لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
شكّل عام 2017 نقطة تحول كبيرة في صناعة السينما في المملكة العربية السعودية حيث أتت موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي، توافقاً مع مستهدفات رؤية 2030 بما يخص صناعة السينما، لتفتح باب النجومية على مصراعيه إن كان بالنسبة لفناني المملكة أو للفنانين العالميين.
وبوجود ما يقارب الـ70 داراً سينمائية في مناطقها المختلفة، باتت المملكة اليوم وبالأخص عاصمتها الرياض وجهة لأهم النجوم في العالم، الذين يجلبون أحدث إبداعاتهم السينمائية للاحتفاء بها هنا، هذا إلى جانب الإنتاجات الضخمة التي تعززت بفضل الرؤية وجهود الجهات والهيئات المعنية.
ومن النجوم العالميين الذين أضاؤوا سماء الرياض مؤخراً، الممثل ومنتج الأفلام الإسكتلندي جيرارد بتلر Gerard Butler، الذي اختار هذه المدينة لافتتاح جولته العالمية لفيلم 'كيف تروض تنينك'، وذلك في زيارة أولى لها، بعد أن تواجد سابقاً في مدن سعودية أخرى كالعلا وجدة، حيث قام بتصوير فيلمه الشهير 'قندهار'، والذي يعد أول تجربة سينمائية عالمية تنفذ في السعودية، بميزانية ضخمة وبمشاركة نجوم سعوديين.
محملاً بحب لجمهوره في السعودية:
نجم هوليوود جيرارد بتلر أتى إلى الرياض محملاً بحب كبير لجمهوره في المملكة وتقدير لكل ما يحدث فيها من تحولات استثنائية، وافتتح جولته العالمية للنسخة الواقعية من فيلم 'كيف تروض تنينك؟'، بعد أن قدم بصوته الدور نفسه في سلسلة الأفلام الإلكترونية من القصة نفسها، التي بدأ إنتاجها منذ ما يقارب الـ15 سنة.
وقد تألق بتلر على السجادة الحمراء في العرض الترويجي الحصري الأول للفيلم في سينما ڤوكس في واجهة روشن، وسط أجواء احتفالية وترقّب جماهيري واسع للفيلم المنتظر، ليُشكّل ذلك أولى المحطات الدولية ضمن الجولة العالمية للفيلم، واحتفاءً بهذه المناسبة، أضيء برج المملكة في الرياض بعرض مرئي خاص لفيلم 'كيف تروض تنينك'، تضمن لقطات أيقونية من العمل، الذي بدأ عرضه في الصالات السعودية والإقليمية في 12 يونيو 2025.
ساحرة ونابضة بالحياة:
'سيدتي' التقت النجم جيرارد بتلر في الرياض، في لقاء اختير الجسر المعلق لبرج المملكة كموقع له، لنتناول معه وعلى ارتفاع 300م عن الأرض، تفاصيل هذا العمل وتجربته السابقة في السعودية، وبالأخص في 'العلا' التي وصفها بأحد أفضل الأماكن له على هذا الكوكب.
استهل جيرارد حواره معنا بالحديث عن زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية، وبالتحديد إلى العلا وجدة لتصوير فيلم 'قندهار'، قائلاً: 'أمضيت أفضل الأوقات هنا، أحببت الناس، كانوا مضيافين ودافئين جداً، أحببت هذا البلد، أحببت العلا، باتت من أكثر الأماكن المفضلة لي على هذا الكوكب، إنها ساحرة ونابضة بالحياة، وحزنتُ كثيراً عند مغادرتها. لذا، تلك التجربة كانت رائعة، ومن الرائع أن آتي مجدداً'.
مشاعر جياشة:
'ستويك ذا فاست Stoick the Vast' هي الشخصية التي أبدع جيرارد في تقديمها إن كان في السلسلة الكرتونية أو الفيلم الواقعي، ليبث مع نخبة من المبدعين، جملة من المشاعر الجياشة الواقعية والرسائل الإنسانية العميقة، في هذا العمل الخيالي المبتكر.
