ناسا تكشف عن صورة مقربة مذهلة لكويكب غريب.. هل يصطدم بالأرض؟

في إنجاز جديد لمهمتها لاستكشاف أصول النظام الشمسي، نجحت مركبة ناسا الفضائية 'لوسي' في التحليق بالقرب من ثاني الأهداف المدرجة على قائمتها من الكويكبات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقد أرسلت المركبة صورا مذهلة، وثقت الشكل الفريد لهذا الجسم الفضائي المستطيل، والذي يتكون من فصين متصلين بطريقة غريبة.

معلومات عن الكويكب الغريب

كشفت البيانات الأولية أن الكويكب الذي يحمل اسم 'دونالدجوهانسون'، تكريما لعالم الأنثروبولوجيا مكتشف أحفورة سلف الإنسان المعروفة باسم 'لوسي'، ينتمي إلى فئة 'ثنائي التلامس'. يتميز هذا النوع من الكويكبات بهيكلين منفصلين متصلين بعنق ضيق، ويشبه، كما وصفته ناسا في تقريرها المصور، زوجا من أقماع الآيس كريم المتداخلة.

علق الدكتور هال ليفيسون، عالم الكواكب في معهد ساوث ويست للأبحاث والباحث الرئيسي لمهمة 'لوسي'، قائلا: 'يظهر الكويكب دونالدجوهانسون تركيبة جيولوجية معقدة بشكل لافت للنظر. إن دراسة هذه الهياكل المعقدة بالتفصيل ستكشف لنا معلومات حيوية حول اللبنات الأساسية والعمليات التصادمية التي أدت إلى نشأة الكواكب في نظامنا الشمسي.'

كواليس التقاط الصورة المذهلة

خلال تحليقها الذي بلغ أقرب نقطة له حوالي 960 كيلومترا من سطح الكويكب في العشرين من أبريل، التقطت 'لوسي' صورا متتالية كل ثانيتين تقريبا. وقد أكدت هذه الصور الطبيعة الثنائية لدونالدجوهانسون، أي أنه جسم مركب تشكل نتيجة التحام جسمين سماويين أصغر حجما بفعل الجاذبية.

تبين أن حجم دونالدجوهانسون أكبر قليلا؛ مما كان يقدر سابقا، حيث يبلغ طوله حوالي ثمانية كيلومترات وعرضه عند أوسع نقطة حوالي ثلاثة كيلومترات ونصف.

يذكر أن هذا اللقاء الفضائي، الذي تزامن مع احتفالات عيد الفصح، جاء بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على إطلاق مهمة 'لوسي'، وسبعة عشر شهرا بعد تحليق المسبار الذي يبلغ عرضه حوالي ستة عشر مترا بالقرب من هدفه الأول، الكويكب 'دينكينش' وقمره الصغير 'سلام'. وقد كشفت البيانات أيضا أن 'سلام' هو الآخر عبارة عن ثنائي تلامس.

إنجاز علمي

يعتبر الباحثون أن هذين اللقاءين اللذين حققتهما 'لوسي' في حزام الكويكبات الرئيسي، الواقع بين مداري المريخ والمشتري، بمثابة استعدادات أولية للمرحلة الأساسية من المهمة، والتي تتمثل في إجراء دراسة تفصيلية لما يعرف بكويكبات طروادة الخاصة بكوكب المشتري.

تستقر هذه الكويكبات بشكل آمن في نقاط مدارية محددة حول كوكب المشتري بفعل تأثير جاذبيته الهائلة. ولم تتمكن أي مركبة فضائية من الاقتراب من هذه الكويكبات من قبل.

يؤكد توم ستاتلر، عالم برنامج ناسا لمهمة 'لوسي' التي تقدر تكلفتها بنحو 989 مليون دولار، أن جودة الصور الأولية التي تم الحصول عليها تبرهن على 'القدرات الهائلة' للأجهزة العلمية المثبتة على متن المركبة. وأضاف قائلا: 'إن إمكانية فتح آفاق جديدة لفهم تاريخ نظامنا الشمسي عندما تصل لوسي إلى كويكبات طروادة هائلة حقا.'

خلال الأسابيع القادمة، سيقوم الباحثون باستقبال ومعالجة وتحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة التصوير المختلفة على متن 'لوسي'، بما في ذلك جهاز التصوير بالأبيض والأسود، وجهاز التصوير الملون، ومقياس الطيف بالأشعة تحت الحمراء، ومقياس الطيف الحراري بالأشعة تحت الحمراء.

ومن المقرر أن تقضي المركبة الفضائية معظم هذا العام في التنقل عبر حزام الكويكبات الرئيسي. كما أن من المتوقع أن يكون أول لقاء لمركبة 'لوسي' بكويكب طروادة الخاص بالمشتري، والذي يحمل اسم 'يوريباتس'، في شهر أغسطس من عام 2027. وستتبع ذلك أربعة لقاءات أخرى مع كويكبات طروادة بين عامي 2027 و2033.