كيف يختلف اضطراب ثنائي القطب بين الرجل والمرأة؟

اضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي يتسم بالتغيرات الحادة من الناحية المزاجية.

وتشمل أعراضه حالة مزاجية شديدة تعرف ب 'الهوس'، وقد ينطوي أيضا على حلقات من الاكتئاب، ويعرف هذا المرض أيضا باسم المرض ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي.

هذا المرض ليس مرض عقلي نادر، حيث ان هناك ما يقرب من 5 مليون فرد بالغ في أمريكا مصابين به، وتبدأ أعراضه في الظهور على الأفراد من سن 25 عاما.

ويستمر الاكتئاب الناتج عن هذا الاضطراب ما يقرب من أسبوعين على الأقل.

وبعض المرضى يتعرضون لحلقات من التغيير على صعيد الحالة المزاجية عدة مرات في السنة، بينما قد يتعرض البعض لتلك التغيرات المزاجية مرات نادرة فقط لا غير.

يتسم هذا الاضطراب بـ 3 أعراض رئيسية هي: الهوس، الهوس الخفيف والاكتئاب.

* ينطوي الشعور بالهوس على:

- ميل مستمر للإنفاق

- ممارسة العلاقة الحميمة بشكل غير محمي

- تعاطي المخدرات

* ينطوي الشعور بالهوس الخفيف على:

- نفس سلوكيات الهوس لكن بطريقة أقل حدة

- عدم حدوث مشاكل في العمل، المدرسة أو في العلاقات الاجتماعية

- تغيرات في الحالة المزاجية

* ينطوي الشعور بالاكتئاب على:

- حزن شديد

- يأس

- فقدان للطاقة

- عدم الاهتمام بالأنشطة التي كان يتم الاستمتاع بها من قبل

- المرور بفترات من قلة النوم بشدة أو كثرة النوم بشدة

- وجود أفكار انتحارية

تُشَخَّص إصابة الرجال والنساء بهذا الاضطراب بأعداد متساوية، لكن الأعراض الرئيسية للاضطراب قد تختلف بين الجنسين، ويظهر الاضطراب كثيرا لدى النساء كما يلي:

- تشخيصه في وقت لاحق من الحياة (بالعشرينات أو الثلاثينات)

- اقترانه بنوبات معتدلة من الهوس

- اقترانه بنوبات اكتئاب أكثر من نوبات هوس

- اقترانه بأربع نوبات هوس واكتئاب أو أكثر من ذلك خلال العام

- اقترانه بحالات أخرى في نفس الوقت مثل أمراض الغدة الدرقية، السمنة، اضطرابات القلق والصداع النصفي

- اقترانه بتزايد خطر الإصابة باضطراب تعاطي الكحوليات

- اقترانه بكثرة الانتكاس بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحيض، الحمل أو انقطاع الطمث

رغم تشابه أعراض الاضطراب لدى الرجال والنساء على حد سواء، لكن الأعراض لدى الرجال تختلف بعض الشيء عن النساء، ونستعرض فيما يلي أبرز أعراض الاضطراب لدى الرجال:

- تشخيصه في وقت مبكر

- اقترانه بنوبات هوس أكثر حدة

- اقترانه بمشكلات تعاطي المخدرات

- اقترانه بتصرفات خارجة خلال نوبات الهوس

- اقترانه بخطر الوفاة نتيجة الانتحار

- اقترانه بعدم ميل لطلب المساعدة الطبية مقارنة بالنساء

هناك 3 أنواع رئيسية هي: الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني واضطراب المزاج الدوري، ونبرز الفوارق بينهما كما يلي:

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يتسم بظهور نوبة هوس واحدة على الأقل، ويقترن بنوبات هوس خفيف أو اكتئاب شديد قبل وبعد نوبة الهوس، ويؤثر هذا الاضطراب على الرجال والنساء بشكل متساو.

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

يتسم بظهور نوبة اكتئاب شديدة تستمر أسبوعين على الأقل. كما يتسم بظهور نوبة هوس واحدة على الأقل تستمر حوالي 4 أيام. ويعتقد أن هذا النوع أكثر شيوعا لدى النساء.

اضطراب المزاج الدوري

يتسم بظهور نوبات من الهوس الخفيف والاكتئاب، وتلك الأعراض تكون أقصر وأقل حدة من الهوس والاكتئاب الذين ينتجان عن الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.

اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال

يعد تشخيص الاضطراب لدى الأطفال مثار جدل، وهو ما يرجع في المقام الأول إلى أن الأطفال لا يُظهِرون دوما نفس أعراض الاضطراب التي يظهرها البالغون. كما ان حالاتهم المزاجية وسلوكياتهم قد لا تتبع أيضا المعايير التي يستخدمها الأطباء لتشخيص الاضطراب لدى البالغين.

