ديون متراكمة وخسائر فادحة وطائرة واحدة في الخدمة.. الخطوط الليبية تواجه انهيارًا وشيكًا بدون دعم

زمة غير مسبوقة تضرب الخطوط الجوية الليبية بسبب تدمير الأسطول ومرافق الصيانة

ليبيا – أعلنت شركة الخطوط الجوية الليبية أنها تمر بأزمة غير مسبوقة نتيجة التوقف القسري لغالبية طائراتها، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها خلال الاشتباكات المسلحة في مطار طرابلس الدولي ابان حرب 'فجر ليبيا' وهجوم آمر ما يعرف بـ'لواء الصمود' صلاح بادي العضو السابق بالمؤتمر العام، مما أدى إلى إصابة معظم أسطولها وتدمير مخازن قطع الغيار التابعة لها، إضافة إلى تضرر الورش المساندة والمعدات الفنية بشكل بالغ.

تشغيل محدود وخسائر متراكمة

أوضحت الشركة في بيان تلقته 'المرصد' أنها تعمل حاليًا بطائرة واحدة وفي أفضل الظروف بطائرتين فقط، مشيرة إلى أن جائحة كورونا زادت الأمور تعقيدًا بعدما توقفت عمليات التشغيل بالكامل لعدة أشهر، وفقدت الشركة أغلب نقاط تشغيلها حول العالم.

وبيّنت الشركة أنها كانت تُشغّل أكثر من 20 وجهة عام 2010، فيما اقتصر نشاطها حاليًا على ثلاث دول فقط هي تونس ومصر وتركيا، مما أدى إلى استنزاف كامل احتياطاتها المالية نتيجة استمرار صرف رواتب العاملين حينها، إلى جانب عجزها عن تحصيل تعويضات الخسائر أو استرجاع الديون المستحقة لها من الغير، وهو ما فاقم الأزمة.

أعباء مالية ومصاعب في التزامات الصيانة

أكدت الشركة أنها تواجه صعوبات كبيرة في توفير الإيرادات الكافية لتغطية التزاماتها المالية، بما في ذلك تدريب الأطقم الجوية، وتسديد ديون غرفة المقاصة، وجدولة الديون الداخلية والخارجية، خاصة في ظل ارتفاع سعر الصرف الذي تسبب في زيادة كبيرة في تكاليف الصيانة وتوريد قطع الغيار، ما أثر على قدرتها في الإيفاء بتعهداتها ضمن المهل المحددة.

وأضاف البيان أن إدارة الشركة تسعى جاهدة للمحافظة على بقائها رغم التحديات، مشيدة بصبر الموظفين على تأخر صرف المرتبات وحرمانهم من الامتيازات السابقة، وتحملهم أعباء الحياة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، للحفاظ على هذه الشركة الوطنية التي تحمل اسم الوطن وعلمه.

ديون متراكمة دون دعم أو تعويض

أفادت الشركة أنها تبذل جهدًا كبيرًا من أجل إعادة جدولة التزاماتها وديونها المتراكمة، التي أثقلت كاهلها وأضعفت مركزها المالي، وذلك في غياب الدعم أو التعويض أو المساندة من أي جهة.

إجراءات للحفاظ على الاستمرارية

أشارت إدارة الشركة إلى أنها تعمل على تحقيق توازن صعب بين صرف المرتبات وتغطية مصاريف التشغيل الضرورية، إلى جانب محاولة جدولة الديون المستحقة، لتفادي الانهيار والحفاظ على استمرارية عمل الشركة وعدم تعرضها للإفلاس، مؤكدة أن كافة الإجراءات المتخذة تأتي في إطار الحفاظ على مصلحة الشركة والعاملين بها.

دعوة للتضامن ووقف الإساءة

أعربت الإدارة عن أسفها لما وصفتها بـ'العبارات غير اللائقة' التي ينشرها بعض الزملاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعية إلى التحلي بالروح الإيجابية والتعاون في هذه المرحلة الصعبة، ومؤكدة أن ما تواجهه الشركة من تحديات هو خارج عن إرادة الجميع، إدارةً وموظفين.

ودعت الإدارة جميع الأطراف إلى مساندة الشركة وتحمل تداعيات الوضع الراهن، الذي خرج عن نطاق السيطرة.

التزام بالحقوق رغم الظروف

أكدت إدارة الخطوط الجوية الليبية أنها تبذل كل ما بوسعها لتجاوز هذه الأزمة، مشيدة بصبر وتفهم الموظفين، ومتعهدة بمواصلة العمل من أجل ضمان حقوق الجميع وفق الإمكانيات المتاحة، وفي إطار الضوابط القانونية والمالية المعمول بها.

واختتمت الإدارة بيانها بتوجيه الشكر لجميع العاملين على تفهمهم للظروف الاستثنائية، مجددة تأكيدها على حرصها الدائم على تلبية الحقوق المادية والمعنوية للموظفين رغم صعوبة المرحلة.