لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة لها
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
صنع لنفسه مكانة فنية مميزة ونجح في ترك بصمة في كل عمل فني قدّمه للجمهور، وآخر أعماله مسلسل 'نفس' الذي عُرض في موسم رمضان الماضي. النجم السوري عابد فهد يتحدث لـ'لها' عن كواليس مسلسل 'نفس' وردود فعل الجمهور عليه في الوطن العربي. كما يتكلم عما ينقص الدراما العربية لتصل الى مكانة عالمية، ويكشف عن محنة ابنته 'ليونا' وعلاقته بزوجته الإعلامية زينة يازجي.
- كيف كانت أصداء مسلسلك الأخير 'نفس'؟
أكثر من رائعة، لأن قصته تحاكي واقع المجتمع ولا مبالغة فيها. والجمهور استمتع بمشاهدة هذا المسلسل الدرامي الذي تدور أحداثه حول قصة حب رومانسية، وتحدٍّ يواجهه الإنسان حين يعاني شخص قريب منه من حالة مرضية صعبة، فتشتدّ العزيمة ويزداد التعلّق بالحياة، رغم الظلام الذي يعيش فيه بسبب تلك الحالة. وهناك الكثير من الروايات الأدبية والعالمية التي تناولت هذه القصص، لكن مسلسل 'نفس' قدمها بأسلوب درامي مختلف.
- هل حقق مسلسل 'نفس' نسبة مشاهدة ترضيك؟
مسلسل 'نفس' من المسلسلات التي حققت نِسب مشاهدة عالية خلال عرضه في موسم رمضان الماضي، فقد كان هناك تميّز كبير في تناول الخط الدرامي الذي رسم حكاية المسرح في المسلسل والحوار مع الجمهور؛ من خلال الممثل الذي يقف على خشبة المسرح، ورصدنا معاناة الكتّاب المسرحيين وخلو هذا المكان من الجمهور، فمسرح بلا جمهور يشبه إنساناً مُصاباً بإعاقة أو شلل.
- هل هناك شبه بينك وبين شخصية 'أنسي الرمال' التي قدّمتها في المسلسل؟
شخصية 'أنسي' قريبة مني لأنه يعشق المسرح مثلي تماماً، والمسلسل سلّط الضوء على هذا الجانب، وحاولنا كفريق عمل تقديم الفكرة بتميّز رغم تعرّضنا للضغط بسبب ضيق الوقت قبل العرض في موسم رمضان، ونال المسلسل إعجاب الكثيرين في الوطن العربي، لا سيما أن المسرح يجذب المشاهدين، وتقديمه في عمل درامي سيكون لافتاً ومميزاً، وهو الشعور الذي انتابني أثناء تصوير مشاهدي في المسلسل وتقديم شخصية 'أنسي' فيه، فأنا أحب المسرح كثيراً، وقد ساهم في تكويني الفني.
- تتعاون للمرة الثالثة مع المخرج إيلي سمعان، ما رأيك بالتجربة؟
في الحقيقة، تجربتي في العمل معه للمرة الثالثة اختصرت الكثير من الحوار، فالشراكة الدائمة فيها التواصل الفكري والروحي والفني، ونستطيع من خلالها تجاوز الكثير التحديات، وقد اتفقنا على أن يكون مسلسل 'نفس' نصاً جديداً ومحفّزاً ومستفزاً. إيلي سمعان مخرج ذكي ويهتم بأدق تفاصيل العمل الفني الذي يُخرجه، وقد سعُدت بملاحظاته حول العمل، لأنها تتوافق مع كل ما كنت أفكر فيه أثناء تقديمي للمسلسل.
- كيف وجدت العمل مع النجمين معتصم النهار ودانييلا رحمة وفريق العمل في المسلسل؟
أعشق البطولة الجماعية، والتمثيل مع فنانين موهوبين مثل معتصم النهار ودانييلا رحمة ممتع. ثمة كيمياء بيننا والانسجام بين فريق العمل ككل خلال التصوير ظهر بوضوح للجمهور.
