لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
'يَحِقُّ لنا ونحن ننظر إلى المسيرة الخيّرة لوطننا أن نفخر بما تحقق له -ولله الحمد- من منجزات نُباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، متسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحاء، وشِيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.' بهذه العبارات الرشيدة، وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،المسيرة الخيّرة للمملكة، من خلال رؤيتها للعام 2030، والتي نتوقف في هذا التقرير عندها بنظرة ثاقبة إلى ما وصلت إليه في العام 2024 في خدمات الرعاية الصحية ضمن رؤية 2030.
هذه الخدمات مبنية على جهود المملكة، وعلى إصرار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي عهد السعودية، رئيس مجلس الوزراء، الذي قال:'منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، والمواطن نُصب أعيننا، فهو عِمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رِفعة للوطن ومنفعة للمواطن، وحِصانة -بإذن الله– للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات'.
نستعرض في هذا الملف ما تم تحقيقه من إنجازات وتطورات في خدمات الرعاية الصحية، وما وصلت إليه رؤية السعودية 2030 حتى العام 2024.
ارتفاع نسبة تغطية خدمات الرعاية الصحية
تُغطي خدمات الرعاية الصحية 96.4% من مناطق المملكة والتجمعات السكانية فيها، مقتربة من مستهدف عام 2030 في الوصول إلى 99.5%. حيث تمت إضافة المؤشر حديثاً إلى قائمة مؤشرات المستوى الأول والثاني للرؤية، وبناء منهجية قياسه بعناية بالاستفادة من المنظمات الدولية ذات العلاقة، بهدف التأكد من جودة الخدمات الصحية التي يتم تقديمها بالتزامن مع اتساع نطاق التغطية الصحية.
وقد صدر آخر قياس للمؤشر ببيانات عام 2023، إذ سجل ارتفاعاً ملحوظاً خلال عام واحد فقط، وتجاوز مستهدفاته السنوية لعامي 2023 و2024. ويكشف أداء المؤشر عن التحسن في محاور المؤشر الخمسة، المتمثلة في: التركيز على المريض، والفعالية، والكفاءة، والسلامة، والسرعة والعدالة في تقديم الخدمة. دفع ذلك إلى تقليص فترات الانتظار، وارتفاع كفاءة التشغيل، والارتقاء بالخدمات التي تقدم للمريض، ويتواصل العمل على تعزيز جودة الخدمات الصحية، من خلال الجهود القائمة من قبل برنامج تحول القطاع الصحي، ومن المتوقع أن يستمر أداء المؤشر بالتحسن وتحقيق مستهدف عام 2030.
ابتـكارات تسهـل الوصول للخدمـات الـصحية
لتسهيل الوصول للخدمـات الـصحية، وتعزيز كفاءة النظام الصحي؛ بما يواكب تطلعات المستقبل. ومع إطلاق رؤية السعودية 2030، حيث تعززت الخدمات الصحية، مستندة إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة، ومن بين أبرز تلك الجهود لتنمية القطاع، جاء إطلاق برنامج تحول القطاع الصحي في السعودية؛ ليدفع نحو تحول نوعي، من أجل أن يكون النظام الصحي أكثر قدرة على زيادة تغطية الخدمات للمناطق حول أنحاء المملكة.
وقد ارتكز البرنامج على مبادرات عدة، منها: تعزيز الرعاية الصحية الوقائية، والتوسع في الخدمات الرقمية، وتحقيق التكامل بين القطاعات الصحية المختلفة، ضمن الإحصائيات الآتية من 2016 – 2024.
على مدار عقود من الزمن، سجّل القطاع الصحي في المملكة تطورًا ملحوظًا، تمثل في تأسيس بنية تحتية قوية، والتوسع في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية. وجاءت رؤية السعودية 2030 لتدفع بهذا التطور نحو آفاق أوسع، من خلال التحول إلى نموذج الرعاية الصحية الحديث، الذي يركز على الوقاية قبل العلاج.
