الاكتئاب عند الأطفال أسبابه وعلاجه.. نصائح مهمة لحماية طفلك

كما يعاني البالغون من وطأة الاكتئاب، يمكن أن يعاني الأطفال أيضا منه. لذلك، يجب التوعية من هذه الحالة التي يمكن أن تصيب طفلك دون أن تدري، لتعميق فهمنا لهذه القضية الجادة وتقديم المزيد من الدعم والعناية للصغار الذين يعانون من الاكتئاب.

تكمن أهمية هذه التوعية في تفتيت الصورة السطحية التي غالبا ما تلتصق بمفهوم الصحة النفسية لدى الأطفال، إذ لا يصدق كثيرون أن الأطفال يمكن أن يواجهون ضغوطا وآلاما نفسية قد تؤثر على حياتهم. لذلك، يجب أن نشجع على فتح قنوات للحوار الصريح حول الصحة النفسية للأطفال.

وفي التقرير التالي، نستعضر كل ما تريد معرفته عن الاكتئاب عند الأطفال أسبابه وعلاجه. بالإضافة إلى أعراضه وكيف يمكن التعامل معه وتشخيصه وعلاجه.

أسباب اكتئاب الأطفال

زيادة الوعي باكتئاب الأطفال يمكن أن يساهم أيضا في تقليل وصمة العار المرتبطة بقضايا الصحة العقلية، حتى يتمكن الأطفال المتضررون من الحصول على الدعم والتفهم الذي يحتاجون إليه دون خوف أو خجل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب الاكتئاب عند الأطفال؟ أو لماذا يصاب الأطفال بالاكتئاب؟

العوامل الوراثية

يمكن أن يكون الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب أو اضطرابات المزاج الأخرى أكثر عرضة للإصابة.

الكيمياء الحيوية للدماغ

يمكن أن تلعب الاختلالات في النواقل العصبية الموجودو بالدماغ، وهي المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، دورا رئيسيا في تطور الاكتئاب.

الأحداث الحياتية المجهدة

تساهم بعض التجارب الصعبة أو المؤلمة التي يمر بها الطفل، مثل فقدان أحد الوالدين، الطلاق، سوء المعاملة، التنمر، أو صعوبات التعلم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

الشخصية

بعض الأطفال لديهم سمات شخصية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، مثل تدني احترام الذات، التشاؤم، أو صعوبة التأقلم مع التغيير.

الحالات الطبية

بعض الحالات الطبية المزمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

ما هي أعراض الاكتئاب عند الأطفال؟

إن التعرف على علامات الاكتئاب عند الأطفال في المراحل الأولى، يمكن أن يحدث فرقا جوهريا في حياة الأطفال الذين يواجهون هذا التحدي الصعب، ويؤدي إلى نتائج علاجية أفضل. لذلك، في السطور التالية، نستعرض معكم أعراض الاكتئاب عند الأطفال.

الحزن المستمر

يمكن أن يظهر على الطفل أنه حزين أو سريع الانفعال أو الغضب معظم الوقت.

فقدان الاهتمام بالأنشطة

يتوقف الطفل عن الاستمتاع بالأشياء التي كان يحبها سابقا، مثل اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الهوايات.

تغيرات في الشهية أو الوزن

في بعض الحالات، يمكن أن يفقد الطفل شهيته أو يأكل بكميات أكبر، مما يؤدي إلى فقدان أو زيادة ملحوظة في الوزن.

تغيرات في النوم

قد يعاني الطفل من الأرق وصعوبة في النوم، أو النوم لفترات طويلة جدا.

التعب وفقدان الطاقة

قد يشعر الطفل بالتعب والإرهاق المستمر حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.

صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات

في بعض الحالات أيضا، يمكن أن يواجه الطفل صعوبة في الانتباه في المدرسة، أو حتى تذكر الأشياء بشكل عام أو اتخاذ القرارات البسيطة.

الشعور بالذنب أو عدم القيمة

قد ينتقد الطفل نفسه بشدة أو يشعر بأنه عديم القيمة أو أنه عبء على الآخرين.

أفكار حول الموت أو الانتحار

في الحالات الشديدة، قد يفكر الطفل في الموت أو الانتحار. للذك، من الضروري أخذ هذه الأفكار على محمل الجد وطلب المساعدة الفورية.

