قصة جزيرة الأفاعي.. موطن أخطر الثعابين في العالم

تتنوع عجائب العالم بين أثار غريبة أو مبان ومنشآت ذات تصاميم غير تقليدية أو أماكن ومساحات طبيعية تتميز ببعض الصفات غير العادية التي تجعلها مميزة ومختلفة عن غيرها. لكن ماذا لو كانت هذه العجيبة موطنًا لواحد من أخطر الكائنات على سطح الأرض، الثعابين.

هذا ما ينطبق على جزيرة الثعابين، والتي تعد واحة من الجمال الطبيعي مع غاباتها الخضراء ورمالها البيضاء. بالإضافة لكونها موطن آلاف الثعابين السامة. ولذلك، تعتبر واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض.

في هذا التقرير، سنخوض رحلة عبر مملكة الزواحف هذه، ونكشف عن أسرارها الغامضة، ونستكشف تاريخها العريق، ونقدم معلومات مثيرة عن الثعابين السامة التي تعيش فيها.

قصة جزيرة الثعابين

تقع جزيرة الأفاعي، المعروفة باسم إلها دا كويمادا غراندي، قبالة سواحل البرازيل في المحيط الأطلسي، على بعد 32 كم من مدينة سان باولو.

تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 43 هكتارًا فقط، أي ما يعادل 0.43 كيلومترًا مربعًا. وسميت بهذا الاسم بسبب كثرة الأفاعي التي تعيش عليها، حيث يوجد ما يقارب 5 أفاع لكل متر مربع.

يعود أول توثيق تاريخي لاستكشاف هذه الجزيرة إلى عام 1532، حيث عثرت عليها الحملة الاستعمارية التي أُرسلت إلى البرازيل بقيادة الجندي البرتغالي مارتيم أفونسو دي سوزا.

ظلت الجزيرة غير مأهولة بالسكان حتى نهاية القرن التاسع عشر. وقتها، قررت البحرية البرازيلية إنشاء منارة بحرية هناك، يتولى صيانتها مجموعة من حراس المنارات الذين عاشوا هناك، حيث كان العمل صعبا وخطيرًا بسبب هجمات الثعابين.

وفي عشرينيات القرن العشرين، تقرر تشغيل المنارة آليًا. ومنذ ذلك الحين، لم يقم أحد في جزيرة الثعابين.

بدأ الباحثون الاهتمام بهذه الجزيرة الغريبة منذ بداية القرن العشرين، تحديدا عام 1911. وفي عام 1921، تم وصفها بأنها نوع جديد من الجزر حول العالم من قبل عالم الزواحف والبرمائيات أفرانيو دو أمارال، الباحث في معهد بوتانتان. ومنذ ذلك الحين، يقوم مركز الأبحاث البيولوجية في ساو باولو، المتخصص في الحيوانات السامة، بدراسة الثعبان.

أنواع الأفاعي في جزيرة الثعابين

هناك العديد من الأفاعي الموجودة هناك، حيث تتمتع الجزيرة بأعلى كثافة سكانية لنوع واحد من الثعابين في العالم، بسبب عدد ثعابين جاراراكا أو 'أفعى الحفر' التي تعيش في أراضيها. بالإضافة إلى أنواع أخرى من بينها:

الأفعى الرقطاء

من أكثر أنواع الأفاعي انتشارًا على الجزيرة، ويبلغ طولها 70 سم، ولديها سم قاتل.

تعرف الأفعى الرقطاء بجلدها المغطى بِبقع سوداء وحمراء زاهية، مما يمنحها جمالاً فريدًا يميزها عن غيرها من الزواحف. وتتراوح أحجامها بين 60 و120 سم، وتتميز بِرأس مثلث الشكل وذيل قصير.

الأفعى الخطية

أطول أنواع الأفاعي على الجزيرة، حيث يصل طولها إلى 1.2 متر، ولديها سم قاتل أيضًا.