- ما رأيك بالمسرح؟
المسرح هو المنبر الحقيقي لكل الدول المتحضّرة، مثلاً المسرح في إنكلترا أو أميركا يدل على التحضّر فيهما، وهناك عروض مسرحية استمر تقديمها لسنوات، فباريس هي منطلق العروض المسرحية الجميلة، ولا يمكن نسيان مسرحية 'البؤساء' لفيكتور هوغو، فهي من المسرحيات التي عاشت طويلاً، وكذلك مسرحية 'الدانوب الأزرق'، وغيرها الكثير من العروض المسرحية، فالمسرح يعكس واقع الأجيال.
- هل تختار أدوارك الفنية حالياً بمعايير مختلفة عن الماضي؟
بالطبع، مع مرور الزمن والتقدّم في العمر، أصبحت أختار الأدوار التي تضيف الى رصيدي الفني وترضي ذائقة الجمهور. وهذا يدفعني لتحدّي نفسي في محاولة لمواكبة الجيل الحالي. لكن ليس هناك فارق كبير بين ما قدمته في الماضي وما أقدّمه اليوم أو ما سأقدمه في المستقبل، فمعظم القصص في الأعمال الفنية قريبة من بعضها وإن تمّ تناولها بأسلوب مختلف.
- ما الذي ينقص الدراما العربية لتصل الى مكانة عالمية؟
شركات الإنتاج الضخمة، فالمُنتَج المقدَّم للجمهور العربي لا يزال خجولاً من ناحية الميزانية مقارنةً بالدراما العالمية، فلا يوجد إنتاج ضخم للأعمال العربية إلا في حالات نادرة هي التي حققت مكانة عالمية ونالت جوائز في مهرجانات عالمية.
- بعيداً من الفن، كيف تعاملت مع مرض ابنتك ليونا؟
أحمد الله على كل شيء، كانت رحلة لسنتين كاملتين مرسومة بيد الله خطوة بخطوة ويوماً بيوم. مررنا كأسرة بظروف صعبة وتأذّت مشاعرنا من شدّة القلق على ابنتنا 'ليونا'، لكن في النهاية انتصرت العواطف والمشاعر الدافئة، وفي كل مكان لنا ذكريات خاصة بتلك المحنة التي مررنا بها، لكنها تبقى مجرد ذكريات، لأن الحياة ابتسمت لنا ولابنتنا مرة أخرى.
- ما هي رسالتك لـ'سلطان الطرب' جورج وسوف بعد احتفاله بعيد ميلادك الأخير؟
'الوسوف' صديق عمري وهو فنان كبير وأرشيفه مليء بالروائع التي ستُخلَّد في تاريخ الغناء. في الحقيقة، هو نموذج نادر ولن يتكرر. هو الحاضر الغائب ومالئ الدنيا وشاغل الناس. وأؤكد أن 'أبو وديع' يشدّ الانتباه في كل أغنية يقدّمها للجمهور العربي، وحضوره على الساحة الفنية لا يزال طاغياً، فقد كتب تاريخه الفني بتألق وتميّز شديدين، ولا يزال قلبه ينبض بالحياة والأمل ومشاعر الحب لكل مَن حوله، واحتفاله بعيد ميلادي خير مثال على ذلك، وأنا أحبّه وأحترمه وأشكره على مشاعره نحوي.
- هل ما زالت زوجتك زينة يازجي تغار عليك من المعجبات؟
الغيرة نتاج نجاحنا المشترك معاً، فهي أيضاً لها معجبون ومعجبات في عملها كإعلامية مشهورة وناجحة، وذلك أمر طبيعي في حياتنا وغير مؤذٍ لنا لأنه لا يتعدّى كونه إعجاباً بشخصية مشهورة.
- ما الذي يساعد العلاقة الزوجية على الاستمرار في رأيك؟
أعتقد أن المساعد الأكبر على استمرار العلاقة الزوجية هو الحفاظ على سبب نشوئها واحترام الرابطة بين الشريكين، والتعاون بينهما لتخطي صعوبات الحياة. وحين تمر شريكتك بصعوبات تسألها عن المعاناة وتبحثان عن الحلول، كما تشتاق إليها وتستشيرها في شؤونك الخاصة؛ فتجيبك وتتناقشان لإيجاد الحلول. هكذا تستمر العلاقة بين الشريكين على مرّ السنين، كل طرف يعطي ويمنح الآخر المحبّة والتقدير ويشاركه الحياة بتفاصيلها المختلفة.