ومن أبرز قصص النجاح في هذا المجال، تطور البنية الرقمية الصحية، التي استفادت من خطوات طموحة لتعزيز الابتكار، مثل تطبيق 'صحتي'، الذي سهّل الحصول على الاستشارات الطبية الفورية، وحجز المواعيد، وغيرها من الخدمات المبتكرة.
كما يُعد مستشفى صحة الافتراضي من أبرز هذه الإنجازات، كونه يُمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية الرقمية على مستوى المملكة والعالم.
ارتفاع نسبة من يمارسون النشاط البدني في المملكة من البالغين
58.5% من البالغين في المملكة (بعمر 18 عاماً فأكثر) يمارسون النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعياً، متجاوزين بذلك المستهدف السنوي، في إنجاز يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
ويُعد هذا المؤشر أحد وعود وثيقة الرؤية، وقد جرى تطويره باستبداله بمؤشرين جديدين ليتماشى مع المعايير الدولية، مما يتيح مقارنته مع مؤشرات الدول الأخرى. وخلال عامين فقط، تمكن المؤشر من تجاوز مستهدفاته السنوية حتى عام 2027، بفضل توفير بيئات آمنة وجاذبة لممارسة النشاط البدني، إلى جانب استمرار الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرياضية، من حدائق ومسارات رياضية في مختلف مدن المملكة.
كما ساهمت الفعاليات الرياضية المجتمعية، مثل ماراثون الرياض، في تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة في الأنشطة الرياضية، إلى جانب تنمية مواهب الرياضيين واستضافة المملكة للعديد من المحافل والبطولات الرياضية العالمية.
ومن أبرز مؤشرات التقدم:
ارتفاع نسبة من يمارسون النشاط البدني في المملكة من الأطفال
18.7% من الأطفال والمراهقين في المملكة (من عمر 5 إلى 17 عاماً) يمارسون النشاط البدني لمدة 60 دقيقة يومياً، وفقاً للمعايير الدولية. ويُعد هذا المؤشر أحد المؤشرات المعتمدة في وثيقة رؤية السعودية 2030، وقد تم تطويره عبر استبداله بمؤشرين لضمان مواءمته مع المقاييس العالمية، ما يسمح بإجراء مقارنة دقيقة مع أداء الدول الأخرى.
ورغم التحديات، تمكن المؤشر من تجاوز مستهدفه السنوي لعام 2024 خلال عامين فقط، مسجلاً تحسناً ملحوظاً في مستويات النشاط البدني بين الأطفال والمراهقين.
وجاء هذا التقدم ثمرةً لعدة جهود متكاملة، أبرزها:
ارتفاع متوسط عمر الإنسان في المملكة
ارتفاع متوسط عمر الإنسان في المملكة يصل إلى 78.8 سنة وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، مقتربًا من مستهدف 2030 بالوصول به إلى 80 سنة. وهو أحد مؤشرات الوعود التي تضمنتها وثيقة الرؤية، وخضعت آليات قياسه إلى تحديث بعد ذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ونتج عنه وصول متوسط العمر إلى 78.8 سنة، متجاوزًا مستهدفاته السنوية حتى عام 2025، لتحتل المملكة المرتبة الحادية عشرة بين دول مجموعة العشرين في ارتفاع متوسط العمر المتوقع.
ويُعزى هذا التقدم إلى التحول الذي شهده القطاع، وتغير نموذج النظام الصحي، وارتفاع جاهزية الخدمات الصحية وجودتها، وتعزيز مفهوم الوقاية، وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التغذية الصحية والنشاط البدني.