شكاوى جسدية غير مبررة

قد يشكو الطفل من آلام في المعدة أو الصداع أو غيرها من الأعراض الجسدية التي لا يوجد لها سبب طبي واضح.

الانسحاب الاجتماعي

يمكن أن نلاحظ ابتعاد الطفل عن الأصدقاء والعائلة، وأنه يقضي وقتا أطول بمفرده.

تشخيص اكتئاب الأطفال

اكتئاب الأطفال قادر على التأثير على شتى جوانب حياتهم، بدءا من تفاعلاتهم الاجتماعية وعلاقاتهم مع الآخرين، مرورا بأدائهم الأكاديمي وتحصيلهم الدراسي، وصولا إلى شعورهم العام بالراحة والسعادة. وفي السطور التالية، نستعرض إجابة سؤال: كيف أعرف أن طفلي يعاني من الاكتئاب؟

مقابلة الطفل

يتحدث الأخصائي النفسي مع الطفل لفهم مشاعره وأفكاره وسلوكياته. وفي هذه الحالة، يستخدم الأخصائي أدوات وتقنيات مناسبة لعمر الطفل لتسهيل التواصل.

مقابلة الوالدين

يتم جمع معلومات حول تاريخ الطفل الطبي والنفسي من خلال مقابلة الوالدين، بالإضافة إلى التعرف على الأعراض التي لاحظوها، والتغيرات في سلوكه.

اختبار الاكئتاب للأطفال

يمكن أن يستخدم الأخصائي استبيانات أو مقاييس موحدة مصممة لتقييم أعراض الاكتئاب لدى الأطفال. يمكن أن تكون هذه الاستبيانات موجهة للطفل أو للوالدين أو للمعلمين.

كيف نعالج اكتئاب الأطفال؟

يتساءل كثيرون: كيف نعالج الاكتئاب عند الأطفال؟ وفي الواقع، يعتبر نشر الوعي وتقديم التثقيف اللازم هما أساس توفير الدعم الضروري لمن هم في أمس الحاجة إليه. ومن خلال بناء بيئة حاضنة وداعمة، يمكننا أن نضمن حصول الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب على الفهم والرعاية التي يستحقونها.

وفي السطور التالية، نستعرض معكم علاج الاكتئاب عند الأطفال.

تقديم الدعم والحب

دع طفلك يعرف أنك تهتم به وأنك موجود لدعمه بغض النظر عن أي شيء. استمع إليه بانفتاح وتفهم مشاعره دون التقليل من شأنها.

تشجيع التواصل

شجع طفلك على التحدث عن مشاعره وأفكاره. خلق بيئة آمنة ومريحة يشعر فيها بالحرية للتعبير عن نفسه دون خوف من الحكم.

البحث عن المساعدة المتخصصة

يمكن استشارة طبيب للحصول على العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بين الأشخاص، والذي يمكن أن يكون فعالا جدا في علاج الاكتئاب لدى الأطفال. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب النفسي أيضا بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

تعزيز نمط حياة صحي

شجع طفلك على ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتناول وجبات صحية ومتوازنة، والحصول على قسط كافٍ من النوم. هذه العوامل يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على المزاج والصحة العامة.

المشاركة في الأنشطة الممتعة

شجع طفلك على المشاركة في الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، حتى لو لم يكن لديه الرغبة في ذلك في البداية. يمكن أن يساعد ذلك في تحسين مزاجه واستعادة شعوره بالمتعة.

الصبر والتفهم

التعافي من الاكتئاب يستغرق وقتا وجهدا. كن صبورا ومتفهما مع طفلك وقدم له الدعم المستمر خلال هذه العملية.

على مر السنوات، ساهم الوعي المتزايد في إبراز التأثير الكبير الذي يحدثه الاكتئاب في حياة الأطفال، والذي يشمل تفاعلاتهم الاجتماعية، وأدائهم المدرسي، وشعورهم العام بالرفاهية. كل ذلك من خلال بناء بيئة داعمة تشجع على إجراء مناقشات مفتوحة وصريحة حول الصحة العقلية، وتعزيز استراتيجيات أفضل للوقاية والعلاج لمن هم بحاجة إلى المساعدة.