هل تؤثر الأطعمة المجمدة والمعلبة في الخصوبة؟

أصبح تأثير النظام الغذائي على الخصوبة محور اهتمام متزايد في الآونة الأخيرة، خصوصًا مع الانتشار الواسع لاستهلاك الأطعمة المجمدة والمعلبة.

ورغم ما توفره هذه الأطعمة من سرعة وسهولة في التحضير، تكشف بعض الدراسات الطبية عن احتمالات ارتباطها بآثار سلبية على الصحة الإنجابية.

تأثير الأطعمة المجمدة والمعلبة في الخصوبة

الخصوبة لا تتأثر فقط بالعوامل الوراثية أو العمر أو التوازن الهرموني، بل يلعب النظام الغذائي دورًا أساسيًّا كذلك. وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور كشيتز مرديا، خبير الإخصاب والمدير التنفيذي لمستشفى إنديرا IVF، أن بعض أنواع الأطعمة قد يكون لها تأثير مباشر في فرص الحمل.

وبحسب ما أوضحه في حديثه لدورية Onlymyhealth المتخصصة في الشؤون الصحية، فإن الأطعمة المجمدة والمعلبة على وجه الخصوص قد تنعكس سلبًا على الصحة الإنجابية بطرق متعددة.

المواد الكيميائية المضافة

تحتوي الأطعمة المعلبة والمجمدة على مواد حافظة ومواد كيميائية، مثل: الفثالات والبيسفينول A، والتي تُعرف بقدرتها على تعطيل عمل الهرمونات.

هذه المركبات قد تؤثر مباشرة في توازن الهرمونات الجنسية؛ ما يؤدي إلى ضعف الإباضة لدى النساء وانخفاض جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال. ومع مرور الوقت، يرفع هذا الخلل احتمالية مواجهة صعوبات في الحمل بشكل ملحوظ.

الدهون المتحولة

تتواجد الدهون المتحولة بكثرة في البيتزا المجمدة، المخبوزات التجارية، والوجبات الجاهزة. هذا النوع من الدهون يعزز الالتهابات ويؤثر سلبًا في حساسية الأنسولين؛ ما يؤدي إلى تراجع جودة البويضات وضعف إنتاج الحيوانات المنوية.

كما أن للدهون المتحولة تأثيرًا مباشرًا على مستويات بعض الهرمونات المسؤولة عن التبويض الطبيعي، الأمر الذي يجعل الاستهلاك المنتظم لها عاملاً يزيد من مخاطر العقم بشكل ملحوظ.

ارتفاع السكريات والكربوهيدرات المُعالجة

تحتوي العديد من الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة على نسب عالية من السكريات والكربوهيدرات المُكررة؛ ما يزيد خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين.

وترتبط هذه الحالة بشكل مباشر بضعف الإباضة ومتلازمة تكيس المبايض لدى النساء، إلى جانب تراجع جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال. ومع الاستهلاك المتكرر لهذه الأطعمة، يدخل الجسم في حالة من الخلل الأيضي تجعل عملية التخصيب أكثر صعوبة وتقلل من فرص الحمل.

فقر العناصر الغذائية الأساسية

تميل الأطعمة المصنّعة إلى الافتقار للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وهي عناصر أساسية تلعب دورًا محوريًّا في تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية.

غياب هذه المغذيات يسهم في زيادة الإجهاد التأكسدي داخل الأنسجة التناسلية؛ ما يضعف الخصوبة بشكل واضح. في المقابل، يساعد النظام الغذائي الغني بالخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأحماض الدهنية الصحية على رفع فرص الحمل، مع تعزيز توازن الهرمونات والحفاظ على صحة الجهاز التناسلي.

الأطعمة المجمدة والمعلبة قد تضعف الخصوبة بسبب قلة قيمتها الغذائية واحتوائها على دهون متحولة ومواد حافظة. لذلك يجب الحد من تناولها واتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الأطعمة الطازجة والطبيعية.