تأسيس مستشفى صحة الافتراضي وتطبيق صحتي
شهد عام 2024 دخول مستشفى صحة الافتراضي كمستشفى متخصص يستخدم أحدث التقنيات المبتكرة لتوفير خدمات تخصصية ودعم المنشآت الصحية في المملكة؛ حيث يدعم 170 مستشفىً حول المملكة، كما يُقدم المستشفى 29 خدمة صحية تخصصية أساسية، بالإضافة إلى 73 خدمة تخصصية فرعية، ويعمل فيه أكثر من 150 طبيباً وطبيبة بقدرة استيعابية تتجاوز 480 ألف مريض سنويًا.
أما تطبيق صحة، فهو المنصة الموحدة لوزارة الصحة، والتي تتيح للمستخدم إمكانية الوصول إلى المعلومات الصحية، والحصول على عدد من الخدمات الصحية المقدمة من الجهات المختلفة في القطاع الصحي في السعودية.
وقد حصل 10 ملايين مواطن على موعد عن طريق التطبيق، و3 ملايين على استشارة فورية، بالإضافة إلى 49 خدمة مقدمة في التطبيق.
إنجازات طبية سجلتها المملكة العربية السعودية في 2024
إطـلاق تقنية التوأم الرقمي للتنبؤ
تقنيــــــــة التـــــــــوأم الرقمـــي للتنبـــؤ هي نموذج إداري تبنته هيئة الحكومة الرقمية؛ لزيادة كفاءة الأداء الحكومي في المملكة العربية السعودية بما يتواءم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، مصممة لسد المسافة بين المكونات المادية والأخرى الرقمية، من أجل فهم واقع الأشياء بصورة أفضل، وصنع قرار أكثر كفاءة.
تتيح تقنية التوأم الرقمي في السعودية ربط العناصر ذات الأهمية لمواجهة الكوارث على مستوى أي منطقة إدارية بالمملكة، مثل القطاع الصحي، أو قطاع المواصلات، أو على صعيد البنية التحتية، وتقليل عامل المخاطرة، وضمان النجاح وتحقيق الربط المثالي.
ارتفاع نسبة السكان الذين لديهم سجل طبي
حيث وصلت نسبة التجمعات السكانية المغطاة بخدمات الرعاية الصحية الأساسية من 39.18% عام 2018 إلى 96.41% لعام 2024، وارتفع إجمالي التغطية التأمينية للمستفيدين من التأمين الصحي بالمملكة إلى 13 مليون مستفيد عام 2024.
خلو المنتجات الغذائية من الدهون المتحولة في المملكة
ويتبين ذلك بحرصها على تقديم أفضل المعايير في الرعاية الصحية، وتعزيز نمط الحياة الصحي في حياة أفراد المجتمع. تأكيداً على ذلك؛ جاءت المملكة ضمن أول خمس دول على مستوى العالم، من حيث كون منتجاتها الغذائية خالية من الدهون المتحولة الاصطناعية. ذلك ضمن شبكة تعاون مع منظمة الصحة العالمية لدعم تنفيذ برامج تتمحور حول التغذية والصحة العامة على المستوى الإقليمي. فقد أصبحت المملكة ضمن أول خمس دول التي تخلو منتجاتها الغذائية من الدهون المتحولة الاصطناعية، وتم اعتماد هيئة الصحة العامة 'وقاية' كمركز متعاون في إقليم شرق المتوسط بمجال التغذية.
الأولى عالمياً في استخدام التقنية الطبية
أصبحت المملكة الأولى عالمياً في استخدام التقنية الطبية، بسبب:
رعاية طبية متكاملة في خدمة ضيوف الرحمن
بذلت المملكة خلال موسم الحج لعام 2024 جهوداً على كافة الأصعدة لتقديم خدمات الرعاية الطبية لضيوف الرحمن، التي امتدت على مدار اليوم، من خلال تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المتنقلة بأحدث وأفضل التقنيات المتقدمة، بما يضمن سرعة الاستجابة في تقديم الخدمات الصحية التي تنوعت بين العلاجية والتخصصية، وامتد أثرها لغير المصرح لهم أيضاً. كما تقدم المملكة خدمات غسيل الكلى، وعمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية.