تصدير النفط يربط الاقتصاد بالرواتب ويحد من التوتر الاجتماعي

21 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: استأنفت حكومة العراق وجهاً لوجه مع شركات النفط التركية الحوار التجاري بعد انقطاع طويل، مما يعكس تحركاً استراتيجياً لإعادة تدفق العوائد النفطية إلى إقليم كوردستان، واستعادة دور الصادرات كرافد اقتصادي رئيسي لدعم موازنات الإقليم ورواتب موظفيه، الذين عانوا من تأخير مستمر أدى إلى توترات اجتماعية ملموسة في الأشهر الماضية.

ووسعت الاتفاقية حدود التفاهم بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لتشمل الإيرادات النفطية وغير النفطية، مؤشراً على إدراك الجانبين لأهمية الشفافية والالتزام القانوني لضمان استقرار العلاقة المالية بين المركز والإقليم، وهو ما يمثل خطوة نحو استعادة الثقة في إدارة الموارد الوطنية وإمكانية تفادي النزاعات المالية التي قد تؤثر على استدامة السياسات العامة.

وأكدت محادثات التصدير التركية-الكوردية على الحاجة الملحة لربط الإيرادات النفطية مباشرة بالرواتب الشهرية للعاملين في القطاع العام، وهو مؤشر اقتصادي وسياسي واضح على أن أي استقرار مالي في الإقليم يرتبط بشكل مباشر باستقرار الموظفين وقدرتهم على الإنفاق، مما ينعكس بدوره على الاقتصاد المحلي ويخفف من الضغوط الاجتماعية المحتملة.

ووضعت الاتفاقية سقفاً لالتزامات الحكومة العراقية، بحيث تلتزم قانونياً وأخلاقياً بإطلاق الأموال المتأخرة لشهري تموز وآب، وهو ما يشكل اختباراً عملياً لقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الإقليم، وفي الوقت نفسه إشارة قوية للأسواق والشركاء الأجانب على أن العراق يسعى لضمان انتظام آليات الدفع وربطها بالسياسات الاقتصادية الكلية.

وأنشأت هذه الخطوة قاعدة للتفكير في مستقبل التصدير النفطي وكيفية تحسين كفاءة توزيع الموارد المالية بما يعزز التنمية المستدامة ويحد من الهدر ويزيد من قدرة الإقليم على تخطيط مصاريفه الأساسية، لاسيما الرواتب والخدمات العامة، وهو ما قد يفتح المجال لإعادة النظر في سياسات التوزيع المالي الداخلي وتعزيز دور المؤسسات الرقابية في متابعة التنفيذ الفعلي للاتفاقيات.

ويشكل إعادة تصدير النفط عبر تركيا مؤشر ثقة متبادلة بين المركز والإقليم وبين القطاعين العام والخاص، حيث يرتبط نجاح التصدير بشكل مباشر بقدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها تجاه موظفيها، وهو ما سيحدد مستوى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في الفترة المقبلة ويضع إطاراً جديداً للعلاقات الاقتصادية بين بغداد وأربيل.

About Post Author

Admin

See author's posts