ربما يعني شهر رمضان في هون لبعض الكبار الإرهاق والصبر والتحمل خاصة عندما يتزامن مع فصل الصيف حيث تكون درجة الحرارة في ذروتها، لكنه يكون له طعم مختلف بالنسبة للصغار فتيان وفتيات، فهو يمثل لهم موسما للبهجة والفرح، فما أن يحل الشهر الكريم حتى تتم معرفة منْ منهم قد حل عليه الصيام لتقوم عائلاتهم وعائلات أصدقائهم وأقاربهم بالاحتفاء بالصائم أو الصائمة بتكريمه بوليمة الإفطار المُسماة 'المحروزة'.
وتقوم العائلات الهونية بإعداد وجبة الإفطار 'المحروزة' وملحقاتها والسحور أحيانا وتزور أسرة الصائم الجديد، في حين تقوم الفتيات الصغيرات بارتداء الأزياء الشعبية مع ارتداء إحداهن ملابس العروس بكامل زينتها قاصدات منازل الأقارب والجيران احتفاءً بقدوم شهر رمضان ويقمن بأداء رقصة 'الشرويروة' المشهورة في التراث الهوني وهن يرددن ' الشرويروة ياتورا والشرورور ياتورا وعصيد محرحر في الصبح انجيكم ياتورا وسلام عليكم ياتورا ناكل شوشيكم ياتورا'، حيث يستمر أداء هذا الطقس طوال ليالي الشهر الفضيل إن رغبن في ذلك وبناءً على الحفاوة والاستقبال من قبل الأسر المضيفة.
ومن الطقوس الهونية أيضا ما يعرق بـ'خنينيب السحور' ، حيث يقوم الصبية ليلاً محاولين خطف السحور، وهي عادة متعارف عليها ولا توصم أو توصف بالسرقة في حالة نجاحها بل تعتبر ضمن الألعاب التي يوصف من يؤديها أو يقوم بها بالحذق والمهارة والشجاعة والجرأة حيث يصبح أهل البيت الذين خُطف سحورهم يتندرون لاهمالهم وخيبتهم، وهي عادة قديمة عفا عليها الزمن وصارت من الماضي.
ومن العادات الهونية أيضا في رمضان حرص الآباء والأمهات صباح يوم الخامس والعشرين من الشهر الكريم أن يرتدي أبنائهم ثيابهم الشعبية الجميلة مصحوبين بأواني مصنوعة من سعف وعراجين النخل تسمى 'العُمرة' حيث يقوم الأقارب والجيران باعطاء الأطفال، 'القلية'، وهي حبوب القمح المُحمصة، والبيض النييء والحلوى والمكسرات والأطفال يرددون : 'قلية قلية عصيدة وملوخية'، وهذه العادة لازالت قائمة وتحرص كثير من الأسر علي احيائها بتشجيع الأطفال علي زيارة أقاربهم لربط صلات الرحم فيما بينهم علاوة على محافظة الكبار على أداء صلاة الفجر والتراويح بمساجد البلدة العامرة وخاصة بالجامع العتيق.
أما ليلة السابع والعشرين من رمضان فلها طقس خاص في التراث الهوني حيث يقوم الصبية في هذه الليلة بالطواف حول الأزقة والمنازل من بعد صلاة العشاء وإلى وقت متأخر من الليل إحياء لموسم، 'كعكة تمضي'، حيث يطرقون أبواب البيوت المجاورة بقولهم للعائلات:'كعكة تمضي لحمة تمضي دحية تمضي في الريح وإلا في الرواح' ففي الريح تعني أن ليس لدينا ما نمنحه لكم، وأما في الرواح فتعني الانتظار والقبول.
