 'تابا'. كانت البينتشوس في الأصل عبارة عن سندويتشات مفتوحة صغيرة الحجم، لكنها اليوم تتجسد في أشكال متنوعة؛ من تلك التقليدية التي تُقدم على شرائح الخبز مع تكديس المكونات فوقها، إلى إبداعات فن الطهو الجزيئي بنكهات تخالف ما تراه على طبقكِ. من الصعب تحديد المفضلات، لكن أبسط الأصناف غالباً ما تكون الأكثر إذهالاً؛ هليون أبيض مقلي، تارت التونة والأنشوجة، أو فطر مطهو بالثوم. وللتمتع بتجربة كاملة للبينتشوس وسان سيباستيان؛ خُذي يوماً هادئاً تتجولين فيه بالمدينة ومحيطها مع قيلولة بعد الظهر، ثم انطلقي حوالي الساعة التاسعة مساءً.
كوالالمبور
من أكثر الجوانب إثارة عند زيارة كوالالمبور هو التجول في شوارعها، والعثور على مراكز طعام الباعة الجائلين، المختبئة في ظلال ناطحات السحاب الشاهقة، حيث تكتمل تجربتكِ عندما تتذوقين طبق كاري لاكسا الغني والكريمي. في شارع مادراس، ستجدين أكشاك كاري لاكسا تتنافس لجذب انتباهك. اختاري الكشك الذي يقف أمامه أطول طابور، وعندما تحصلين على وعائك؛ اجلسي على كرسي بلاستيكي، وانطلقي في طقوس التلذذ. ارجعي في اليوم التالي وجرّبي نسخة الكشك المجاور. ستجدين مزيجاً قوياً من التوابل والنكهات؛ مثل الكركم الطازج، الفلفل الحار، والمكسرات الشمعية، ومعجون الروبيان؛ تدخل في تركيبة الكاري، والتي عند مزجها مع حليب جوز الهند؛ تُنتج اللون البرتقالي الناري المميز لحساء النودلز.
طوكيو
تقدّم اليابان مجموعة مذهلة من تجارب الطعام التي تثير الإعجاب، وقليل منها يضاهي تجربة تذوّق السوشي في طوكيو. إذا كنتِ ستتناولين السوشي في طوكيو؛ فاذهبي إلى مطعم Sukiyabashi Jiro أو Sushi Saito، لكن قوائم الانتظار الطويلة جداً لدخول أي من المطعمين قد تُفقد التجربة بعضاً من بريقها. لكن في حال لم يحالفك الحظ، لا تقلقي؛ فهناك العديد من مطاعم السوشي الرائعة في طوكيو تقدم تجارب لا تُنسى بدون الحاجة للانتظار. من الأمثلة على ذلك Mantensushi Marunouchi وJūzō Sushi. معظم طهاة السوشي في المطاعم الراقية يقدمون السوشي بأسلوب أوماكاسي؛ أي أنكِ تتركين الأمر للطاهي وهو يختار ويحضّر ويقدّم لكِ السوشي كما يراه مناسباً. لكن لا تسترخي تماماً، فهناك قواعد إتيكيت يجب اتباعها؛ أولاً، عندما توضع قطعة السوشي الطازجة أمامك؛ التقطيها بيديك بدلاً من استخدام العيدان، ولا تغمسيها في صلصة الصويا أو تطلبي 'وسابي' إضافي؛ لأن الطاهي يكون قد قام بتتبيلها مسبقاً، وتغيير النكهة قد يُعد تقليلاً من شأن مهارته. بين القطع، يمكنكِ استخدام العيدان لتناول الزنجبيل المخلل، واستعمال منشفة اليد oshibori لتنظيف أصابعك. خذي وقتك وتفاعلي مع الطاهي؛ فالأجواء حميمة وتشكّل فرصة مثالية لتتعلّمي المزيد عن هذا الفن الطهوي العريق. ولا تنسي أن تولي اهتماماً للأرز بقدر اهتمامك بالسمك؛ فطهاة السوشي المحترفون يقضون سنوات في إتقان تحضير الأرز، ويعتبرونه عنصراً لا يقل أهمية عن أي مكون آخر. استمتعي بكل لحظة بالتقاليد، المهارة، الاحترام، والخدمة، فكلها تشكّل جوهر تجربة الطعام اليابانية الأصيلة.
تكساس
عند السفر إلى ولاية تكساس الأمريكية، ستكتشفين بسرعة شيئاً مهماً عن السكان المحليين؛ إنهم خبراء حقيقيون في اللحوم المشوية. لذا، عندما ترينهم يصطفون لساعات، قد تصل إلى أربع أو أكثر من أجل الحصول على وجبة شواء، فلا بدّ أن تكون مميزة.
بانكوك
انطلقي في شوارع بانكوك واستعدي لتجربة حسية ساحرة، فبينما ستدهشك مناظر العاصمة التايلاندية؛ ستعيشين تجربة لا تقل إثارة عندما تتذوّقين طبق سوم توم، أو سلطة البابايا الخضراء. سوم توم هو انفجار نكهات؛ حامض، مالح، حلو وناريّ بحدة، كما أنه يتميز بقوام فريد، يجمع بين قرمشة الفول السوداني وشرائح البابايا والجزر الخضراء الباردة والروبيان الصغير الحلو والطماطم العصيرية. يُباع هذا الطبق في أكشاك الطعام في جميع أنحاء تايلاند، لكنه يحظى بشعبية خاصة في بانكوك، حيث يبدو أن هناك بائعاً في كل زاوية شارع.
