لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
شهد مطار سبها الدولي جنوب ليبيا واقعة إنسانية لافتة، أثارت موجة عارمة من التعاطف والإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي، كان بطلها الحاج الليبي عامر المهدي منصور القذافي، أحد الفائزين بقرعة حج 2025، والذي كاد أن يُحرم من أداء المناسك بسبب عائق أمني مفاجئ، قبل أن تتدخل الأقدار بشكل درامي أتاح له اللحاق بالرحلة في اللحظات الأخيرة.
مشكلة أمنية تحرمه من اللحاق بالطائرة
وبحسب ما نقلته إذاعة 'مصراتة' المحلية، فقد حضر الحاج عامر إلى المطار في الموعد المحدد وأتمّ جميع الإجراءات المطلوبة للسفر إلى الأراضي المقدسة، غير أن رجال الأمن أبلغوه قبل صعوده إلى الطائرة بلحظات بوجود إشكالية تتعلق باسمه في جواز السفر، حالت دون لحاقه بالطائرة.
ورغم الجهود التي بُذلت لحل الموقف، أقلعت الطائرة بالفعل باتجاه مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، تاركة الحاج عامر في صالة المطار، متمسكًا بأمل السفر، متمسكًا بنيته ويقينه بأن رحلته للحج لم تنتهِ بعد، ومؤمنًا بأن 'ما كتبه الله سيكون'.
الطائرة تأبى الوصول دون 'راكبها الغائب'
لكن أحداثًا غير متوقعة قلبت المعادلة؛ إذ اضطرت الطائرة للعودة إلى المدرج بعد إقلاعها بدقائق قليلة بسبب عطل فني مفاجئ، ما فتح نافذة جديدة من الأمل أمام الحاج. وبينما بدأ العاملون بالمطار بالتحرك مجددًا لإدخاله، رفض قائد الطائرة فتح الباب أو إنزال السلم، وأقلعت الطائرة للمرة الثانية.
وبعد فترة وجيزة، وقع عطل جديد في نظام الكبح أجبر الطائرة على العودة مجدداً، في مشهد استثنائي أثار دهشة وتعاطف الجميع، وكأن الرحلة 'تنتظر' راكبها الغائب.
قائد الطائرة يصر 'لن نُقلع بدونه!'
هذه المرة، تدخلت السلطات المختصة، وطلب قائد الطائرة شخصيًا إدخال الحاج عامر، مخاطبًا المعنيين بعبارة حازمة: 'وين الحاج عامر؟ لن نُقلع بدونه'. وعلى الفور، سُمح له بالصعود ليكون أول من يعتلي الطائرة في محاولتها الثالثة، التي أقلعت بنجاح نحو الأراضي المقدسة.
'ربك ما يقسم إلا الخير'
وفي أول فيديو نشره بعد وصوله إلى السعودية، أعرب الحاج عامر عن امتنانه وسعادته قائلًا: 'الحمد لله، نحن الآن في طريقنا إلى بيت الله الحرام.. وربك ما يقسم إلا الخير'.
ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قصة عامر المهدي، بأنها لم تكن مجرد تأخير في الرحلة، بل تجسيداً حقيقياً للثقة بقضاء الله، ورسالة بأن ما كُتب للإنسان لن يُحرمه منه شيء، حتى وإن تعطّلت الطائرات ثلاث مرات، لتكون رحلته شاهدًا على قوة الإرادة والإيمان.