اخبار العراق
موقع كل يوم -قناه السومرية العراقية
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
السومرية نيوز-خاص لم تعد التحولات في مواقف الفصائل العراقية، بمثابة شيء مستحدث او جديد، فمنذ إيقاف الهجمات على الكيان والهدنة الطويلة مع القوات الامريكية، ينظر الى هذا الموقف بنظرتين متناقضتين، بين من يعتبرها خشية من الاستهداف، واخرون يصفونها بأنه ناجم عن شعور بالمسؤولية وحرصًا على النأي بالعراق عن أي مخاطر محتملة، ورغم ضبط النار الذي تمارسه الفصائل، وكذلك بوادر تكبيل الخصومة، مثل اطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية تسوركوف، الا ان واشنطن وتل ابيب تستمران باجراءات مثيرة للحيرة وربما محفزة لاثارة الفصائل واخراجها من حالة الضبط التي لاتزال تحافظ عليها.
أقدمت واشنطن قبل أيام على ادراج 4 فصائل عراقية من قائمة عقوبات الخزانة الأميركية التي يصطلح عليها قائمة الإرهاب المحدد بشكل خاص، الى قائمة عقوبات وزارة الخارجية الأميركية ويطلق عليها قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي قائمة أصعب واوسع في الإجراءات، وبعد ذلك، اطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تهديدات للفصائل وتصريحات مستفزة للعراق، عندما قال انه سيقضي على قادة الفصائل في العراق اذا حاولوا استهداف إسرائيل.
لم تصدر الفصائل أي موقف تجاه ادراجها بقائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية الأميركية، باستثناء حركة النجباء، وكذلك لم ترد على تهديدات نتنياهو، باستثناء حركة النجباء ايضًا، بصفتها الحركة الوحيدة التي لا تمتلك مشروعا سياسيا، لكن بالمقابل، لم تقتصر التحولات على مواقف الفصائل فقط، بل الجديد ان التحولات جاءت على سلوك الحكومة والجهات الرسمية بذاتها، بل أن ادراج 4 فصائل بقائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، قاد لانزعاج حكومي عبرت عنه من خلال بعض المقربين منها، فاحد الخبراء الأمنيين المقربين من الحكومة كشف بوضوح عن إمكانية ان تغير بغداد سياسة علاقتها مع واشنطن نتيجة ادراج الفصائل على قوائم الإرهاب دون استشارة الحكومة في بغداد.
طوال السنوات السابقة، كان هناك غموض يسيطر على الحد الفاصل بين الفصائل والحشد، لكن الجهات الحكومية ومن بينها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، كانوا دائما ما يقولون ان الفصائل حركات عقائدية مستقلة تعمل بذاتها، والحشد الشعبي مؤسسة رسمية تلتزم باوامر القائد العام للقوات المسلحة، وهو اشبه ما يكون بـ'اعلان براءة' بشكل غير مباشر عن الفصائل، وبذات الطريقة، كانت الفصائل هي من تعبر عن نفسها ومواقفها عبر قنواتها الخاصة، لكن التحول الجديد يبدو في مواقف الطرفين، فبينما تصمت الفصائل على ادراجها بقائمة الإرهاب وعلى تهديدات نتنياهو، تكفلت الحكومة بالحديث بدلًا عنها، وهو تحول يشير الى رغبة حكومية بعزل الفصائل وخروج الحكومة الرسمية بالواجهة، في محاولة لضبط الأوضاع امنيًا ومنع مبررات الاعتداء على العراق.
لكن هذه الاستراتيجية التي تبدو محاولة إيجابية، ربما يمكن وصفها بأنها سيف ذو حدين، وقد تكون خطوة سلبية، فقد تُقرأ على انها تخادم حكومي رسمي مع الفصائل، ورعاية رسمية لها، فوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اعتبر استهداف الفصائل بمثابة استهداف العراق، بينما رد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بالقول إن لدى العراق الإمكانات الكافية للرد على أي تهديد، وهو تصريح يمكن قراءته بانه تصعيد عسكري من مؤسسة رسمية، لم يسبق للعراق الرسمي ان يتحدث بهذه اللهجة، بدلا من تلويحه بالوسائل الدبلوماسية.
وبينما يبدو أن الجهات الحكومية تتحدث نيابة عن جميع الفصائل، الا ان حركة النجباء اختارت الرد بنفسها فهي لا تمتلك مشروعا سياسيا خلافا لجميع الفصائل الأخرى، فاصابع النجباء لاتزال على الزناد، بل وتصف الانسحاب الأميركي بانه كذبة، بل واعادت التذكير بـ'بأس صواريخهم ومسيراتهم التي طالت الأراضي المحتلة'، مؤكدة ان خياراتها مفتوحة في الرد.
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/AlSumaria_300x250_InsideArticle, [300, 250], div-gpt-ad-1755514370107-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-9]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() {googletag.display(div-gpt-ad-1755514370107-0); });
window.googletag = window.googletag || {cmd: []}; googletag.cmd.push(function() { googletag.defineSlot(/18294456/alsumaria_300x250(3), [300, 250], div-gpt-ad-1754470501163-0).setTargeting(Alsumaria_Category, [newsdetails-9]).addService(googletag.pubads()); googletag.pubads().enableSingleRequest(); googletag.enableServices(); }); googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1754470501163-0); });