لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٤
تمكن العلماء باستخدام المعلومات المستخرجة من الصخور على سطح الكرة الأرضية، من تتبع شكل خريطة الكوكب على مدار الـ 1.8 مليار سنة الماضية، عن طريق إعادة بناء تكتونية الصفائح للكرة الأرضية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رسم خريطة للكوكب على مدار الـ 40% الأخيرة من تاريخه، كما هو موضح في الرسوم المتحركة بالفيديو الموجود بالتقرير أدناه.
نشرت هذه الدراسة، التي قادها شيانزي تساو، من الصين، في المجلة العلمية Geoscience Frontiers. وأشارت إلى إن الفيديو الذي يوضح رسم خريطة لكوكب الأرض عبر تاريخه الطويل يشبه الرقصة. كما لو كانت أعمال فنية طبيعية، على حد تعبير الباحثين.
مراحل تطور الخريطة
تبدأ الخريطة بالصورة الحالية المألوفة للجميع. ثم تتراجع بالزمن إلى الوراء، حيث تتحرك الهند بسرعة جنوبًا، تليها أجزاء من جنوب شرق آسيا، حيث تتشكل القارة القديمة 'غوندوانا' في نصف الكرة الجنوبي.
ارتبطت غوندوانا بأمريكا الشمالية وأوروبا وشمال آسيا لتشكيل قارة عظمى تسمى 'بانجيا'. ثم يستمر إعادة البناء إلى الوراء عبر الزمن، حيث تظهر قارة عظمى سابقة تسمى 'رودينيا'. ولا يتوقف الأمر عند هذه المرحلة. بل تتشكل رودينيا بدورها من تفكك قارة عظمى أقدم تسمى 'نونا' منذ حوالي 1.35 مليار سنة.
لماذا تتغير خريطة الأرض؟
يرجع ذلك إلى تميز الأرض من بين الكواكب الأخرى في النظام الشمسي. يمتلك كوكبنا صفائح تكتونية تحتك بعضها البعض وتخلق الجبال، أو تنفصل وتشكل الهزات والتجويفات التي تمتلئ بعد ذلك بالمحيطات.
تساهم أيضًا حركة الصفائح التكتونية تلك في تآكل العناصر البعيدة تحت الأرض من الصخور، والتي ينتهي بها المطاف في الأنهار والمحيطات. وبالتالي، تستفيد منها للكائنات الحية.
أهم هذه العناصر هو الفسفور على سبيل المثال، لأنه مسؤول عن تشكيل هيكل جزيئات الحمض النووي. وكذلك الموليبدينوم، الذي تستخدمه الكائنات الحية لاستخراج النيتروجين من الغلاف الجوي وصنع البروتينات والأحماض الأمينية، والتي تعد اللبنات الأساسية للحياة.
أهمية رسم خرائط الأرض
يعتبر رسم خرائط للكوكب هي المرحلة الأولى في بناء نموذج رقمي كامل للأرض عبر تاريخها. يسمح هذا النموذج بفهم الماضي الأرضي. على سبيل المثال، لماذا تغير مناخ الأرض، وكيفية تغير الأرض خلال هذا الوقت. بالإضافة إلى فهم الكثير عن كوكبنا الذي لم نعرف سوى لمحة عنه.
لذلك، تعتبر محاولة رسم خرائط لآخر 1.8 مليار سنة من تاريخ الأرض، قفزة إلى الأمام في التحدي العلمي الكبير لفهم عالمنا. ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تحسنًا كبيرًا في فهم تاريخ الأرض.
تم إجراء هذه الدراسة بالتعاون بين الباحثين: زيان تشي تساو، وسيرغي بيسارفسكي، ونيكولاس فلامنت، وديريك هاستروك، وديتمار مولر، وسانزونغ لي؛ كمؤلف مشارك. بالإضافة إلى العديد من الطلاب والباحثين من مجموعة Tectonics and Earth Systems في جامعة أديلايد. وكذلك العديد من الباحثين الذين قاموا بالعمل الجيولوجي الأساسي الذي يعتمد عليه هذا البحث.
