لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
تُمثل مسيرة الفنان تامر حسني السينمائية تحولاً لافتاً في توظيف الكوميديا داخل الإطار الدرامي، حيث اعتمد في أفلامه على الرومانسية الكوميدية، مرورًا من بساطة علاقات ما قبل التكنولوجيا إلى تعقيدات العصر الرقمي.
بدأت هذه المسيرة الفنية من فيلمي 'سيد العاطفي' و'عمر وسلمى' كقصة حب خفيفة، ووصلت إلى 'ريستارت' الذي حول الكوميديا إلى سلاح نقدي لتفكيك أمراض العصر الرقمي.
إعداد: آيه الزيني
هذا التطور لم يكن مجرد تغيير في اختيار الأدوار، بل تحول جوهري في الرؤية الفنية وفي هذا التقرير نستعرض لكم رحلة الفنان تامر حسني في توظيف الكوميديا من مجرد 'إضحاك' إلى أداة لعرض ومعالجة مشكلات اجتماعية عديدة.
البداية: كوميديا رومانسية خفيفة
فيلم 'سيد العاطفي' (2005)
فيلم 'سيد العاطفي' نقطة تحول في صقل موهبة تامر كـ'بطل رومانسي كوميدي' بعد مشاركته في بطولة ثانوية بفيلم 'حالة حب' بجانب الفنان هاني سلامة. وتدور أحداثه حول صراع 'سيد' على ميراث والده، وحبه لفتاة تعترض عائلتها بسبب وضعه المادي. وحقق الفيلم نجاحًا واسعًا بفضل الكيمياء التمثيلية مع الفنانة القديرة عبلة كامل والفنان الراحل طلعت زكريا.
فيلم 'عمر وسلمى' (2007)
أما في فيلم 'عمر وسلمى' مثلت الكوميديا وسيلة لتسليط الضوء على العلاقات العاطفية بين الشباب، عبر مواقف سوء الفهم بين 'عمر' (تامر حسني) و'سلمى' (مي عز الدين)، ومحاولات 'عمر' الفاشلة لإخفاء علاقاته المتعددة في ضوء مشاهد كوميدية ساخرة.
أدى النجاح الجماهيري والنقدي الذي حققه فيلم 'عمر وسلمى' في الجزء الأول، إلى تحفيز نجمه تامر حسني وفريق العمل على تطوير السلسلة عبر جزأين تاليين تم عرضهما عامي 2009 و2012 ولكن لم يحققا نجاح الجزء الأول.
فيلم 'كابتن هيما' (2008)
في فيلم 'كابتن هيما' مزج تامر حسني بين الكوميديا الموقفية مثل مشاهد قيادة الحافلة المدرسة والأطفال ومشرفة الروضة أو تفاعلاته الطفولية مع أخته 'توته' وبين قصة حب رومانسية مع 'مريم' التي تجسد شخصيتها الفنانة زينة، مع نقد خفيف لمشكلة اجتماعية وهي مشكلة الطبقية التي تمثلت في تجسيد الفنان أحمد زاهر لشخصية 'حسام' الذي يستخدم نفوذه لإفساد هذه العلاقة الرومانسية بين هيما ومريم.
جاء فيلم 'كابتن هيما' من إخراج نصر محروس، وشارك بجانب تامر حسني البطولة كل من زينة وأحمد راتب وأحمد زاهر.
تامر حسني ينتقل بالكوميديا الرومانسية إلى مستوى أعلى
فيلم 'نور عيني' (2010)
تميّز فيلم 'نور عيني' بمحاولة دمج الكوميديا ضمن إطار درامي رومانسي، لكنه واجه تحديات في تحقيق التوازن بين العنصرين. ووظّفت الكوميديا هنا كأداة تخفيف للتوتر في القصة المعقدة وجاء من إخراج وائل إحسان.
تدور الأحداث حول 'نور' (تامر حسني)، مطرب في فرقة غنائية، الذي يقع في حب 'سارة' (منة شلبي)، ذات موهوبة موسيقية كُفَّ بصرها بسبب حادث. يتحدى حبهما إعاقتها، لكن العلاقة تشهد قطيعة عندما تسمع 'سارة' حديثًا لـ نور ظنت إنه عليها لتقرر القطيعة بينهما. وعند عودتها إلى أختها تقرر إجراء عملية لاستعادة بصرها، وتتوالى الأحداث مرورًا بارتباط سارة بطارق 'عمرو يوسف' صديق نور إلى أن يُدرك الأطراف جميعها الحقيقة ويعود نور وسارة إلى بعضهما.
يمكنك قراءة.. تراجع الأفلام الشبابية.. عودة كبار النجوم للمنافسة في صيف 2025
فيلم 'أهواك' (2015)
يُعد فيلم 'أهواك' من أبرز أفلام تامر حسني التي مزجت بين الكوميديا والدراما الرومانسية المعقدة حيث استخدم الكوميديا السوداء لنقد التناقض العاطفي كمحاولات 'شريف' تامر حسني إقناع نفسه بحب 'بسنت' بينما يتصرف بعفوية مع والدتها غادة عادل، مما حوّل التناقض الداخلي إلى مصدر للضحك المؤلم.
كما حاول تامر حسني في 'أهواك' استخدام الكوميديا كمرآة لتعقيدات الحب الحديث، خاصة في علاقات السلطة والعمر غير المتوازنة.
