لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
هل الموضة فن؟ سؤال عجز نقاد الموضة وعشاقها عن تقديم جواب شافٍ، ولكنه بديهي بالنسبة للمصور والمخرج المبدع أليكس براغر Alex Prager؛ فالموضة هي 'من أروع الأعمال الفنية التي تدرّ ربحاً مادياً، وينتج عن التقاء هذين العالمين إبداعات فنية سنتعرف إليها معاً عبْر تجارِب مصمم عالمي، استمد أجمل أزيائه من لوحات أيقونية، تركت بصمتها على فستان أو بدلة، وترجمها البعض كالمصمم طوني ورد ليس فقط بفستان؛ بل انهال إبداعه كزخات المطر مخلّفاً تصاميم لا يختصرها زي واحد. وبمناسبة يوم التصميم، يوضح لنا المصمم العالمي طوني ورد، أن 'كلّ شيء يتصل بالخلق؛ بدءاً من تصميم العالم، والمزاج والأدوات التي نستعملها، والملابس التي تكسو أجسادنا. فحياتنا تدور حول الابتكار والتصميم؛ فالتصميم يجب أن يكون خلاقاً ليُحفر في ذاكرتنا. ويستكمل فكرته بقوله: 'هناك أشخاص يبدعون بلا حدود، وهناك أشخاص يمتلكون قدرات معينة، ولكننا جميعاً خُلقنا لنبتكر، كلٌّ في مجاله'.
ونسأل المصمم العالمي طوني ورد بدورنا، ما يلي:
- هل التصميم موهبة فطرية متوارثة أم نتيجة دراسة؟
ليس من الضروري أن ننتمي إلى عائلة مصممين لنكون مصممي أزياء مبدعين، ولكن من الطبيعي أن نولد مصممين إذا عشنا في بيئة تمتهن هذه الحرفة؛ فصحيح أن والدي كان خياطاً ويعمل في مجال الأزياء، ولكنني لم أكن أسعى لأكون مصمم أزياء؛ بل كنت أنوي دراسة الطب، وكنت أهوى لعبة كرة السلة، ولكن الحياة حوّلت مساري لأكتشف أنني أمتلك موهبة التصميم وأحب هذا العالم. كما يلعب عامل الحظ دوره في النجاح، عندما نتواجد في المكان والزمان المناسبين. نحن نعيش في عالم متقلّب يعيش خضات اجتماعية واقتصادية، الأمر الذي يعيق الوصول إلى النجاح.
- ولكن يعتقد البعض أن الألم يصنع النجاح؟
الابتكار هو أحاسيس نترجمها؛ فالتصميم هو وليد عقل وقلب؛ لأصل إلى نتيجة متصلة بالواقع؛ فمن المهم كيف ننظر إلى الأمور.
- هل الابتكار والتصميم موجود في الجينات، وهل ورث أولادك عنك موهبة التصميم؟
لقد عشت في عائلة تهتم بالتصميم، وأكملت المسيرة ولديّ أربعة أولاد، ولكنني لا أضغط عليهم ليكونوا مصممي أزياء؛ فلديّ طاقم ملتزم ولديه الحق بتبوُّؤ مناصب إبداعية؛ فالأحقية ليست لصلة الدم؛ بل لطاقة الإبداع الموجودة في الأشخاص. فما نفع أن يرثني من يتسبب بموت ماركتي! وعندما أرى محيطنا، أجد أن الخليج العربي يستثمر في بيوت للأزياء أقل شأناً من دُور الأزياء في لبنان. وقد باتت دُور مثل فالنتينو مملوكة من رجال أعمال عرب، ولكنهم يترددون في الاستثمار بلبنان بسبب الأوضاع الجيوسياسية التي نعيشها! إذا تشاركنا مع مستثمر قوي، نستطيع زيادة الإنتاج وخطوط الإنتاج وبالتالي الانتشار بسرعة أكبر.
