لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
مع التطوّرات المستمرّة في مجال العناية بالبشرة واستكشاف المزيد من المكوّنات والعلاجات والتقنيات التي تهدف إلى تعزيز صحّتها واستعادة شبابها، يكاد لا يمرّ عام من دون أن نسمع بمكوّن جديد يُحدث ثورة ويحمل وعداً ببشرة أكثر تألقاً وشباباً. وعلى الرغم من أن عوامل النمو أو ما يُعرف بـGrowth Factors ليست بالاكتشاف الجديد نسبياً، فهي لا تزال الكلمة المفتاح في هذا المجال، تستحوذ على اهتمام خبراء الجلد والعملاء في الوقت نفسه.
فما هي عوامل النموّ وهل هي حقاً المكوّن السحري للبشرة الشابة؟
عوامل النمو وعلاقتها بالبشرة
عوامل النمو هي بروتينات دقيقة وقويّة موجودة طبيعياً في جسم الإنسان، تؤدي دوراً في إصلاح الخلايا وتجديدها. تُنتج خلايا البشرة، من الطبقة الخارجية إلى عمق الأدمة، عوامل نمو ترسل إشارات إلى الخلايا المجاورة لتفعيل عمليات التجدّد، مثل إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وتحفيز التئام الجروح. لكن مع التقدّم في السن، تبدأ هذه العملية الحيوية بالتباطؤ، ما يؤدي إلى بشرة أقل مرونة وأكثر عرضة للتجاعيد والترهّل. ومن هنا، بدأت شركات التجميل بتطوير سيرومات وكريمات غنيّة بعوامل النمو، بهدف تعويض هذا النقص وإعادة تشغيل 'آليات الشباب' داخل الجلد.
مصادر عوامل النمو بين العلم والأخلاقيات
ليست كل عوامل النمو الموجودة في المستحضرات متساوية أو مأخوذة من المصدر نفسه. بعضها يُصنّع مخبرياً عبر التكنولوجيا الحيوية، فيما يُستخرج البعض الآخر من خلايا جذعية بشرية وهنا تظهر المشكلة الأخلاقية. فعلى سبيل المثال، هناك تركيبات تحتوي على بروتينات مأخوذة من خلايا ليفية لطفل حديث الولادة، أو حتى من خلايا جنينية مصدرها عيّنات طبية تبرّع بها الأهل بعد إنهاء الحمل لأسباب صحية. في المقابل، اختارت بعض العلامات استخدام تقنية أكثر حيادية: إنتاج بروتينات بشرية مطابقة من نباتات معدّلة وراثياً، مثل الشعير، لتقليد بنية عامل النمو دون الحاجة إلى مصادر بشرية.
هل هي فعّالة وآمنة؟
رغم محدودية حجم الأبحاث، فإن التجارب السريرية التي أُجريت حتى الآن أظهرت نتائج واعدة مثل تحفيز نمو الكولاجين، تحسين ملمس البشرة، وزيادة سماكتها بنسبة قد تتجاوز 60% خلال أسابيع. بعض المستحضرات تُظهر تحسّناً في مظهر الندبات، الهالات، وحتى حب الشباب، بفضل قدرة عوامل النمو على تنظيم الالتهاب وتعزيز تجدد الخلايا.
أما في ما يتعلّق بصحّة استخدامها، يؤكد الخبراء أن جزيئات عوامل النمو كبيرة الحجم نسبياً، ولا تخترق البشرة بعمق كافٍ لتُحدث تأثيراً غير محسوب. وحتى اليوم، لم يتم تسجيل آثار جانبية خطيرة مرتبطة باستخدام هذه المستحضرات بتركيبتها الحالية.