لماذا لم يرتد "بابلو" وجمهوره "التوكسيدو"؟ وهل خضع ناير ناجي لنوتة "السين"

بثباته المعهود أطل اليوم مروان بابلو، في مشهد لم يتوقعه أحد في يوم ما، ربما هو أيضًا لم يكن في مخيلته أو طموحه الفني، شاب من الإسكندرية، نشأ في حي الحضرة، استطاع أن يحول واحدة من أعرق ألوان الموسيقى وأرقاها، من منظومة كانت تهاجمه، وتعتقد هي وغيرها أن أعماله فقاعة ستنتهي، إلى رفاق له على مسرح واحد في دويتو موسيقى للمرة الأولى في تاريخ الراب سين.

اليوم شعرت إنني أمام مشهد سينمائي من فيلم يحكي قصة حياة شاب شغوف بالموسيقى، توجت أحلامه بالصعود على خشبة المسرح وفي خلفيته مجموعة من أمهر عازفي الأوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجي، ربما هذا المشهد هو الأقرب لي من وقت صعود بابلو على المسرح بعدما هيأت له الأوركسترا صعوده بمقطوعة حماسية تفاعل معه الآلف من عشاق بابلو الذين تفاعلوا معه كأنهم يعرفون رنين تراكاته على لحن المايسترو من سنوات وكأنها ليست التجربة الأولى له.

'وده اللي كان نِفسي فيه حاسس بنفسي، كينج أنا الكونج طاير فوق السين زي الدرون'، هذه كلمات تراك 'راكور' التي تصف مشهد تواجد بابلو وهو يقف شامخًا، يحميه جمهوره الذي ردد كلماتها وسط صمت بابلو وتفاعل الأوركسترا معهم وجهًا لوجه، هنا أثبت بابلو وسين الراب، أن الهجوم الذي طال بعضهم وقت ظهورهم قد ذال، فلما لا، فاليوم انعكست الآية لصالحهم.

'معاكو بابلو واحدة انتظار داخل بالتوكسيد وظابط النظام'، تلك كلماته في تعاونه مع نانسي عجرم بأغنية 'عيشها بعافية'، والتي لم تجعل بابلو يستخدمها اليوم ويدخل حفله بالتكسيدو مثل المايسترو ناير ناجي والأوركسترا، فالجميل في تلك الليلة هو تقابل الثقافتين وعدم تعارضهم مع بعضهم، فظهور بابلو بملابسة المعتادة، لم يمنع المايسترو ورفاقه من ملابسهم الرسمية.

ولكن هل كان المايسترو ناير ناجي، وفرقته سعداء في تلك الليلة، فهناك مشاهد لم تكن مألوفة بالنسبة لهم، ولعل أهمها ذلك الجمهور على مختلف أعمارهم التي تتراوح ما بين 16 عام وأقل إلى 30 عامًا، فتلك الصيحات المنطلقة من أفواههم لم تصل إلى باب الأوبرا أو حفلات الأوركسترا بوجه عام، أيضًا مشاهد رفع صديق لصديقه لم يشاهدوها من قبل، مشهد خلع تيشرت تفاعلًا مع تراكتهم المفضلة لم يكن بالطبع فالحسبان.

كان من الملفت في تلك الليلة ظهور الرابر أبيوسف، الذي لولاه لما ظهر بابلو وجيل كامل، هذا وصف بابلو أثناء تقديمه له على المسرح، في مشهد يعيد للذاكرة حب أبيو للطرب ومدحت صالح الذي عشق أغنية النور مكانه في القلوب، فتفاعل أبيو مع الأوركسترا شكل حالة فنية ربما لم تخطر على ذهنه هو الآخر.