تتمتع الأفاعي الخطية بخصائص فريدة تجعلها من أكثر المخلوقات إثارة للاهتمام على وجه الأرض. أجسادها الرشيقة تسمح لها بالانزلاق عبر مختلف التضاريس، بينما تمنحها حواسها الحادة القدرة على رصد الفريسة والحيوانات المفترسة من بعيد.

الأفعى المرجانية

أفعى صغيرة ملونة، ولديها سم قاتل أيضًا، لكنها ليست عدوانية مثل الأنواع الأخرى.

تتميز الأفعى المرجانية بألوانها الزاهية التي تتراوح بين الأحمر والبرتقالي والأصفر والأسود. تختلف أنماط الألوان هذه من نوع لآخر، مما يضفي على هذه الأفاعي تنوعًا فريدًا.

سبب كثرة الأفاعي

عاشت الأفاعي على الجزيرة لفترة طويلة دون وجود أي حيوانات مفترسة، مما سمح لها بالتكاثر بكثرة. كما تتوفر على الجزيرة كمية كبيرة من الطيور المهاجرة، وهي المصدر الغذائي الرئيسي للأفاعي.

بالإضافة إلى ذلك، تكيفت الأفاعي مع بيئة الجزيرة، وأصبحت أكثر قدرة على الصيد والاختباء. الأمر الذي جعلها تتكاثر بشكل كبير فيها وتنتشر في كل مكان، حتى أصبحت الجزيرة من أخطر الأماكن على وجه الأرض بسبب كثرة الأفاعي السامة.

معلومات عن جزيرة الأفاعي

. وفقًا لعلماء الأحياء من معهد بوتانتان، الذين يدرسون حيوانات المنطقة منذ عام 1911، يقدر عدد الثعابين في الجزيرة بما لا يقل عن 15 ألف ثعبان من أنواع مختلفة.

. يوجد في كويمادا غراندي 45 ثعبانًا في كل هكتار الواحد.

. تعد المنطقة ثاني أكبر تجمع للزواحف في العالم بعد جزيرة شيداو في الصين.

. يوجد على الجزيرة أعلى كثافة سكانية لنوع واحد من الثعابين في العالم وهي أفعى جاراراكا.

. ينصح الأشخاص الذين لديهم فوبيا من الثعابين بعدم الاقتراب من هذا المكان.

. تمنع الحكومة البرازيلية دخول الجزيرة لحماية الزوار من خطر الأفاعي.

. يسمح بدخول الجزيرة للباحثين العلميين بإذن خاص.

. شهدت الجزيرة تدهورا ملحوظا في الموائل وانتشار بعض الأمراض فيها، حيث انخفضت الحياة فيها بنسبة 50٪ تقريبًا في الخمسة عشر عامًا الماضية.

. منذ عام 1985، تم إدراج المنطقة كوحدة حماية فيدرالية.

. تحظر البحرية البرازيلية الصيد حول الموقع، مما يساهم في الحفاظ على الحياة المائية.

أساطير حول المنطقة

هناك العديد من الأساطير حول جزيرة الأفاعي، مثل وجود وحش ضخم يشبه الثعبان يعيش على الجزيرة. وهناك أيضًا قصة عن قيام قراصنة بإسقاط الثعابين على الجزيرة لحماية الكنوز المدفونة.

وفي الواقع، تطورت الثعابين في الجزيرة منذ 11 ألف عام مضت، عندما ارتفعت مستويات سطح البحر لفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للبرازيل ، مما تسبب في غزو الثعابين الهائل.

في النهاية، إذا كنت تخشى الثعابين بشدة، فهذه الجزيرة في البرازيل ليست مكانًا مناسبًا لك للزيارة باعتبارها موطن أخطر الثعابين في العالم، وبالتحديد أفعى الحفر التي يمكن أن يكون سمها قاتلاً في غضون ساعة إذا عضتك.

هذا لا يترك الكثير من الوقت للوصول بأمان إلى المستشفى في حالة تعرضك للعض، حيث تقع جزيرة كويمادا غراندي على بعد 35 كيلومترًا قبالة ساحل البرازيل، وبالتالي يستغرق الأمر قاربًا سريعًا للغاية للعودة إلى الشاطئ والمستشفى في الوقت المناسب.