قمة عربية إسلامية تدين العدوان على قطر.. فأين كان الصوت يوم قصفت بغداد وطهران؟

13 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: أثار انعقاد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الدوحة لإدانة الهجوم الإسرائيلي تساؤلات سياسية حادة عن غياب موقف مشابه عندما استهدفت الطائرات الأميركية والإسرائيلية مواقع في العراق وإيران، ما كشف عن ازدواجية في آليات الغضب الجماعي العربي والإسلامي وأعاد النقاش حول انتقائية المواقف السياسية.

ازدواجية المواقف

وأظهر الصمت الذي أحاط بالهجمات على الأراضي العراقية والإيرانية هشاشة مفهوم التضامن الإقليمي، إذ لم تشهد المنطقة دعوات عاجلة إلى القمم ولا صدرت بيانات توازي في لهجتها التصعيد الحالي تجاه استهداف قطر، الأمر الذي أضعف منطق الردع الجماعي وفتح الباب أمام اتهامات بازدواجية المعايير.

العراق ساحة منسية

وسقط العشرات من الضحايا في الضربات التي طالت فصائل مسلحة وقواعد على الأراضي العراقية، ومع ذلك ظلّ الرد العربي في حدود بيانات مقتضبة أو صمت كامل، ما جعل بغداد تشعر بأنها مستثناة من المظلّة السياسية الإقليمية، فيما استغلت القوى المنافسة هذا الفراغ لتعزيز نفوذها وإعادة صياغة موازين القوة في الداخل العراقي.

إيران تحت القصف

وتعرضت إيران بدورها لهجمات متفرقة على منشآت عسكرية وبنى تحتية حساسة، ورغم خطورة الاستهداف فإن المواقف الرسمية العربية لم تتحرك بالزخم ذاته، بل ظلّت تنظر إلى طهران من زاوية الخلافات التاريخية والملفات الشائكة في المنطقة، ما جعل أي دعوة للدفاع عنها تبدو وكأنها انحياز سياسي أكثر منها موقفا مبدئيا.

مستقبل التضامن الإقليمي

وطرح هذا التباين سؤالا وجوديا عن معنى القمم العربية والإسلامية: هل هي أداة لردع شامل وحماية الأمن الجماعي، أم أنها مناسبات ظرفية تخضع لحسابات النفوذ والتحالفات؟ ويدرك المتابع أن غياب موقف حازم من قصف العراق وإيران يضعف صدقية البيانات الحالية بشأن قطر، ويفتح ثغرات إضافية في جدار النظام الإقليمي الذي يعاني أصلا من تصدعات مزمنة.

About Post Author

moh moh

See author's posts