اضطراب ثنائي القطب لدى المراهقين

قد تتسبب التحولات الهرمونية والتغيرات التي تطرأ على حياة المراهق مع بلوغه مرحلة المراهقة في إصابته باعتلال بسيط أو بزيادة في حدة العاطفة لديه من وقت لآخر. لكن قد تؤدي بعض التغيرات التي تحدث للمراهقين إلى حدوث حالات أكثر خطورة، كما اضطراب ثنائي القطب.

الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب

بينما قد يؤدي اضطراب ثنائي القطب للشعور بحالة من الاكتئاب، فهي ليست نفس الحالة المرضية التي تعرف ب 'الاكتئاب'. وبينما قد يُسَبِّب اضطراب ثنائي القطب تقلبات مزاجية بالإيجاب وبالسلب، لكن الاكتئاب يتسبب دائما في حالات مزاجية وعاطفية 'محبطة'.

- الوراثة

- تركيبة الدماغ

- العوامل البيئية

نعم، يمكن أن ينتقل هذا الاضطراب من أحد الأبوين إلى الأبناء. وأظهرت البحوث وجود علاقة وراثية قوية لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. فإن كان لديك قريب يعاني من هذا الاضطراب، فإن احتمالات إصابتك أنت أيضا تزداد بمعدل يتراوح من 4 إلى 6 مرات أكثر من غيرك ممن لا يوجد لديهم نفس الإصابة في عائلاتهم. لكن هذا لا يعني أن كل من لديه شخص مصاب بالمرض سينقله إليه، أو أن الشخص المصاب يوجد لديه أقارب مصابين من قبله بالمرض. لكن ما يبقى ثابتا ومؤكدا هو أن الجانب الوراثي يلعب دورا كبيرا وراء تزايد فرص الإصابة بهذا الاضطراب.

رغم صعوبة تشخيصه نظرا لتقلب الحالات المزاجية، لكن المؤكد أن إمكانية تشخيصه تزداد صعوبة لدى الأطفال والمراهقين، نظرا لكثرة التغيرات المزاجية والسلوكية بتلك الفئة السنية. لكن ما يجب معرفته هو أن الاضطراب يزداد سوء إذا تُرِكَ بدون علاج.

اختبار أعراض اضطراب ثنائي القطب

ينطوي هذا الاختبار على ما يلي:

- فحص جسدي كامل

- تقييم خاص بالصحة الذهنية

- الاحتفاظ بدفتر يوميات عن المشاعر ومدى استمرارها

- استخدام دليل تشخيصي وإحصائي للاضطرابات النفسية

هناك عدة علاجات متاحة يمكن الاستعانة بها للسيطرة على مشكلة اضطراب ثنائي القطب مثل:

- الأدوية

- العلاج النفسي

- العلاج السلوكي المعرفي

- التربية النفسية

- علاج النظم الشخصية والاجتماعية

- خيارات علاجية أخرى منها العلاج بالصدمات الكهربائية، أدوية النوم، المكملات الغذائية والعلاج بالإبر

- إدراج تغييرات بنمط الحياة، كما الحفاظ على روتين خاص بالأكل والنوم، تعلم كيفية التعرف على التقلبات المزاجية، الاستعانة بصديق أو قريب في دعم خطط العلاج والتحدث لطبيب معتمد

هناك بعض العلاجات الطبيعية التي تفيد في حالات الإصابة باضطراب ثنائي القطب مثل:

- زيت السمك

- عشبة الجذر الذهبي

- مكمل الأحماض الأمينية SAMe

- الاتصال بخدمة الطوارئ الطبية المحلية

- البقاء مع الشخص المصاب لحين وصول الدعم

- التخلص من أي أسلحة، سكاكين، أدوية أو أشياء أخرى قد تلحق الأذى بالشخص المصاب

- الإنصات للشخص المصاب دون إصدار أحكام عليه أو مجادلته أو تهديده

الأمانة هي أفضل سياسة يمكن إتباعها للسيطرة على العلاقات الاجتماعية حال كنت تتعاملين مع شخص مصاب، وينصح أي زوجين بمشاركة بعضهما البعض الحقائق التالية:

- متى تم تشخيص الإصابة بالاضطراب؟

- ما الذي يمكن توقعه خلال مراحل الاكتئاب؟

- ما الذي يمكن توقعه خلال نوبات الهوس؟

- كيف يتم التعامل عادة مع الحالات المزاجية للشخص المصاب؟

- تعلم الطرق التي تضمن الحفاظ على جودة العلاقة واستكشاف العلاجات المناسبة

الاضطراب ثنائي القطب هو مرض ذهني مزمن، وهو ما يعني أن الشخص المصاب به مطالب بأن يتأقلم ويتكيف معه بقية حياته، لكن هذا لا يعني أن الشخص المصاب لن ينعم بحياة صحية سعيدة، فالعلاج قد يساعد في السيطرة على التقلبات المزاجية والتأقلم مع الأعراض.