جاء الفيلم من بطولة تامر حسني، غادة عادل، انتصار، محمود حميدة، أحمد مالك وإلهام عبد البديع وآخرون
فيلم 'البدلة' (2018)
وظّف فيلم 'البدلة' الكوميديا عبر مزج عناصر متعددة لخدمة حبكته الدرامية، حيث اعتمد على المواقف الساخرة الناتجة عن تنكر 'وليد' (تامر حسني) و'حمادة' (أكرم حسني) في زي ضباط شرطة بعد فهم خاطئ لدعوة حفل تنكري، مما أوقعهما في سلسلة من المفارقات المحركة للأحداث، كمواجهة مجرم خطير (ماجد المصري) وتلقيهما احترامًا زائفًا من المجتمع.
وقدم تامر حسني عبر هذه الكوميديا قضية اجتماعية تستحق الوقوف عندها وهي الاعتماد على المظهر والمنصب في التعامل مع الآخرين وكيف يعيش الإنسان بالخداع ليس بالثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
جاء الفيلم من بطولة تامر حسني، أكرم حسني، أمينة خليل، ماجد المصري، دلال عبد العزيز، محمود البزاوي ومن إخراج محمد جمال العدل .
فيلم 'مش أنا' (2021)
في فيلم 'مش أنا' قام تامر حسني بتقديم نوع جديد من الكوميديا في أعماله وهي الكوميديا الإنسانية التي تستند إلى واقع مرير، حيث حوّل مرضاً عصيباً إلى مادة تشابك بين الضحك والدموع لتسليط الضوء على هذا المرض النادر.
وتدور أحداث الفيلم حول 'حسن' (تامر حسني)، شاب يعيش مع والدته المريضة (سوسن بدر)، ويحلم ببيع لوحاته الفنية لتوفير المال لعلاجها. تتفاقم أزمته عندما يُصاب بـ 'متلازمة اليد الغريبة' Alien Hand Syndrome، وهي حالة نادرة تفقده السيطرة على يده اليسرى، التي تتحرك بشكل مستقل وتتسبب في مواقف محرجة. ويُرفض تصديق حالته من المحيطين، مما يدفعه للصراع بين اليأس والأمل، خاصة بعد وقوعه في حب 'جميلة' التي تتعاطف معه. ويتوج الفيلم بمحاولة 'حسن' العلاج عبر المشاركة في مسابقة رسم دولية ويفوز بملغ مالي كبير.
وأثبت تامر حسني من خلال فيلم 'مش أنا' أن الكوميديا قادرة على نقد الواقع دون تغييب عمقه، شرط احترام الخط الرفيع بين التوعية والاستغلال.
جاء فيلم مش أنا من بطولة كلا من تامر حسني، وحلا شيحة، وماجد الكدواني، وحجاج عبد العظيم، وسوسن بدر ومن إخراج سارة وفيق.
قد يعجبك.. ما بين الطيران وعروض الزواج واللفتات الإنسانية: مشاهد لن تجدها إلا في حفلات تامر حسني
مواجهة العصر الرقمي عبر كوميديا ناقدة
فيلم 'تاج' (2023)
بدأ تامر حسني هذا النوع من الكوميدية في فيلم 'تصبح على خير' ثم عمق توظيفها من خلال فيلم 'تاج' حيث وظّف الفيلم الكوميديا عبر مزج عناصر الخيال العلمي والمواقف اليومية الساخرة، حيث اعتمد على المفارقات الناتجة عن القدرات الخارقة لتوأمَين متطابقَين (تامر حسني في دوري 'تاج' و'هارون')، مما أوقعهما في سلسلة من المواقف المضحكة.
ويظل 'تاج' خطوة مبتكرة في كوميديا تامر حسني، محوّلًا 'القدرات الخارقة' من أدوات إثارة تقليدية إلى أداة للضحك على تناقضات العصر الحديث.
وجاء من بطولة تامر حسني، دينا الشربيني، هالة فاخر وعمرو عبد الجليل، ومن إخراج سارة وفيق.
فيلم 'ريستارت' 2025
في فيلم 'ريستارت' الذي انطلق عرضه مؤخرًا استطاع تامر حسني في استخدام وتوظيف الكوميديا كأداة ناقدة لهوس الشهرة الرقمية عبر مواقف ساخرة تعكس تناقضات العصر الحديث، حيث قدّم تامر حسني دور 'محمد' فني الهواتف وهنا الزاهد بدور 'عفاف' مؤثرة رقمية سلسلة من المواقف الكاريكاتيرية حيث يتعاونان مع عائلتيهما الكوميدية بحثاً عن الشهرة عبْر الإنترنت. وبمساعدة 'الجوكر'، وكيل رقمي مريب، يحققان نجاحاً كبيراً، لكن مع تدفُّق الشهرة والثروة، تفقد العائلة القيم والمبادئ التي كانت تجمعها.
ويشارك تامر حسني في بطولة الفيلم كلٌّ من: هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، عصام السقا، ميمي جمال، أحمد عزيز، أحمد علي. وعدد من ضيوف الشرف، على رأسهم: إلهام شاهين، محمد رجب، شيماء سيف، رانيا منصور، توانا الجوهري، ولاعب نادى الزمالك السابق أحمد حسام ميدو. والفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر. وإخراج سارة وفيق.
استطاع تامر حسني، عبر 20 عاماً، تحويل الكوميديا من مجرد وسيلة تسلية إلى أداة تشريح اجتماعي. بدأ بسيد العاطفي وعمر وسلمى كقصة حب خفيفة، ووصل إلى ريستارت كصوت مرتفع ينتقد الانفصال عن الواقع بسبب أمراض العصر الرقمي.