كوبنهاغن
تُعتبر أفضل تجربة طعام في كوبنهاغن، طبق السموربرود الدنماركي، ليست متكلفة على الإطلاق، فقط خذي شريحة من خبز الجاودار، ادهنيها بالزبدة، ثم ضعي عليها ما تشائين من المكونات الشهية. هناك بعض القواعد التي تجعل من السموربرود أكثر من مجرد شطيرة مفتوحة. أولاً: تُوضع الطبقات الخفيفة، تليها الإضافات الأكبر حجماً، وثانياً: عندما تتناولين أكثر من نوع واحد من السموربرود، يجب أن تبدئي بالشريحة التي تحتوي على الرنجة، ثم تنتقلي إلى الأسماك الأخرى، وبعدها اللحوم، وتنهي بالجبن. هذا التسلسل المدروس مصمم بعناية؛ ليرافق حاسة التذوق في رحلة متناغمة من النكهات، من دون أن تطغى واحدة على الأخرى. إذا لم يسبق لكِ تجربة السموربرود؛ فهناك بعض التركيبات الكلاسيكية التي سترينها في كل أنحاء الدنمارك، على سبيل المثال: الرنجة المخللة مع البصل والشبت، المايونيز مع البيض المسلوق والروبيان والشبت والليمون، لحم البقر المشوي مع المخللات والبصل والفجل، أو الجبن الأزرق مع التفاح.
كايكورا
على الساحل الشرقي لجزيرة الجنوب في نيوزيلندا، وعلى بُعد نحو ساعتين بالسيارة شمال كرايستشيرش، تقع مدينة كايكورا ذات الموقع الخلاب. تشتهر المدينة بوفرة الحياة البحرية قبالة سواحلها، حيث يُلاحظ وجود حيتان العنبر، الدلافين، والفقمات على مقربة من اليابسة، ويأتي اسمها من كلمتي الماوري: kai التي تعني الطعام، وkōura التي تعني الكركند. تعتمد المدينة على هذا الاسم في تجارتها، حيث ينتشر العديد من عربات المأكولات البحرية الطازجة على طول الساحل القريب. ومن بين هذه العربات، واحدة من أقدمها وأفضلها هي Nin’s Bin. تبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة عن مركز المدينة، وهي عربة بسيطة محوّلة باللونين الأزرق والأبيض، مزودة بعدد من طاولات النزهة الخشبية المنتشرة في الخارج، حيث يجتمع السكان المحليون والمسافرون المطلعون للاستمتاع بطبق الكركند الطازج والمحار، مع إطلالة على المحيط الهادئ.
نابولي
تجوّلي في شوارع نابولي الضيقة النابضة بالحياة، وستشمّين حتماً رائحة أشهر أكلاتها؛ البيتزا. بالرغم من وجود طرق لا حصر لها لتحضيرها؛ هناك نسخة واحدة من هذا الطبق العالمي ستظل دائماً مميزة فوق الجميع؛ بيتزا المارغريتا الأصلية من نابولي. يُعتقد أن هذا الظاهرة العالمية بدأت عندما أعدّ خباز محلي عشاءً للملك أومبرتو والملكة مارغريتا في القرن التاسع عشر. تقول الأسطورة إنه صنع ثلاث بيتزات، وكانت الملكة معجبة بنكهات بيتزا الطماطم والموزاريلا والريحان، التي تمثل ألوان العلم الإيطالي. ومنذ ذلك الحين، سُميت البيتزا باسمها؛ تكريماً لها.
هونغ كونغ
الديم سوم، الذي يعني الوجبة الخفيفة، يُقدم في جميع أنحاء العالم، لكن لا أحد يقدمه كما في هونغ كونغ. الديم سوم، المعروف أيضاً باسم يوم تشا، التي تعني مع الشاي التطور من طقس المسافرين الذي يتوقفون لتناول الشاي والوجبات الخفيفة أثناء الطريق، إلى ما قد يكون أفضل غداء في العالم. في هونغ كونغ، يمكنكِ تجربة الديم سوم ببساطة، أو بفخامة، حسب رغبتك.
سيول
تقدم سيول في كوريا الجنوبية مجموعة من التجارب، إذ يعد طبق البيبيمباب واحداً من أشهر أطباقها، حيث يجمع بين نكهات متنوعة. يتم تكديس اللحم البقري والخضروات المطهوة مثل فطر الشيتاكي، السبانخ، والباذنجان على أرز أبيض دافئ، مع تتبيلة من معجون الفلفل الحار ومعجون الصويا، ويُعلّق الطبق ببيضة نيئة أو مقلية. هناك نوعان رئيسيان من البيبيمباب: النوع على طريقة جونجو؛ الذي يُقدّم في وعاء بارد، ودولسوت؛ الذي يُقدّم في وعاء فخاري ساخن جداً، مما يجعله طبقاً مثالياً لأي فصل من فصول السنة. بغضّ النظر عن اختيارك؛ يأتي الطبق أمامك كتحفة فنية، حيث تُرتّب المكونات بشكل متناسق على سطح الأرز.