اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
27 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة أكدت الولايات المتحدة استمرارها في سياسة الحضور الدبلوماسي المكثف في العراق، مع التركيز على تعزيز قنوات التواصل مع بغداد والإقليم على حد سواء، وموازنة المصالح الاستراتيجية مع الحاجة للحفاظ على استقرار الطاقة الإقليمية، مما يشير إلى أن واشنطن ترى في إعادة فتح خط أنابيب النفط خطوة ليست اقتصادية فحسب بل سياسية أيضا، لتعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في مواجهة التدخلات الإقليمية.
ووسعت الدبلوماسية الأمريكية جهودها لتسهيل الاتفاق بين الأطراف العراقية، مع إبراز الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط محايد نسبياً في ملف حساس يتشابك فيه الاقتصاد المحلي والسيادة الإقليمية، وهو ما يعكس استراتيجيتها في توظيف الوساطات الاقتصادية لإعادة فرض حضورها التقليدي، مع مراعاة حساسية العلاقة مع حكومة بغداد والمكونات الإقليمية المختلفة.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، تواصلها الدائم مع الحكومة العراقية والالتزام بجميع شركائها في البلاد، مشيرة إلى مشاركتها بتسهيل اتفاق إعادة فتح خط أنابيب النفط العراق – تركيا، والذي نتج عنه إعادة تصدير الخام عبر إقليم كردستان.
وقالت متحدث باسم الوزارة، إن الولايات المتحدة تلتزم مع شركائها في جميع أنحاء العراق، وهم الذين يعملون على بناء دولة ذات سيادة حقيقية، مستقرة، ومزدهرة، مردفا بالقول نحن على تواصل دائم مع بغداد، وندعم الجهات العراقية الفاعلة التي تشاركنا أولوياتنا ومخاوفنا.
وأضاف المتحدث بالأمس فقط، ومن خلال الجهود الدبلوماسية الأمريكية، سهّلت الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح خط أنابيب العراق – تركيا، والذي سيعود بفوائد حقيقية على الأمريكيين والعراقيين على حد سواء.
وترجمت الخطوة على الأرض من خلال استئناف تصدير النفط من حقول إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي بمعدل 190 ألف برميل يومياً، في مؤشر واضح على قدرة الأطراف العراقية على إدارة الموارد الحيوية، ويعكس في الوقت ذاته أن المصالح الاقتصادية العابرة للحدود تظل أداة ضغط سياسية يمكن للولايات المتحدة والإقليم استثمارها لتحقيق أهداف متبادلة.
ويظهر أن إدارة الطاقة والموارد الطبيعية ليست مجرد قضية اقتصادية، بل أداة للتأثير على توازن القوى الداخلي وتعزيز موقف الأطراف الدولية في مواجهة التحديات الإرهابية والجيوسياسية.
وشكلت إعادة فتح خط أنابيب النفط، من منظور تحليلي، نموذجاً عملياً لكيفية استخدام الطاقة كأداة دبلوماسية، ولتأكيد التزام الأطراف الدولية بالاستقرار الإقليمي، مما يعكس تقاطع السياسة والاقتصاد والأمن، ويبرز أهمية إدارة المصالح المتداخلة بطريقة تسمح بخلق بيئة قابلة للتفاوض والتحرك الدبلوماسي دون الانزلاق إلى أزمات مفتوحة أو توترات عسكرية مباشرة.
وهذه الخطوة ستعيد رسم خريطة النفوذ في العراق، وتخلق منصة للتفاهمات المستقبلية بين الحكومة المركزية والإقليم، بينما تبقي الولايات المتحدة في موقع القوة الناعمة المؤثرة على القرارات المصيرية، مع مراعاة حساسية التوازنات الداخلية والخارجية.
About Post Author
moh moh
See author's posts