المصممة سجى اليوسف : البشت الحساوي..موروث ثقافي أصيل

نظَّمت وزارة الثقافة السعودية، ضمن مبادراتها للاهتمام بالتراث الوطني والموروث الشعبي، فعاليةً بعنوان 'البشت الحساوي'. واشتملت الفعالية على خمسة مسارات رئيسة، تمَّ استلهامها من ثقافة محافظة الأحساء العريقة ،بالمنطقة الشرقية ، وجذبت الفعالية عدد كبير من الزوار الذين تعرفوا على تاريح حياكة وصناعة البشت الحساوي الذي يعد رمزا ثقافيا عميقا بفضل جودته العالية ومظهره الجمالي الأخاذ.

كما قدَّمت الفعالية موروثاتٍ أخرى، تشتهر بها منطقة الأحساء، منها 'الخبز الأحمر، والرز الحساوي، والتمر الحساوي'، إضافةً إلى القهوة السعودية.

'سيدتي نت ' التقى سجى اليوسف، مصممة الأزياء ومؤسِّسة علامة 'Sajas' للمجوهرات و الأزياء، التي شاركت بالحدث للحديث عن البشت الحساوي ، وأهم ماتضمنته الفعالية من أنشطة ومسارات.

أوضحت المصممة سجى اليوسف أن 'احتفاء وزارة الثقافة بالبشت الحساوي، جاء بوصفه عنصراً ثقافياً أصيلاً، يعبِّر عن الهوية السعودية، حيث نظَّمت معرضاً، يوثق قيمة البشت، وتضمَّن ورشَ عملٍ حية، اختصَّت في صناعة البشوت، إلى جانب الاحتفاء بالحرف اليدوية الوطنية، مثل حياكة البشوت، وتخصيص أركانٍ للموروث الشعبي، منها ركن العرضة السعودية، والسامري. كذلك اشتملت المبادرة على مسرح الحكواتي'.

وحول أهمية تنظيم الفعالية في الأحساء، قالت: 'من المعروف منذ الأزل أن منطقة الأحساء في السعودية تشتهر بصناعة البشت، وقد تميَّزت في ذلك خليجياً، وتلاقي منتجاتها من البشوت رواجاً كبيراً، يتعدى الحدود، وسيظل أبناء الأحساء يتوارثون هذه المهنة جيلاً بعد آخر'.

مضيفةً 'تركز فعالية البشت الحساوي، التي تأتي بتنظيمٍ من وزارة الثقافة، على هذا الموروث الأحسائي الأصيل، وتفاصيل صناعته لما فيه من عراقةٍ واعتزازٍ وفخرٍ'.

وأثنت سجى على اهتمام وزارة الثقافة بأدق تفاصيل الفعالية، سواءً المكان أو الأنشطة المصاحبة، كما أشادت بتطويرها قطاع الأزياء، خاصةً البشوت، مؤكدةً فخرها بأن تكون جزءاً من هذه الفعالية، حيث تمَّ اختيارها لتصميم أزياء المنظِّمين، وتحديداً 'السديري' بطابع البشت الحساوي.

تابعي المزيد: المصممة سجى اليوسف تبتكر طريقة جديدة لتصميم البشت النسائي

وعن سبب اختيارها اللون الأخضر للأزياء التي قدَّمتها، قالت سجى : 'اخترت الأخضر لاشتهار منطقة الأحساء بالنخيل، والزراعة بشكلٍ عام، فهي أكبر واحةٍ زراعية بالمنطقة، وزيَّنت القطع المقدَّمة بنقشة المروبع باللونين الذهبي والفضي، وهو نوعٌ من أنواع النقشات الأحسائية الشهيرة للبشوت'، مضيفةً 'البشت أصبح جزءاً من هويتي في التصميم، وأفتخر بارتباط اسمي بهذا الموروث العظيم'.

وأكدت سجى في ختام حديثها ، أن 'الفعالية رائعةٌ ومميزة، وعرَّفت الجميع بعراقة وأصالة هذا الموروث العظيم، فمن الجميل جداً أن يتعرَّف زوَّار المنطقة على تاريخ وتفاصيل صناعة البشت، وأنواع البشوت، وأسماء تطريزاته، والأدوات المستخدمة في صناعته، والحمد لله شهدنا إقبالاً كبيراً على الفعالية، والأجمل من ذلك أنه تم تخصيص يومٍ لأكبر تجمُّعٍ للبس البشوت، وقد لاقى الحدث أصداءً رائعة'.