وعن كيفية تمكنه من إضفاء كل هذه المشاعر على فيلم خيالي كهذا، قال جيرارد بتلر: 'أعتقد أن هذا ما أفعله كممثل، وساعدني كثيراً وجود نصّ رائع، ومخرج مثل دين ديبلوا، وهو مخرج مُبدع، يصمم شخصياتٍ رائعة، ثم يجسّدها في تلك الأزياء، وذلك العالم'، وأضاف: 'وأنا أمضيتُ وقتاً طويلاً مع 'ستويك'، لذا أعتقد أنني أفهمه، وهناك الكثير من التفاصيل، والكثير من العناصر الحيوية التي يُمكن إضفاؤها على تلك الشخصية لأخذ الجمهور في تلك الرحلة الشيقة'.
صراع الأجيال:
خلال حوارنا مع الممثل العالمي، سألناه عن إحدى الجمل التي لفتتنا في الفيلم يقول فيها ابنه 'هيكاب' والذي يلعب دوره الممثل الشاب ماسون ثيمز، 'أنا لستُ مثلك أبي'، موجهاً الحديث لـ'ستويك'، واعتبرنا أنها تعكس صراع الأجيال، لنسأل بعدها جيرارد عن الرسالة الرئيسية التي أرادوا إيصالها من خلال هذا الفيلم، فقال: 'القيم، والتقاليد، والعائلة، هي عناصر من المهم احترامها، وجزء كبير من الفيلم يدور حول ذلك، لكنني أعتقد أيضاً أنه من المهم أن نتعلم كيف نبني نهجنا الخاص، وأن نحدد من نحن وما نؤمن به، وأن نكون قادرين على الدفاع عما نؤمن به، وأن ننشر الوعي، وذلك يكون من خلال الإيمان بأنفسنا وبمن نحن، وبفرديتنا، في عالمٍ غالباً ما يريدنا جميعاً أن نكون متشابهين'.
فسألناه بعدها: 'إذاً، نحن لسنا مُجبرين على خوض معارك آبائنا؟؟؟'، ليأتي جوابه أننا 'أحياناً قد نضطر، أن نكون إلى جانب آبائنا في بعض المعارك، وفي أحيان أخرى علينا أن نقول: لا، هذا الأمر لا يناسبني، لا يعبر عني'.
هذا الفيلم يُظهر أيضاً عدداً من الرسائل المهمة ومنها أن الخوف قد يكون العدو الرئيسي للبشرية، وعن ذلك قال لنا جيرارد: 'الخوف والكراهية والجهل...'، مضيفاً: 'أعتقد أن هذا أحد الأمور التي تُعجبني في هذا الفيلم، إنه مُسلٍّ للغاية، ولكنه أيضاً مليء بالدروس، يذهب الأطفال لمشاهدته ثم يغادرون وهم يُريدون فعل الصواب، فهو يدور حول السلام، واللطف، والتسامح، والحب، والولاء، والصداقة، والشجاعة، أعتقد أنه يقدم الكثير من المواضيع المناسبة واللحظات التعليمية'.
اقرؤوا أيضاً: تعرفوا إلى المشاهير الذين يفضلون ركوب الدراجات، ومن بينهم جيرارد بتلر.
من الخيال إلى الواقع:
ما بين النسخة الحقيقية والنسخة الكرتونية، أكد الممثل أن النسخة الواقعية أصعب بالتأكيد وقال لنا: 'في النسخة الكرتونية، كنا نذهب إلى الاستوديو، ولم يكن العمل يستغرق سوى بضعة أيام، ولم أكن مضطراً لارتداء زيّ يزن 90 باونداً'.
وأضاف: 'أعتقد أن القيام بهذا كل يوم، ثلاث ساعات ونصف، من تصفيف الشعر والمكياج، وارتداء هذا الزي، والتصوير في منتصف الشتاء في أيرلندا لمدة ثمانية أسابيع، ليس سهلاً... كان هناك الكثير من التحديات الأخرى، ولكن أيضاً الكثير من الحوافز، كدخول عالم جزيرة 'بيرك'، وعالم التنانين، كما لو أني كنت أقاتل التنانين حقاً، كنت منغمساً في هذه الأجواء بالفعل، وكان الأمر رائعاً، وممتعاً للغاية أيضاً بالنسبة لي'.
وعن الاستعدادات للدور، من حيث المظهر، وطريقة الكلام، والصوت، قال بتلر: 'كما تعلمون، إنها شخصية أعرفها، ولقد أديت صوته من قبل، وأعتقد أنه بمجرد أن ترتدي الشخصية، بمجرد أن تقوم بانتعال حذائه وارتداء زيه، بعدها يبقى عليك فقط ضبط الأداء، إلى أي مدى يمكنك الوصول؟ إلى أي مدى يُمكنك أن تتخيل هذا، وإلى أي مدى يُمكنك أن تأخذه، والاستمتاع به دون مُبالغة، وإظهار المشاعر الحقيقية لهذه العلاقات الرائعة، كما رأيتم، ابني وصديقي غوبر، والتعامل مع كل هؤلاء الفايكنج وكل الضغوط والأحزان والحب، والاستمتاع بكل ذلك مع ستويك'.
