كم يوم يدوم اكتئاب ما بعد الولادة؟

ان كان الحمل تجربة عاطفية صعبة في حد ذاته، فإن الفترة التي تعقب الولادة عادة ما تنطوي على قدر أكبر من الصعاب، حيث تعج تلك الفترة بتقلبات مزاجية، بكاء وتهيج.

- فقدان الشهية

- الإفراط في البكاء أو التعب

- صعوبة الارتباط بالطفل

- الشعور بضجر وأرق

- الدخول في نوبات قلق وذعر

- الشعور بإرهاق شديد، غضب، يأس أو خزي

ورغم عدم معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة، إلا أنه كأي نوع آخر من الاكتئاب، قد تكون ورائه عدة أسباب مختلفة. وقال الباحثون إن فترة ما بعد الولادة عادة ما تكون فترة صعبة للنساء، حيث تحدث بها كل أسباب الاكتئاب السريري مثل التغيرات البيولوجية، الضغط الشديد والتغيرات الكبرى في الحياة.

- عدم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا

- تأقلم الجسم على التقلبات الهرمونية الكبرى

- التعافي من عملية الولادة ارتكازا على تدخلات طبية أو عملية جراحية

- ظهور تحديات صعبة جديدة

- الشعور بخيبة أمل بشأن المخاض والولادة

- الشعور بعزلة، وحدة وارتباك

يجب معرفة أن جملة 'ما بعد الولادة' تعني بالأساس العودة إلى حالة عدم الحمل، لذا فإن النساء اللواتي تعرضن لإجهاض قد يعانون أيضا من عديد الآثار العقلية والجسدية الخاصة بفترة ما بعد الولادة، بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة. والأكثر من ذلك هو أنه قد يتم تشخيص إصابة الأزواج أيضا بهذا الاكتئاب على صعيد نمط الحياة.

يمكن أن يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة بمجرد الولادة، لكن المرأة قد لا تلحظه على الفور، لأنها قد تشعر بشكل طبيعيي ببعض الحزن، الإرهاق وانحراف المزاج خلال الأيام القليلة الأولى بعد ولادة الطفل، وربما تبدأ في اكتشاف ذلك التغير المقترن بالاكتئاب بعد فترة من الوقت، علما بأن فترة ما بعد الولادة تشمل عادة أول 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة، وأن كثير من أسباب اكتئاب ما بعد الولادة تبدأ خلال تلك الفترة.

لكن اكتئاب ما بعد الولادة قد يظهر أيضا أثناء الحمل ولمدة تصل إلى عام بعد الولادة، لذا لا يتعين عليك إهمال مشاعرك حال حدوثها خارج فترة النفاس المعتادة.

نظرا لأن اكتئاب ما بعد الولادة قد يظهر خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى 12 شهرا بعد الولادة، فالحقيقة هي أنه لا يوجد متوسط مدة يمكن أن يبقى فيها ذلك الاكتئاب. وقد سبق لدراسة أجريت عام 2014 أن وجدت أن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تتحسن بمرور الوقت، وأن كثير من حالات الاكتئاب تنتهي خلال 3 إلى 6 أشهر.

تختلف طول مدة هذا الاكتئاب من امرأة لأخرى، حيث يتوقف الأمر على بعض عوامل الخطر، وهو ما قد يتسبب في زيادة طول مدة الإصابة بهذا الاكتئاب لدى البعض حتى مع وجود علاج، فضلا عن أن شدة الأعراض وطول الفترة التي عانت فيها المرأة من الأعراض قبل بدء العلاج من الممكن أن يؤثرا على مدة استمرار الاكتئاب.

- سابق الإصابة بالاكتئاب أو غيره من الأمراض العقلية

- وجود صعوبات بشأن الرضاعة الطبيعية

- حدوث تعقيد في الحمل أو الولادة

- عدم وجود دعم من الزوج، أفراد الأسرة أو الأصدقاء

- حدوث تغيرات حياتية كبرى خلال فترة ما بعد الولادة كما تغيير الوظيفة أو فقدانها

- سابق الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بعد حمل سابق

ربما نعرف بالفعل أن اكتئاب ما بعد الولادة يؤدي لظهور بعض الأعراض الصعبة، كما أنه قد يؤثر لسوء الحظ على علاقاتك، سواء بزوجك، أقربائك، أصدقائك أو أطفالك.

في حالة عدم حدوث تحسن خلال أسبوعين بعد الولادة، فيمكنك وقتها الاتصال بالطبيب المعالج، ولا داعي لتأجيل زيارة الطبيب، لأن هذا التأجيل قد يؤخر تحسن الحالة. كما يجب التحدث بصراحة ووضوح مع الطبيب بشأن حقيقة ما تشعرين به بالفعل، لأن ذلك سيمكنه من فهم الحالة بشكل أكبر، ومن ثم تقديم المساعدة بشكل أسرع.

لا يمكنك تجاوز تلك المرحلة من تلقاء نفسك، بل إنك تكوني بحاجة لعلاجات طبية وعقلية، شريطة الحصول عليها بسرعة لتتمكني من تقديم الحب والرعاية لطفلك بشكل جيد. ويقول الأطباء إن التخفيف من اضطراب اكتئاب ما بعد الولادة أمر ممكن من خلال التدخلات الصحيحة، كما الاستعانة بمضادات الاكتئاب، الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي والاشتراك في مجموعات دعم سواء في الواقع أو عبر الانترنت.