اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
12 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تمتد ظاهرة هجرة الشباب العراقي نحو الخارج لتتحول من خيار فردي إلى مأساة جماعية تتكرر فصولها على الحدود والبحار، حيث تتقاطع الحكايات بين من يتشبث بأمل الوصول إلى أوروبا وبين من يلقى حتفه في الطريق، في رحلة محفوفة بالموت والاعتقال والاستغلال.
وقال أحمد، وهو شاب في العشرين من عمره من مدينة العمارة، إن حلمه بالوصول إلى ألمانيا لم يكن يساوي الثمن الذي دفعه من خوف وذل: 'كنا فرائس سهلة لشبكات التهريب، كنا ندفع أموالنا ونُترك في الصحراء ننتظر الموت عطشاً أو في البحر غرقاً'.
وأحدث خبر وفاة اللاعب باسل سعد، الذي تنقل بين أندية نفط البصرة والبحري وسامراء والكهرباء قبل أن يختفي لأشهر، صدمة مضاعفة في الأوساط الرياضية والشعبية، إذ أكدت تقارير صحفية أن المهرب أنزله مع مجموعة مهاجرين على بعد خمسين متراً من جزيرة سيمي اليونانية بلا سترة نجاة، فابتلعته الأمواج. وقال صديقه السابق في الملاعب إن الحادثة 'كسرت القلوب لأنها أوضحت أن الهجرة لم تعد خيار الفقراء فقط، بل استنزفت حتى طاقاتنا الرياضية'.
وتمخضت مأساة مشابهة في مارس 2024 حين أعلنت المنظمة الدولية للهجرة العثور على مقبرة جماعية في الصحراء الليبية تضم 65 جثة لمهاجرين قضوا عطشاً وجوعاً، بينهم عراقيون. وروى ناشط حقوقي من بغداد أن 'هذه الأرقام ليست سوى رأس جبل الجليد، لأن عشرات القصص تختفي مع ضحايا لم يصل خبرهم أبداً'.
وأعلنت السلطات الليبية في يوليو 2025 عن احتجاز ستة شباب من إقليم كردستان أثناء محاولتهم التسلل نحو أوروبا عبر طرق التهريب، وهو ما يسلط الضوء على استمرار المسارات ذاتها رغم التحذيرات والمآسي المتكررة. وأكد أحد ضباط خفر السواحل الليبي في حديث لـ'التحقيق' أن 'الشباب العراقيين يشكلون إحدى الجنسيات الأكثر حضوراً في محاولات العبور غير الشرعي'.
واتضح أن تركيا تمثل البوابة الأخطر والأكثر استخداماً للعراقيين، إذ يدخل بعضهم بتأشيرات سياحية بينما يسلك آخرون طرق التهريب عبر الحدود الجبلية. وغرد أحد النشطاء على منصة 'إكس' قائلاً: 'من أنقرة إلى بحر إيجه، يتحول الحلم الأوروبي إلى كابوس يومي، ومئات العراقيين غرقوا منذ 2015'.
وظهرت إحصاءات غير رسمية تؤكد أن بحر إيجه ابتلع مئات الأرواح العراقية منذ عام 2015، كان آخرها مأساة عام 2021 حين غرقت عائلة عراقية كاملة أثناء محاولتها الوصول إلى اليونان، في صورة جسدت قسوة الطريق واستحالة الحلم.
وعلّق الباحث الاجتماعي علي الحسيني قائلاً: 'ظاهرة الهجرة لم تعد مجرد بحث عن عمل أو لجوء من الحروب، بل باتت تعبيراً عن انسداد الأفق داخل العراق نفسه، حيث لا يرى الشباب مستقبلاً آمناً إلا خارج الحدود ولو كان الثمن حياتهم'.
About Post Author
moh moh
See author's posts