ختام حوارنا مع بتلر كان بسؤال مهم حول مشاريعه القادمة في المملكة العربية السعودية، فأجاب: 'هناك الجزء الثاني من فيلم 'جرينلاند'، وقد انتهيتُ منه بالفعل، وسيصدر، على ما أعتقد، مع نهاية العام، وهو مشروع فني مثير للاهتمام مع المخرج جوليان شنابل، وطاقم عمل رائع مثل آل باتشينو، وجون مالكوفيتش، وأوسكار إسحاق، وغال غادوت، وجايسون موموا... وهذا كل شيء، فأنا لم أعمل منذ فيلم 'جرينلاند'؛ لأنني كنت قد صنعتُ خمسة أفلام متتالية، وفكرتُ في أنني يجب أن آخذ بعض الوقت للراحة.
نبذة عن الفيلم 'كيف تروض تنينك':
من رؤية المخرج الحائز على ثلاث جوائز أوسكار وجائزة غولدن غلوب، دين ديبلوا، العقل الإبداعي وراء ثلاثية 'كيف تروض تنينك' الشهيرة من إنتاج 'دريم ووركس أنيميشن'، يأتي هذا الفيلم الحي الجديد ليُعيد تقديم القصة التي انطلقت منها السلسلة المحبوبة، في تجربة سينمائية مبهرة تُعيد تصور العالم الخيالي الذي أسر قلوب الملايين حول العالم.
على جزيرة بيرك الوعرة، حيث لطالما خاض الفايكنج والتنانين صراعاً مريراً امتد لأجيال، يظهر هيكاب الذي يؤدي دوره ماسون ثامز، الابن المُهمَل لزعيم القبيلة 'ستويك العظيم' الذي يؤدي دوره جيرارد بتلر، يخالف هيكاب التقاليد الصارمة لقبيلته عندما يُكوّن صداقة غير متوقعة مع توثليس، تنين 'غضب الليل' الأسطوري والمخيف، مما يهزّ أسس معتقدات مجتمع الفايكنج ويغيّر مجرى التاريخ على الجزيرة.
يضم طاقم الفيلم نخبة من النجوم إلى جانب الأبطال الرئيسيين، من بينهم نيكو باركر بدور ونيك فروست، وجوليان دينيسون، وغابرييل هاول، وبرونوين جيمس، وهاري تريفالدوين، وروث كود، وبيتر سيرافينوفيتش، وموراي ماك آرثر وغيرهم.
الفيلم من تأليف وإنتاج وإخراج دين ديبلوا، ويشاركه في الإنتاج مارك بلات، المرشح لأربع جوائز أوسكار عن أفلام (وكيد)، (لا لا لاند)، وآدم سيجل الحائز على جائزة إيمي عن أفلام (درايف) و(توو غنز).
ويُعد 'كيف تروض تنينك' جزءاً من مبادرة 'مصوّر لتقنية IMAX'، التي تمنح صُنّاع الأفلام أدوات وتقنيات IMAX المتطورة لتقديم تجربة سينمائية غامرة لجمهور عالمي.
مستوحاة من سلسلة كتب كريسيدا كويل الأكثر مبيعاً في نيويورك تايمز، أسرت سلسلة أفلام 'كيف تروض تنينك' من دريم ووركس أنيميشن قلوب الجماهير العالمية، وحصلت على أربعة ترشيحات لجوائز الأوسكار®، وحققت إيرادات تجاوزت 1.6 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي، والآن، بفضل المؤثرات البصرية المتطورة، يُحوّل ديبلوا ملحمته الكرتونية المحبوبة إلى مشهد حيّ آسر، يُجسّد مغامرات هيكاب وتوثليس الملحمية بواقعية مذهلة، بينما يكتشفان المعنى الحقيقي للصداقة والشجاعة والقدر.
وبالحديث عنها، جوائز غولدن غلوب تضيف فئة جديدة لحفل 2026
جيرارد بتلر يلتقي بجمهوره في الرياض (صور):