الفن هو احتفاء بالحياة، ولذا أنا أحتفي بالحياة في كل تصميم أنفذه (طوني ورد)
- تعيش فترة ضغط؛ فبين فساتين تحضّرها لنجمات مهرجان كان، وأسبوع الهوت كوتور المقرر في بداية يوليو، ألا يضعف ذلك من قدرتك الإبداعية؟
الأمر يشبه بتحضير مأدبة فخمة؛ فكلّ طبخة لها طريقتها ولها مكوناتها، وأنا قائد الأوركسترا؛ فأشرف على المبدعين في مجال التصميم والتنفيذ والتطريز والتسويق والترويج والإنتاج والمبيعات. لدينا مهرجان كان والكوتور، ولقد عدت للتوّ من حدث مع جامعة هارفارد، وهناك مشاريع في المكسيك وفي باناما. التصميم والإبداع شعلة لا تتوقف لدينا، ونسعى لتقديم الأفضل، ولا يمكنني العمل بوتيرة هادئة والعالم يغلي من حولي.
أنت معروف بقدرتك الإبداعية في المودبورد؟ كيف تنطلق الفكرة، من شعار، أم من قماش أو من كتاب أو حقبة من التاريخ؟
الأمر يعتمد على ما نحضّر له؛ فللتحضير للكوتور نبدأ من الفكرة ثم مود بورد ثم مصادر الوحي ونذهب إلى اختيار القماش، ومن ثَم نعود إلى مود بورد لتكون حبكة القصة جيدة. ونبدأ برسم النموذج بعد ولادة الفكرة لتحديد القوام وطابع الملابس، هل هي مستقبلية رومانسية، باروك فنية أو غيرها، ونحدد القطع والموسم الذي ستُعرض فيه، إذا كانت لمجرد العرض أو تحاكي الواقع. واليوم تقلّصت المسافة بين القطع الإبداعية والعملية، في محاولة لمزج العالمين. يجب أن نتكيّف مع الواقع الذي نعيشه. أما بالنسبة للمجموعة الجاهزة؛ فالموضوع يبدأ بالعكس؛ فتبدأ بالمحور مع مواد جاهزة وندمجها ثم نرسم ونضيف تفاصيل ونستغني عن أخرى؛ لنصل إلى نتيجة نرضى عنها. فأنا محاط بفريق نتبع شعاراً نبدع من خلاله، وأتشاور مع الفريق من كلّ الأقسام. هناك محاور نختارها ونتبناها ونُغرم بها أكثر من غيرها.
عندما تفرغ من الإلهام، أين تذهب: هل تسافر أو تقصد المتاحف أم لديك مخبأ سري؟
ألجأ إلى أصدقائي المقرّبين لأتحدث معهم عن أفكاري وأنقل هواجسي؛ فعندما يقع الناس في مشاكل ويتعرضون لأزمات؛ فهم يتحدثون مع اختصاصيين في علم النفس، وأنا ألجأ إلى الصداقة؛ فالصديق هو طبيب نفسي ومعالج لا يكذب. كما أحب البحر لأنه يهدّئني ويساعدني على التأمل والتفكير.
تابعي المزيد عن المصممين العرب يتألقون في أسبوع الهوت كوتور في باريس 2025
وهل ما زلتَ ترسم بيدك؟
أجل؛ فأحياناً أرسم كثيراً لأوصّل فكرتي، وأحياناً كثيرة لا أحتاج إلى الرسم بيدي. ففي رحلتي الأخيرة في كاليفورنيا، رسمت الكثير من النماذج؛ فالأمر يعتمد على المزاج. في الماضي كان الهدف إطلاق مجموعة واحدة، واليوم تتنوّع المجموعات، من جاهزة وكابسول وعرائسية وريزورت، وما إلى ذلك من تسميات تسويقية، تهدف إلى التحفيز على البيع والترويج. ولا ننسَ المهرجانات الكبيرة.
- كيف ترى المستقبل في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
إذا نظرنا إلى الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى اليوم، نجد أن التقنيات تتطوّر بما يخدم الموضة، ولكنها لم تلغ الإبداع البشري. وأنا أعمل في مجال الكوتور؛ حيث تكون السيدة متطلبة ومثالية في الزي الذي تطلبه، وهي تريده فريداً من نوعه؛ لذا سآخذ منه ما يناسبني. وفي المقابل أعرف أنه يساعد في نسخ تصاميمنا بسرعة على يد مصممين آخرين؛ فالذكاء الاصطناعي مهم، ولكن الإبداع البشري له بصمة؛ فالتطريز اليدوي عمل فني لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يضاهيه، وهذه عظمة الكوتور.
تابعي المزيد واكتشفي معنا: مَن يتوقع صيحات الموضة في العالم؟